في الأسبوع الأول من تواجده بدبي، لم تسر مخططات المصور المصري حسن محمد كما يجب، خاصة أنه وضع توقعات عالية لتوثيق الكثير من المشاهد بالمدينة.
لذلك، قرر أن يترك كاميرته في الأسبوع الثاني وأن يستمتع بدبي، التي لم يرغب مغادرتها أبدًا في وقت لاحق، ما دفعه إلى تأجيل رحلته أسبوعًا آخرًا.
وبعيدًا عن أبراجها الشاهقة، كان محمد يبحث عن المناظر الطبيعية عبر الإنترنت، حيث استطاع العثور على محمية الخور للحياة البرية، والتي كانت تبعد 20 دقيقة فقط عن موقع إقامته.
وبحسب موقع Visit Dubai، تقع محمية راس الخور للحياة البرية على بُعد مسافة قصيرة من المدينة وتضم أعداداً كبيرة من الطيور.
وتشكل هذه المحمية منطقة تكاثر للعديد من القشريات، والثدييات، والأسماك، وطيور النحام، وغيرها من الطيور التي يتوافد الزوار لرؤيتها خلال فصل الشتاء.
ويستطيع الزوار تأمل هذه الطيور في موطنها، بينما يتم الحفاظ على المحمية التي تضم المسطحات المالحة، والمستنقعات الطينية، وأشجار القرم، والبحيرات التي تستخدمها الطيور لبناء أعشاشها.
وبحسب موقع بلدية دبي، تُعد محمية راس الخور للحياة الفطرية، التابعة لبلدية دبي، إحدى أهم المناطق المحمية في إمارة دبي، التي تمتد على مساحة 6.2 كيلومتر مربع.
ويُعد طائر النحام، أي الفلامينغو، عامل جذب رئيسي لمحمية راس الخور.
وبمجرد ما أن تركن سيارتك، سيقودك رواق إلى منزل صغير بنوافذ عديدة تستطيع من خلالها مشاهدة طيور الفلامينغو بلا الاقتراب منها، بحسب ما ذكره محمد.
وأوضح محمد، الذي يمارس التصوير منذ أكثر من 10 أعوام، أثناء حديثه أن المكان هادئ جدًا رغم ازدحام المدينة، ما يسنح للزوار فرصة الاستمتاع بالطيور والمناظر المحيطة.
وكانت هذه المرة الأولى التي يشاهد فيها محمد طيور الفلامينغو، حيث قال: “لم أكن أعرف أن طيور النحام تستطيع الطيران.. كانت مذهلة بشكل مدهش.. والألوان وانعكاس الماء كان رائعًا”.
جولات داخلية
وبدافع تعزيز التعليم البيئي، توفر بلدية دبي جولات إرشادية مجانية إلى زوارها. كما توفر مرشد بيئي يساعد الزوار في التعرف على الطيور والأراضي الرطبة من خلال رؤية حية.
تاريخ محمية راس الخور للحياة الفطرية
وتُعد أهمية محمية راس الخور أبعد من قيمتها الجمالية. ونظرًا إلى الدور الحيوي الذي تلعبه المحمية في التوازن البيئي، فهي بمثابة جزء من التراث الثقافي والتقليدي لدولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب ما ذكره موقع بلدية دبي.
وتكونت هذه الأرض الرطبة في نهاية خور دبي، التي تعتبر منطقة غنية بيئياً وثقافياً. وتقوم محمية راس الخور للحياة الفطرية بتجديد مخزون الثروة السمكية في هذه المنطقة، والتي كانت مركزًا لصيد الأسماك في القرن الثامن عشر للمواقع الثلاث المعروفة حالياً بديرة، والشندغة، وبر دبي.
وما زالت تجارة صيد الأسماك واللؤلؤ تتواجد في الخور، حيث تطفو السفن الشراعية التقليدية على المياه الهادئة.
ووفقًا لما ذكرته بلدية دبي، تُعتبر محمية راس الخور للحياة الفطرية أول محمية مُعترف بها بموجب اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم إعلانها في 29 أغسطس من العام 2007، وتم اعتمادها رسميًّا في 29 ديسمبر من العام 2007، لتصبح معها دولة الإمارات العضو رقم 156 في اتفاقية رامسار.
وأُعلنت المحمية كمنطقة طيور عالمية مهمة (IBA) من قبل منظّمة “بيردلايف إنترناشيونال”. بالإضافة إلى ذلك، فازت بجائزة مجلس التعاون الخليجي للبيئة والحياة الفطرية، كأفضل منطقة محمية في دول الخليج، وجائزة الشرق الأوسط لتميز البلديات ضمن فئة حماية البيئة والموارد الطبيعية في عام 2016.
وتأسست المحمية في عام 1985، وأُعلنت رسميًا كمنطقة محمية في 1 مارس من العام 1998 بموجب الأمر المحلي رقم (2) لسنة 1998.