وصفت الخارجية الإيرانية، الأحد، المخاوف السعودية حول اليمن بـ”الخيالية” وأكدت أنها على استعداد للحوار مع الرياض وحل القضايا العالقة، مشددة في سياق منفصل على أنها لن تقبل الوساطة السياسية القطري للإفراج عن ناقلة النفط الكورية الجنوبية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في تصريحات أدلى بها لوكالة “إسنا” شبه الرسمية الإيرانية ونقلتها وكالة أنباء فارس الإيرانية: “بالرغم من قيام بعض دول المنطقة، بما في ذلك السعودية ، بوضع عراقیل أمام إيران، فقد أكدنا دائما أن دول المنطقة يجب أن تتوصل إلى تفاهم مشترك حول القضايا الإقليمية من أجل تحقيق الآلية الأمنية اللازمة في هذا الصدد”.
وتابع خطيب زادة قائلا: “للأسف، ما شهدناه حتى الآن هو عدم تجاوب بعض الدول في الخليج الفارسي بما فيها السعودية في هذا الصدد مع مقترحات إيران”، على حد تعبيره.
وتطرق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بشكل غير مباشر إلى “المصالحة الخليجية” عبر الإشارة إلى أن المسؤولين السعوديين باتوا “يصلحون سياساتهم” مع بعض دول الخليج بعد أن أدركوا ألا فائدة من الحرب.
وأردف خطيب زادة قائلا: “إذا كان هذا الإصلاح السياسي على جدول أعمالهم بجدية واستنتج السعوديون أن حل المشاكل هو التعاون الإقليمي، فإن الدولة الأولى التي ترحب بهذه القضية هي إيران”، حسب قوله.
وأبدى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية استعداد بلاده للحوار والتفاوض مع الرياض إذا استنتجت أن التعاون الإقليمي فيه طمأنة لمخاوفها وأضاف: “فالحل بيد السعوديين والجواب على القلق ليس الحرب”، حسب قوله.
ووصف خطيب زادة المخاوف السعودية حول اليمن بـ”الخيالية” وأشار إلى أن حل الأزمة اليمنية لا يكون إلا بوقف الحرب، حسبما يرى.
وتواجه السعودية التي تقود تحالفا في اليمن، جماعة “أنصار الله الحوثي” المدعومة إيرانيا، والتي تستهدف المملكة بصواريخ وطائرات مسيرة بين الحين والآخر، في حين تحاربها قوات التحالف عبر القصف الجوي على مناطق سيطرتها شمال اليمن.
وفي سياق منفصل، رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عرض الوساطة الذي قدمه وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، للإفراج عن ناقلة النفط الكورية.
وقال خطيب زادة عن هذه القضية: “لا نقبل الوساطة في قضیة ناقلة النفط الکوریة لأن الوساطة السیاسیة في الأمور الفنیة غیر مقبولة لدینا کما أبلغنا الکوریین بهذا الأمر”، حسب قوله.
ورفض المسؤول الإيراني الاتهام الموجه لسلطات بلاده باختطاف الناقلة الكورية الجنوبية كورقة ضغط على سيؤول للإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة لديها، لكنه اشتكى في الوقت نفسه من عدم وفاء الكوريين بوعودهم في هذا الصدد وأكد أن المباحثات معهم لم تأت بالنتائج المرجوة.