تتمتع القليل من الأماكن فقط بجمال جزر سيشل الخارجية.
ورغم أن هذا الأرخبيل الواقع غرب المحيط الهندي يتكون من 115 جزيرة، إلا أن جزره الخارجية البالغ عددها 72 جزيرة، هي بلا شك من بين أكثر المواقع التي تتمتع بالعزلة والحفظ.
وتتميز الجزر بوفرة في الحياة البحرية، وسواحل غير ملموسة، وطيور فريدة من نوعها.
وتتضمن هذه الجزر جزيرة “ألدابرا” المرجانية، وهي موطن أكبر عدد من السلاحف العملاقة في العالم.
وقال الأخصائي البيئي، كيث روز-إينيس “أكثر ما يميز الجزر الخارجية هي كونها مجمدة عبر الزمن”، مضيفاً: “يصعب على البشر الوصول إلى هذه الجزر، وهي بعيدة إلى درجة أنها تُركت وشأنها”.
تتعرض للتهديد
ولكن، بينما نجت الجزر الخارجية من بعض المشاكل الناتجة من “الضغط البشري” التي تواجهها وجهات مثل تايلاند، إلا أنها معرضة للخطر، مثل بقية جزر سيشل.
في الوقت الحاضر، تتمثل أهم المخاطر التي تتعرض لها الجزر في التلوث البلاستيكي، والصيد الجائر، وتغير المناخ.
وأدى تغير المناخ إلى أول صفقة لسداد الدين مقابل الحفظ في العالم، والتي تم توقيعها بين حكومة سيشيل ومنظمة الحفاظ على الطبيعة في عام 2016.
وشهدت الصفقة قيام تلك المنظمة الخيرية الأمريكية، وعدد من المستثمرين، بشراء نسبة مئوية من الديون الوطنية لسيشل ووضعها في صندوق سيشل للتكيف مع المناخ (SeyCCAT).
وتم توجيه الأموال إلى مشاريع تهدف إلى حماية الحياة البحرية، ومعالجة تأثير تغير المناخ.
حماية الفردوس
ووجه روز-إينيس اهتمامه إلى الحفاظ على البيئة في الأعوام الأخيرة كوسيلة “لرد الجميل”، بعد أن أصبح قلقاً بشأن مستقبل الجزر الخارجية.
وفي مايو/أيار من عام 2018، شارك روز-إينيس في تأسيس مشروع “Blue Safari” الذي يقدم عطلات بطابع تجريبي تسمح للمسافرين باستكشاف الجزر الخارجية لسيشل، والمساعدة في حماية النظم البيئية لهذه الجزر المتنوعة.
وفكر روز-إينيس في كيفية تحقيق عائدات كافية لحماية هذه الأماكن، وكيفية التقليل من كمية صيد الأسماك في المنطقة، وقال: “الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي من خلال السياحة البيئية”.
ويقدم “Blue Safari” عدداً من الأنشطة والبرامج، مثل الغوص مع أسماك شيطان البحر وتصويرها، ومسارات مراقبة الطيور، ودوريات مراقبة السلاحف، وزراعة الأشجار، وتنظيف الشاطئ، ورحلات غوص لجمع الحطام من المحيط.
مشكلة البلاستيك
وقد تكون عمليات تنظيف الشواطئ من أهم الأنشطة التي يمكن للزوار المشاركة فيها.
وينتهي المطاف بأطنان من البلاستيك، معظمها من السفن بشكل أساسي، على شواطئ الجزر الخارجية بانتظام، وتتزايد الكمية كل عام وفقاً لما ذكره روز-إينيس.
ومن المثير للاهتمام أن الصنادل هي من بين المخلفات البلاستيكية الأكثر شيوعاً التي ينتهي المطاف بها في الجزر الخارجية، إلى جانب زجاجات المياه.
ويأمل روز-إينيس أن تؤدي الحركة العالمية لتقليل العبوات البلاستيكية في النهاية إلى تقليل كمية البلاستيك التي تجد طريقها إلى الجزر.
وبحسب تقرير نشرته شركة “Allied Market Research” في يناير/كانون الثاني، حققت صناعة السياحة البيئية العالمية 181.1 مليار دولار في عام 2019، ومن المتوقع أن تصل إلى 333.8 مليار دولار بحلول عام 2027.
وأثبتت صفقة سداد الديون مقابل الحفظ نجاحها حتى الآن.
وفي مارس/آذار الماضي، أعلن رئيس سيشل، وافيل رامكالوان، أن الأمة التزمت بتعهدها بحماية 410 ألف كيلومتر مربع من مياهها، وهي منطقة تقارب مساحة ألمانيا.
ورغم أن اقتصاد هذه الجزر يعتمد بشكل كبير على المحيط والموارد البحرية، إلا أن السياحة تلعب دوراً كبيراً أيضاً، وتراجعت الأرقام بشكل كبير بسبب جائحة “كوفيد-19”.
وتكيفت جزر سيشل، التي أغلقت حدودها في أبريل/نيسان الماضي قبل إعادة فتحها مع فرض قيود في يوليو/تموز، بشكل جيد خلال جائحة فيروس كورونا، إذ أنها سجلت أكثر من ألف إصابة، وثلاث وفيات.