منذ بداية الوباء، تم إيقاف آلاف الطائرات من شركات الطيران حول العالم، مع نقل العديد منها مؤقتًا إلى الصحاري الحارة والقاحلة، وهي ظروف مثالية لتخزين الطائرات.
ولكن، اكتشف عمال صيانة الطائرات أن مثل هذه المناخات تأتي معها سكان غير مرغوب فيهم، وقد يكونوا في بعض الأحيان مميتين.
وكشفت شركة الخطوط الجوية الأسترالية ”كانتاس“، أن المهندسين المكلفين بالحفاظ على أسطولها من طائرات A380 العملاقة، التي يتم تخزينها في صحراء موهافي بكاليفورنيا، كان عليهم التوصل إلى نظام بسيط، لكنه فعال لحماية أنفسهم من الأفاعي الجرسية السامة بالمنطقة.
وفي تحديث إخباري نُشر على موقع شركة الطيران، قال مدير الهندسة في ”كانتاس“ في لوس أنجلوس، تيم هيوود: “تشتهر المنطقة بأفاعيها التي تحب الالتفاف حول الإطارات المطاطية الدافئة وفي عجلات الطائرة والمكابح”.
وقبل إجراء أي عمليات تفتيش على معدات الهبوط، يقول هيوود إن العمال يتجولون أولاً حول الطائرة، ويدوسون بأقدامهم، ويضربون العجلات بالمضرب، لإخافة أي ثعابين نائمة.
وأشار إلى أنه “لقد واجهنا عددًا قليلاً من الأفاعي الجرسية وبعض العقارب أيضاً، لكن تقوم أداة المضرب بوظيفتها، ما بدفعها على الابتعاد”.
وفي ذروة الوباء، تم إيقاف أكثر من ثلثي الطائرات التجارية في العالم وإرسالها إلى مرافق التخزين حول العالم.
وبمجرد إيقافها، تمر الطائرات بعملية تتضمن تصريف السوائل، وتغطية المحرك ومناطق العادم وحماية الأدوات الخارجية مثل أنابيب بيتو، التي تستخدم لمراقبة سرعة الطائرة أثناء الطيران.
ورغم قول الخبراء إن الأمر سيستغرق عامين على الأقل قبل أن تعود حركة الطيران إلى سابق عهدها قبل الوباء، إلا أن السفر الجوي قد بدأ بالانتعاش ببطء، مع إعادة فتح البلدان حدودها أمام المسافرين العالميين.
ولا يعد إخراج الطائرات من وضع السبات أمراً بهذه البساطة، أي يتطلب أكثر من مجرد تشغيل المحرك وإقلاع الطائرة. تحدثت Travel مع العديد من الخبراء حول العملية التي تتطلبها عودة الطائرات إلى السفر، في عام 2020.
ووفقًا لمهندس الطائرات B1 المرخص، ستيف سميث، أوضح أن تجهيز الطائرة بعد إيقافها لفترة من الوقت يعني أنه يجب البدء بأشياء بسيطة، مثل إزالة العدد الهائل من الفراغات والأشرطة التي تغطي كل حفرة أو منفذ.
وبحسب سميث، تستغرق الطائرة ذات الجسم العريض أكثر من 100 ساعة لجعلها صالحة للطيران بعد التخزين، وحوالي 40 ساعة عمل للطائرة ضيقة البدن.
ويعتمد الوقت المستغرق على كل من حجم الطائرة ومدة تخزينها.
وأوضح سميث: “في حين أن الطائرات المخزنة على المدى الطويل يمكن أن تستغرق وقتًا طويلاً، خاصة إذا كنت تتحدث عن طائرة مثل A380، فسيكون هناك الكثير من العمل لأنها طائرة كبيرة”.
وتشمل المهام الأخرى تغيير السوائل في المحركات وإعادة توصيل البطاريات.
وقال سميث: “ثم تقوم بتشغيل كل شيء، وإعادة تأسيس كل شيء وإجراء جميع الفحوصات الوظيفية للنظام”.