– قال مسؤول فيدرالي إن وكالات الصحة الأمريكية تتعامل “بجدية” مع المخاوف بشأن حالات جلطات الدم وعلاقتها بلقاح “جونسون آند جونسون” ضد “كوفيد-19″، كما أنها تعمل على تقييم ما إذا كانت جرعة اللقاح مرتبطة بزيادة ضئيلة لخطر الإصابة بجلطات دموية نادرة.
وأوضح المسؤول أن “مراكز السيطرة على الأمراض وإدارة الغذاء والدواء تنظران بشكل جدي في هذه المخاوف بشأن جلطات الدم، وعلاقتها بلقاح جونسون آند جونسون وتجمعان البيانات بدقة”.
ووافق خبير خارج الحكومة الأمريكية مطلع على الوضع على أن مسؤولي الصحة يأخذون المخاوف على محمل الجد.
وقال الخبير، الذي فضل عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الحساسة للقضية إن “مراكز السيطرة على الأمراض قلقة للغاية وتعمل بجد على هذا الأمر وتراقب ذلك عن كثب”.
وتم تسجيل “أربع حالات خطيرة لجلطات دموية نادرة” بعد أن تلقى أشخاص لقاح “جونسون آند جونسون”، وفقاً للسلطات الصحية الأوروبية.
ومثل الولايات المتحدة، تقول السلطات الأوروبية إنها لا تزال تحقق في هذه الحالات وأنه “ليس من الواضح حالياً” ما إذا كان هناك ارتباط سببي بين اللقاح وجلطات الدم.
ولا يقتصر القلق في الولايات المتحدة على جرعة لقاح “جونسون آند جونسون” بحد ذاتها، وفي الوقت الذي يشجع فيه مسؤولو الصحة الأمريكيين على تلقي اللقاح في أسرع وقت ممكن، هناك قلق من أن التغطية الإخبارية حول الجلطات التي تتم دراستها فيما يتعلق بلقاح “جونسون آند جونسون” قد تجعل بعض الأمريكيين أكثر تردداً في الحصول على أي لقاح ضد “كوفيد-19”.
ويعد التردد بشأن اللقاحات مشكلة بالفعل في الولايات المتحدة، ويفكر المسؤولون في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية “في كيفية التواصل بشأن المشكلة دون خلق انطباع بأنه قد يكون هناك خطأ ما في لقاح جونسون آند جونسون”، وفقاً لما قاله مسؤول الصحة الفيدرالي.
وقال خبير آخر مطلع على الوضع إن هذا هو النهج الصحيح، مشدداً على أهمية التواصل دون إخافة الناس.
وفي بيان، أعلنت شركة “جونسون آند جونسون” أن تتبعها للآثار الجانبية كشف “عدداً ضئيلاً من الأحداث النادرة للغاية بعد التطعيم. وفي الوقت الحالي، لم يتم تحديد علاقة سببية واضحة بين هذه الأحداث النادرة ولقاح جونسون آند جونسون ضد كوفيد-19”.
وأصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بياناً الأسبوع الماضي قالت فيه إنها كانت على علم بتقارير حول “حالات انصمام خثاري خطيرة” في الولايات المتحدة التي حدثت “في عدد قليل من الأفراد بعد تلقيهم لقاح جونسون آند جونسون ضد كوفيد-19″، موضحة: “في الوقت الحالي لم نجد علاقة سببية مع التطعيم”.
كشف مرض أحد المشاركين في دراسة جونسون آند جونسون
وفي أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، أوقفت شركة “جونسون آند جونسون” تجارب اللقاح مؤقتاً عندما مرض أحد المشاركين.
واستأنفت الشركة تجاربها بعد حوالي أسبوعين قائلة إنه “لا يوجد دليل” على أن اللقاح تسبب في المرض.
وظلت طبيعة مرض المشارك غامضة حتى فبراير/ شباط الماضي، عندما كشفت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن مشاركاً في الدراسة، يبلغ من العمر 25 عاماً وليس له تاريخ طبي سابق ولم يكن يتناول أي أدوية، قد تلقى اللقاح وعانى من تجلط الجيوب الأنفية المستعرض.
ويعاني حوالي 3 إلى 4 أشخاص من كل مليون من هذه الجلطة الدموية كل عام، و 75% من حالات البالغين هم من النساء، وفقاً لدراسة أجريت عام 2005 في مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين” الطبية.
وخلال التجربة السريرية لشركة “جونسون آند جونسون”، كانت هناك تقارير عن أنواع أخرى من جلطات الدم أيضاً. بعضها شائع نسبياً، مثل تجلط الأوردة العميقة، لذلك لم يكن مفاجئاً أنه من بين نحو 20،000 مشاركاً ممن تلقوا اللقاح، قد يعاني بعضهم من تلك الجلطات.
ولاحظ علماء إدارة الغذاء والدواء أنه خلال التجربة، تلقى العدد نفسه تقريباً من الأشخاص علاجاً وهمياً، مقارنةً مع من تلقوا اللقاح. ومع ذلك، عند مقارنة المجموعتين، طور عدد أكبر من المشاركين في الدراسة جلطات بعد تلقي اللقاح أكثر ممن تلقوا العلاج الوهمي.
ووصفت إدارة الغذاء والدواء ذلك بأنه “اختلال عددي طفيف”، ولاحظت أن هناك 15 حالة تجلط لدى 14 مشاركاً تلقوا اللقاح، مقارنة بـ 10 حالات لدى 10 مشاركين تلقوا العلاج الوهمي.
وخلص تقرير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أنه نظراً لهذا الخلل “لا يمكن استبعاد اللقاح كعامل مساهم”، وأن إدارة الغذاء والدواء ستوصي “بمراقبة” جلطات الدم بمجرد طرح اللقاح.
وتم طرح لقاح “جونسون آند جونسون” في 3 مارس/ آذار، بعد أيام قليلة من إصدار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية هذا التقرير.
ومنذ ذلك الحين، تلقى أكثر من 6.8 مليون شخص جرعة اللقاح في الولايات المتحدة، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض.
وهذا رقم صغير مقارنة بشركتي “فايزر” و”مودرنا”، اللتين تمت الموافقة عليهما في ديسمبر/ كانون الثاني. ومنذ ذلك الحين، تم تطعيم أكثر من 36 مليوناً بالكامل بجرعتين من لقاح “فايزر” وتلقى أكثر من 31 مليوناً جرعتين من لقاح “مودرنا”، وفقاً لما ذكرته مراكز السيطرة على الأمراض.
وبعد تحديات التصنيع، من المتوقع أن تنخفض مخصصات لقاح “جونسون آند جونسون” بنسبة 84% هذا الأسبوع، وفقاً لتحليل البيانات مراكز السيطرة على الأمراض.
وفي هذا السياق، قال آندي سلافيت، كبير مستشاري البيت الأبيض لـ”كوفيد-19″، في إفادة صحفية يوم الإثنين، إن الولايات المتحدة لا تزال على المسار الصحيح للوصول إلى أهداف التطعيم ضد “كوفيد-19” حتى بدون جرعات إضافية من شركة “جونسون آند جونسون”.