أجاز الاتحاد الأوروبي لقاح “كوفيد-19” من شركة “مودرنا” الأمريكية، ويعد ثاني لقاح لفيروس كورونا يتم اعتماده للاستخدام في الاتحاد الأوروبي.
وتكمل هذه الخطوة توصية هيئة مراقبة الأدوية في الاتحاد الأوروبي، التي أوصت في وقت سابق يوم الأربعاء بمنح اللقاح ترخيص تسويق مشروط.
ومن جانبها، أوضحت المديرة التنفيذية لوكالة الأدوية الأوروبية، إيمير كوك، يوم الأربعاء، أن “هذا اللقاح يوفر لنا أداة أخرى للتغلب على حالة الطوارئ الحالية”.
وقالت كوك: “إنها بمثابة شهادة على جهود والتزام جميع المعنيين أن لدينا توصية لقاح إيجابية ثانية في أقل من عام منذ إعلان منظمة الصحة العالمية عن الجائحة”.
وأمّن الاتحاد الأوروبي شراء ما يصل إلى 160 مليون جرعة من لقاح “مودرنا”، أي ما يكفي لتطعيم 80 مليون شخص من أصل 448 مليون مواطن، كجزء من استراتيجية لقاح مشتركة تهدف إلى ضمان الوصول العادل عبر الكتلة.
وقالت المفوضية الأوروبية إنه بموجب هذا العقد، وعدت شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية بتسليم جميع جرعاتها من الآن وحتى سبتمبر/ أيلول 2021.
وقالت شركة “مودرنا” في بيان إن عمليات التسليم الأولى للقاح “من سلسلة التوريد المخصصة غير الأمريكية من مودرنا، ستبدأ الأسبوع المقبل”.
واحتفلت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية بالنتيجة الأربعاء، قائلة: “نحن نقدم المزيد من لقاحات كوفيد-19 للأوروبيين”، مضيفةً أنه “مع لقاح مودرنا، سيتوفر لدينا 160 مليون جرعة أخرى. وسيأتي المزيد من اللقاحات”.
وفي إشارة إلى أن أوروبا حصلت على ما يصل إلى ملياري جرعة من لقاحات “كوفيد-19” المحتملة، أوضحت فون دير لاين، إلى أنه “سيكون هناك ما يكفي من اللقاحات الآمنة والفعالة لحماية جميع الأوروبيين”.
وقالت ستيلا كيرياكيدو، مفوضة الاتحاد الأوروبي للصحة وسلامة الأغذية: “جهودنا لن تتوقف حتى تتوفر اللقاحات للجميع في الاتحاد الأوروبي”.
وأضافت كيرياكيدس أن الدول الأعضاء “يجب أن تضمن أن تسير وتيرة التطعيم على النحو ذاته”.
وتواجه الكتلة المكونة من 27 عضواً تحديات لوجستية في طرح لقاح “فايزر -بيو إن تك”، الذي حصل الاتحاد الأوروبي على 300 مليون جرعة منه، والذي تم ترخيص استخدامه بتاريخ 21 ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، وتم طرحه بعد أيام فقط.
عملية صعبة
وفي فرنسا، اعتباراً من 1 يناير كانون الثاني، بلغ عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم 516، وفقاً للبيانات التي قدمتها وكالة الصحة الفرنسية.
ويبدو أن هذا المعدل يقوض وعد رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستكس، الذي قال إن مليون شخص سيتمكنون من تلقي اللقاح بحلول نهاية الشهر الجاري.
وتعرضت الحكومة الألمانية أيضاً لضغوط من قبل السياسيين والخبراء العلميين لعدم تأمين جرعات كافية من لقاح “فايزر -بيو إن تك” لإطلاق برنامج التطعيم الخاص بها.
وقامت ألمانيا بتحصين 316،962 شخصاً، أي حوالي 0.4% من سكان البلاد، وفقاً لبيانات يوم الثلاثاء من معهد روبرت كوخ، الوكالة الوطنية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ومن بين الذين تم تطعيمهم حوالي 131،885 من سكان دور رعاية المسنين وحوالي 149،727 من الطاقم الطبي، وفقاً للبيانات التي تم جمعها من الولايات الفيدرالية الألمانية.
ورفض وزير الصحة الألماني، ينس سبان، الانتقادات الموجهة للتأخير في التطعيم، قائلاً في مقابلة يوم الثلاثاء إن جرعات التطعيم المتاحة حاليًا في ألمانيا “هي بالضبط الحجم الذي أعلن عنه منذ أسابيع”.
وفي الوقت نفسه، شدد سبان على أن الجهود جارية لشراء المزيد من جرعات اللقاح لألمانيا، حيث تدعم السلطات “بنشاط كبير” بناء مصنع جديد لإنتاج التكنولوجيا الحيوية في مدينة ماربورغ.
وحذر الخبراء من أن التحدي الأكبر الذي يواجه الاتحاد الأوروبي سيكون التوزيع الفعلي للقاح، بالنظر إلى أن كلاً من لقاحي “فايزر -بيو إن تك” و”مودرنا”، اللذين يستخدمان تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال الجديدة، يختلفان اختلافاً كبيراً عن اللقاحات التقليدية الأخرى من حيث التخزين.
ويمكن تخزين لقاح “مودرنا” في درجات حرارة -20 درجة مئوية لمدة تصل إلى 6 أشهر، وفي درجات حرارة الثلاجة من 2-8 درجة مئوية لمدة تصل إلى 30 يوماً. ويمكن أيضاً الاحتفاظ به في درجة حرارة الغرفة لمدة تصل إلى 12 ساعة، ولا يلزم تخفيفه قبل الاستخدام.
ويمثل لقاح “فايزر -بيو إن تك” تحديات لوجستية أكثر تعقيداً، حيث يجب تخزينه في حوالي -70 درجة مئوية ويستمر خمسة أيام فقط في الثلاجة. وتحتاج قوارير اللقاح أيضاً إلى تخفيفها للحقن، وبمجرد تخفيفها، يجب استخدامها في غضون 6 ساعات.
ويمكن الاحتفاظ باللقاحات المرشحة، مثل لقاح “أكسفورد -أسترازينيكا”، الذي يتم توزيعه بالفعل في المملكة المتحدة والذي يعتقد الخبراء أنه من المرجح أن تتم الموافقة عليه من قبل المنظمين الأوروبيين بعد ذلك، في درجات حرارة الثلاجة العادية لمدة 6 أشهر على الأقل، وهو ما يعود بالفائدة على تلك البلدان غير المجهزة للتعامل مع الطلبات الإضافية لتخزين سلسلة التبريد.
ومع ذلك، فإن شبكة سلسلة التبريد القوية هي مجرد جانب واحد عندما يتعلق الأمر بالتوزيع الفعال للقاحات.
وتعتبر العوامل الأخرى مثل أنظمة المراقبة ومشاركة المجتمع والموارد البشرية ضرورية أيضاً لنجاح عملية التوزيع.