وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، وعد الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن أكبر ملوث في العالم لغازات الاحتباس الحراري ستصبح محايدة للكربون بحلول العام 2060، حيث دعا من خلال حديثه مع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إلى “ثورة خضراء”.
كانت تلك المرة الأولى التي تعلن فيها الصين عن أهداف ملموسة للوصول إلى صافي انبعاثات كربون صفرية.
وفي العام 2018، أعلن الرئيس شي عن دفعة كبيرة للتنمية الخضراء في أفريقيا كجزء من سياسته العالمية للبنية التحتية، مبادرة “ذا بيلت أند رود” والتي وقعت عليها 38 دولة من دول جنوب الصحراء الكبرى، على أمل تحسين البنية التحتية وتطوير الطاقة.
ولكن، رغم هذه الوعود بالتخلص التدريجي من المشاريع الملوثة عالية الكربون في داخل وخارج البلاد، لا تزال تمول البنوك والشركات الصينية اليوم 7 مصانع فحم في أفريقيا، مع 13 محطة أخرى قيد الإنشاء، معظمها في جنوب الصحراء الكبرى. وكان من المفترض أن يمول صندوق التنمية الصيني الأفريقي محطة توليد الكهرباء بالفحم في غانا، وهو صندوق أسهم خاص مدعوم بالكامل من بنك التنمية الصيني، إضافة لكونه بنك سياسات حكومي.
منذ العام 2000، قدم بنك التنمية الصيني وبنك التصدير والاستيراد الصيني 6.5 مليار دولار لتمويل مشاريع الفحم في أفريقيا، وفقاً لمركز سياسة التنمية العالمية بجامعة بوسطن.
وتتمتع الصين باقتصاد سريع التطور حيث تعتمد العديد من القطاعات على الوقود الأحفوري وتساهم حالياً بنسبة 26٪ من انبعاثات الكربون العالمية، وفقاً لمركز مبادرة “ذا بيلت أند رود”.
في أكتوبر/ تشرين الأول، بعد شهر واحد من وعد شي بالوصول إلى انبعاثات كربون صفرية، قامت إحدى أكبر شركات بناء الطاقة في الصين، وهي شركة “باور تشاينا” المملوكة للدولة، بنقل 223 موظفاً صينياً إلى زيمبابوي “لتسريع” التوسع في محطة هوانج للطاقة التي تعمل بالفحم في غرب زيمبابوي.
بعد أسبوعين، قال السفير الصيني لدى البلاد، غو شاوشون، في تغريدة على تويتر إن جائحة فيروس كورونا “لا يمكن أن توقف وتيرة التعاون بين الصين وزيمبابوي” وأنه عند الانتهاء من المشروع، فإن “قدرة الاكتفاء الذاتي من الطاقة في البلاد سوف تتحسن بشكل كبير”.
إليكم نظرة في الإنفوغرافيك أعلاه على محطات طاقة الفحم التي تمولها الصين في أفريقيا: