من الممكن أن تصادفنا لقاءات مميزة في الحياة ولكن يحظى القليل منا فقط بفرصة توثيقها (شاهد مقطع الفيديو أعلاه).
وكان الحظ حليف الغواص ومصور الحياة البحرية الأمريكي مايكل أيري، والذي استطاع أن يوثق لقاءً “ملحمي” مع دلفين قاروري الأنف، كان يستعرض مهارته في السباحة بحركات بمياه جزر البهاما أمام عدسة الكاميرا.
وفي مقابلة عبر الهاتف، يروي أيري، والمعروف باسم “Diver23” ، تفاصيل الصدفة التي جمعته بالدلفين الصغير.
وكان أيري في رحلة إلى موقع غوص يُعرف باسم “توين بيكس” قبالة الساحل الغربي لجزيرة سان سلفادور بجزر البهاما، وكان برفقة غواصين آخرين، عندما لاحظ أحدهم أن هناك دلفين يلحق بقاربهم، حينها قرروا التوقف والنزول لمقابلته.
وقال أيري: “كانت هذه فرصة لا ينبغي تفويتها، لذلك أسقطنا المرساة، وكنت أول من نزل من القارب”.
ويتذكر أيري: “سبح الدلفين وبدأ بالتفاعل معي، وحينها عرفت على الفور أن هذا سيكون لقاء العمر”.
ويتابع: “في البداية، كان الدلفين متحمسًا للغاية، حيث كان يسبح حولي سريعًا لدرجة أنني بالكاد استطعت أن أبقيه في اللقطة. ولكن بعد فترة هدأ وبدأ يسبح بكسل ويظهر لي بطنه. ولم يدم ذلك طويلاً، لأنه سرعان ما بدأ يلتف ويدور بسرعة مرة أخرى”.
وبالكاد أدرك أيري أن ساعة قد مرّت تقريبًا منذ نزوله من القارب، وكان الوقت قد حان لصعوده إلى سطح المياه، إذ كان غاز التنفس على وشك أن ينفد.
وبالنسبة إلى أيري، فإن هذا اللقاء لا يزال أحد أكثر لقاءات الحياة البحرية التي لا تُنسى على الإطلاق.
وكان الهدف من هذه الرحلة استكشاف الشعاب المرجانية في موقع “توين بيكس”، ولم يتوقع أيري أنه سيصادف هذا الدلفين المرح.
ويشرح الغواص الأمريكي أنه يهدف إلى توثيق جميع أنواع الحياة البحرية المختلفة التي يصادفها خلال رحلاته حول العالم.
ويواجه أيري العديد من التحديات خلال توثيقه للحياة البحرية تحت الماء.
أما عن الصعوبات التي واجهته خلال هذا اللقاء المميز مع الدلفين قاروري الأنف، فيقول إن الصعوبة الأكبر هي محاولة مواكبة سرعة الدلفين المذهلة، ويضيف: “كان علي أن أكون حريصًا جدًا على عدم إرهاق نفسي، لأن ذلك قد يؤدي إلى التنفس بسرعة كبيرة وربما نفاد الهواء”.
وقد نال مقطع الفيديو الذي حظي أيري بتوثيقه ردود أفعال إيجابية من قبل رواد موقع التواصل الاجتماعي “انستغرام”، ويشير أيري إلى أنه تلقى الكثير من التعليقات عن مدى سعادة الدلفين وصفاء المياه.
ويلفت أيري إلى أن العديد ممن شاهدوا الفيديو علّقوا بعبارات مثل “إنه يستعرض من أجلك” أو “يا لك من غواص محظوظ!”