أعلنت شركة الروبوتات القمرية اليابانية “ispace”، الأربعاء، أنها ستنقل مركبة جوالة تصنعها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى القمر في عام 2022.
ويقوم فريق من المهندسين والعلماء من مركز محمد بن راشد للفضاء (MBRSC) في دبي ببناء العربة الجوالة، بينما ستنقلها ispace على صاروخ SpaceX Falcon 9. وسيطلق الصاروخ من ولاية فلوريدا الأمريكية، بهدف الوصول إلى منطقة على القمر لم يتم استكشافها من قبل.
وقالت الشركة اليابانية الناشئة إنها ستزود الإمارات العربية المتحدة أيضاً بتكنولوجيا الاتصالات على سطح القمر، فيما قال عدنان الريس، مدير برنامج “المريخ 2117” في مركز محمد بن راشد للفضاء، إن الشركة ستقدم أيضاً المسبار الذي ينقل المركبة من مدار القمر إلى سطح القمر.
ونجحت ثلاث دول فقط، هي الولايات المتحدة وروسيا والصين، في إنزال مركبة فضائية على سطح القمر حتى الآن. وكانت الإمارات تخطط لإرسال عربتها الجوالة إلى القمر في عام 2024، لكن الريس قال لشبكة CNN إن مركز محمد بن راشد للفضاء “رأى فرصة للانطلاق حتى قبل ذلك مع ispace”.
وتأمل بعثة الإمارات في معرفة المزيد عن الغبار القمري وتربة القمر والأجسام الخالية من الهواء، وهي أجسام فضائية تفتقر إلى الغلاف الجوي. وقال الريس إن إحدى التجارب يمكن أن تساعد أيضاً في تحديد أنواع المواد المستخدمة في بدلات الفضاء أو أنظمة الهبوط المستخدمة لوضع البشر على القمر. وأضاف أنه سيتم الإعلان عن موقع الهبوط قريبًا.
وسميت المركبة القمرية “راشد”، على اسم حاكم دبي الراحل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وستحمل المركبة ستة أدوات وتزن حوالي 10 كيلوغرامات. وستجمع البيانات والصور وترسلها إلى العلماء على الأرض، باستخدام كاميرتين عاليتي الدقة وكاميرا مجهرية وكاميرا تصوير حراري.
ومن بين التحديات التي تواجهها هي التأقلم مع البيئة القاسية على القمر، حيث يمكن أن تصل درجة الحرارة إلى 200 درجة مئوية تحت الصفر.
وتستعد وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أيضا لإرسال مركبة جوالة بقيمة 250 مليون دولار تسمى VIPER إلى القطب الجنوبي للقمر في عام 2023. وهناك دول أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة وروسيا واليابان، تخطط أيضًا لبعثات إلى القمر.
وقالت شركة ispace اليابانية إن رؤيتها هي بناء مستوطنة على القمر بحلول عام 2040 وإن خطوتها الأولى هي البحث عن الماء.
وتعد مهمة الإمارات إلى القمر جزءًا من استراتيجية أوسع للوصول إلى المريخ بحلول عام 2117. ويقول العلماء إن مهمة القمر غير المأهولة يمكن أن تكون لبنة بناء نحو هذا المشروع.
وفي العام الماضي، أطلقت الإمارات بنجاح “مسبار الأمل”، أول مهمة للمريخ في البلاد. وفي فبراير، وصل المسبار إلى الكوكب الأحمر ودخل المدار في محاولته الأولى. وفي عام 2019، أرسلت الإمارات أول مواطنيها إلى الفضاء.
وقال الريس: “القمر هو بوابتنا إلى المريخ”. وأضاف: “استراتيجية المريخ 2117 هي رؤيتنا طويلة المدى لبناء مستوطنة على سطح المريخ”.
وتابع الريس بالقول: “من أجل القيام بذلك، نحتاج إلى التركيز على تطوير بعض العلوم والتقنيات… وسوف نستخدم القمر لاختبار تلك التقنيات”.