يوفر تصميم جناح مملكة البحرين في معرض “إكسبو 2020” بدبي تجربة جديدة للزوار. ورغم تصميمه “الإنطوائي”، بحسب تعبير مصممه كريستيان كيريز، إلا أنه لا يفرض نفسه بشكل كبير، ويجسد وبشكل مبتكر جوانب مختلفة من البلاد.
وتحتل البحرين مركزاً متقدما ضمن قائمة أكثر الدول التي تتسم بالكثافة السكانية، إذ لديها 2،052 شخص لكل كيلومتر مربع، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لمعرض “إكسبو 2020” بدبي عبر الإنترنت.
ويستكشف جناح البحرين الفرص التي قد تنشأ من الكثافة، والتي يمكن اعتبارها أحياناً عائقاً أمام التنمية في بعض البلدان، أو ميزة وفرصة لا تصدق، وفقاً لما قالته رئيسة الشؤون المعمارية في هيئة البحرين للثقافة والآثار، ونائب مفوض جناح مملكة البحرين في “إكسبو 2020” نورا السايح، في مقابلة .
يعكس السماء
وكان من المهم جداً أن يجسد الجناح وتصميمه موضوع الكثافة بطريقة مكانيّة، ولذلك، تم البحث عن تصميم “لا يتعلق بواجهة، أو مجرد مساحة للمعروضات، وإنما مبنى يمثل في حد ذاته تجربة كثافة معماريّة”، بحسب ما ذكرته السايح.
والجناح عبارة عن بناء فائق الخفة يتكون من أعمدة بقطر 11 سنتيمتراً، وأما واجهته، فتبلغ سماكتها 14 سنتيمتراً فقط، وذلك رغم حقيقة أن مساحة وارتفاع الجناح تصل إلى 900 متر مربع، و23 متراً.
وأشار المهندس السويسري ومصمم جناح البحرين، كريستيان كيريز، إلى إمكانية تطوير هذه التقنية الجديدة، والتي تشتمل على كمية هائلة من العناصر الرفيعة للغاية بدلاً من عدد قليل من العناصر الهيكلية الضخمة، بشكل أبعد في المستقبل لتقليل وزن، وكمية مواد البناء.
ويحتضن الجناح 126 عموداً تلتحم في نقاط عديدة، وفقاً لموقع “إكسبو 2020”.
وعند حديثه عن تصميم الجناح، قال كيريز إنه لن يفرض نفسه على الأجنحة الأخرى لأن “شكله الخارجي صامت للغاية نتيجة تصميمه الانطوائي”، مضيفاً: “ستعكس الألواح المعدنية السماء بعدة طرق، ما يجعل المبنى يكاد يذوب ويختفي”.
غابة كثيفة وُلدت بعد استكشاف أكثر من مائة مفهوم
والجناح مثل غابة، بحسب تعبير كيريز، فهو يتكون من مساحة تشتمل عدداً لا نهائياً من العناصر الرأسية والمائلة.
وقال كيريز: “بحثنا في أكثر من 100 مفهوم لهذا الجناح”، وكانت هناك رغبة في الإبتعاد عما تم القيام به سابقاً في معارض “إكسبو” السابقة.
وبعد إدراك أن معظم الأجنحة صُممت بطريقة أفقية، جرب كيريز وفريقه العديد من الخيارات لعمل تصميم يتطور بشكل عمودي لتوفير تجربة جديدة للزائر.
لمسات من وسط البحرين والمحرق
وقضى كيريز الكثير من الوقت في البحرين، حيث تمكن من استكشاف ثقافة جديدة، وقال: “شعرت بالذهول لرؤية مدى قدم وثراء ثقافة البحرين”.
واندهش السويسري من المنازل السكنية التي تم ترميمها بشكل جميل وسط البحرين.
ويتجسد الطابع الإنطوائي للمجالس في الجناح، إضافةً إلى اتجاه جميع الغرف الإضافية نحو مساحة رئيسية واحدة كبيرة، ما يعكس انفتاح واتساع الباحات في المحرق.
وأوضح كيريز: “حاولنا دمج كل هذه الانطباعات في تصميم الجناح دون الإشارة إليها بشكل حرفي”.
وفي الوقت ذاته، اقترح كيريز تصميماً بطابع مستقبلي، إذ تعتبر البحرين دولة ذات توجهات مستقبلية عالية التطور من الناحية التكنولوجية.
ومن المقرر الإنتهاء من المبنى في مايو/أيار من عام 2021.