رغم أن بعض دول العالم قد بدأت فعلياً بتطعيم سكانها ضد فيروس كورونا، إلا أنه لا يزال من الممكن الإصابة بالفيروس والحصول على نتيجة اختبار إيجابية، كما حصل مع النائب الديمقراطي، ستيفن لينش، من ولاية ماساتشوستس الأمريكية، الذي ثبتت إصابته بـ”كوفيد-19″ بعد حصوله على الجرعتين المطلوبتين.
ويبقى السؤال، لماذا يمكن أن تحصل على نتيجة اختبار إيجابية رغم تلقي اللقاح؟
فجوة بين التطعيم والحماية
وأوضحت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن الجسم يحتاج بضعة أيام أو أسابيع قبل أن يصبح لقاح فيروس كورونا فعالاً. لذلك، ربما تكون نتيجة الاختبار إيجابية قبل أن يبدأ مفعوله
وقد توفر الجرعة الأولى بعض الحماية، ولكن أوضح الرئيس التنفيذي لشركة “مودرنا”، ستيفان بانسل، يوم الإثنين: “في الحقيقة لا نملك أي بيانات لإثبات ذلك في هذه المرحلة”.
وقال الدكتور روبرت سالاتا، وهو باحث رئيسي عن لقاح “فايزر” في مركزه الصحي بكليفلاند، إن الجرعة الأولى للقاح فعالة بنسبة 52% ضد المرض.
التطعيم يمنع معظم الأمراض وليس جميعها
ولا يزال بإمكانك الحصول على اختبار إيجابي بعد التطعيم لأن اللقاح ليس فعالًا بنسبة 100٪.
ويعد اللقاحان المرخصان من الولايات المتحدة فعالان للغاية، لكنهما لا يوفران حماية كاملة.
ويذكر أن لقاح “فايزر” كان فعالاً بنسبة 95% خلال التجارب السريرية، بعد أن حصل المتطوعون على الجرعتين المطلوبتين.
وبالنسبة إلى لقاح “مودرنا”، فهو كان فعالاً بنسبة 94% للأشخاص الذين حصلوا على جرعيتن خلال التجارب السريرية.
التطعيم يمنع المرض، لكن العدوى غير واضحة
ويمنع التطعيم المرض، ولكنه لا يزال غير واضحاً ما إذا كان اللقاح يمنع جميع أنواع العدوى.
وقال مدير قسم الصيدلة والعلوم الجزيئية في جامعة “جونز هوبكنز”، ناماندجي بومبوس: “بقدر ما رأيناه، تغير هذه اللقاحات من قواعد اللعبة حقاً في الوقاية من المرض، وحتى شدته”.
ولا يزال صانعو اللقاح يدرسون ما إذا كانت اللقاحات تمنع الناس من الإصابة بالأمراض حقاً أو إذا كانت تحميهم تماماً من العدوى.
ورغم عدم ظهور أي أعراض، إلا أنه يمكن أن يحمل الشخص فيروس كورونا في ممرات الأنف الخاصة به، وبالتالي هناك احتماليه انتقاله للآخرين عندما يتحدث أو يتنفس أو يعطس.
لذلك، ينبغي على جميع الأشخاص الذين حصلوا على تطعيماتهم ارتداء قناع الوجه.
اللقاحات لا تعمل بأثر رجعي
ويمكن أن تكون نتيجة اختبارك لفحص كورونا إيجابية لأنك أُصبت بالعدوى دون معرفتك، وقبل حصولك على اللقاح.
وهذا ما حصل لبعض العاملين في مجال الرعاية الصحية، بحسب دراسة نشرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يوم الاثنين.
ووجدت الدراسة أن 22 من أصل 4,081 من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين تم تطعيمهم، قد ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا بعد حصولهم على الجرعة الأولى.
وقال الدكتور إيال ليشيم من مركز شيبا الطبي في إسرائيل، وهو أحد مؤلفي الدراسة، إنه من الواضح إصابة بعض العمال بفيروس كورونا قبل حصولهم على جرعتهم الأولى.
اللقاح ضد متغيرات كورونا
وهناك مخاوف من مقاومة بعض المتغيرات المنتشرة في الولايات المتحدة، للقاح فيروس كورونا.
وتُظهر البيانات المختبرية الأولية أن اللقاحات يجب أن توفر الحماية، ويطمح قادة الصحة العامة إلى تلقيح أكبر عدد ممكن من الأشخاص في أسرع وقت ممكن للحد من فرص تحور الفيروس.
وقال صانعو لقاح “كوفيد-19” إنهم في صدد اختبار هذه اللقاحات، ومعرفة ما إذا كانت فعالة ضد المتغيرات. كما أنهم يعملون أيضاً على معززات من شأنها أن تقدم حماية إضافية ضد المتغيرات.