قام خبراء باكتشاف “استثنائي” لشجرة لا تزال سليمة بعد أن تحجرت نتيجة ثوران بركاني قبل 20 مليون عام في جزيرة ليسبوس باليونان.
وتشكلت غابة ليسبوس المتحجرة قبل 20 مليون عام عندما ثار بركان في شمال الجزيرة، وغطى المنطقة بأكملها بالرماد، والحمم البركانية.
وتشتهر المنطقة، التي تمتد على مساحة 15 ألف هكتار، بجذوع أشجارها المتحجرة الزاهية، والملونة.
وكان أستاذ الجيولوجيا في جامعة إيجة، نيكولاس زوروس، يقوم بالتنقيب في النظام البيئي للغابات المتحجرة، ولكنه قال إنه لم يعثر على مثل هذا الاكتشاف مطلقاً.
وقال زوروس الخميس: “لدينا الكثير من الاكتشافات على مر هذه الأعوام، ولكن أحدثها الأكثر أهمية، واستثنائية على الإطلاق”.
واكتشف الخبراء الشجرة الضخمة، التي يبلغ طولها 19.6 متر، أثناء التنقيب على طول طريق “كالوني-سيغري” السريع.
واشتملت الشجرة على فروعها، إلى جانب نظام الجذر الخاص بها.
وقال زوروس: “هذا شيء لا يُعثر عليه في الكثير من الأحيان عند التنقيب”، وأضاف: “عادةً ما نجد جذوع الأشجار بدون فروع وجذور”.
وكانت الشجرة فوق طبقة مليئة بالأوراق أيضاً.
وهذا أمر فريد من نوعه، وأكد زوروس: “نحن نقوم بالتنقيب منذ 25 عاماً، ولم نعثر على مثل هذه الشجرة من قبل”.
وتُظهر هذه الأشجار تغير المناخ في منطقة ليسبوس، إذ أن هذه الشجرة شبه استوائية، بحسب ما قاله زوروس، موضحاً: “كانت الظروف المناخية شبه استوائية قبل 20 مليون عاماً عندما دُمرت الشجرة بسبب الانفجارات البركانية. وفي الوقت الحاضر، ومن خلال دراسة هذه النباتات، والغابة المتحجرة، يمكننا تكوين فكرة عن كيفية تأثير تغير المناخ على النظام البيئي”.
وأكد زوروس أن سجلات الغطاء النباتي أظهرت أن نصف الأنواع التي عُثر عليها في الجزيرة سابقاً قد ماتت، فهي لم تتمكن من تحمل تغير المناخ، ثم أضاف: “هذه معلومات مهمة يمكننا استخدامها لنوضح للزوار أن تغير المناخ له عواقب وخيمة على الأنواع التي تعيش هنا، وعلى النظم البيئية الحديثة”.
وقال أستاذ الجغرافيا الطبيعية في جامعة “كوليدج لندن”، كرونيس تسيداكيس، الذي لم يكن جزءاً من عملية التنقيب، : “الاكتشافات الجديدة للبروفيسور زوروس مذهلة”.
وأضاف تسيداكيس قائلاً: “من النادر للغاية استعادة شجرة لا تزال متصلة بفروعها، وجذورها، وأوراقها”.
ورغم وجود العديد من الغابات المتحجرة في جميع أنحاء العالم، “إلا أن سيغري استثنائية لأن العديد من الأشجار توجد في موقعها الأصلي، مع كون أنظمة جذرها سليمة. ويوفر ذلك لمحة نادرة لغابة ميوسينية، من حيث حجمها، وكثافتها”.
وقال زوروس إن أعمال التنقيب التي عُثر خلالها على الشجرة اكتملت في يناير/كانون الثاني.