نُشرت صور لإعدام بعض مربي الدواجن في مصر صغار الدجاج أو “الكتاكيت”، وأكد تجار أن عددًا قليلا من التجار لجأوا إلى ذلك بسبب نقص الأعلاف، مُتوقعين حدوث انفراجة في أزمة الأعلاف بعد اجتماعهم مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الذي وجه بسرعة الإفراج الفوري عن الأعلاف المحتجزة في الموانئ، في انعكاس لنقص الاحتياطي من النقد الأجنبي.
والتقى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الأحد، مع عدد من مربي الدواجن لبحث مشكلة نقص الأعلاف في السوق المحلية الخاصة بصناعة الدواجن.
وقال رئيس شعبة الدواجن بالاتحاد العام للغرف التجارية، عبد العزيز السيد، إن بعض مربي الدواجن اتجهوا لإعدام الكتاكيت خلال الأيام الماضية بسبب عدم توافر الأعلاف اللازمة للإنتاج الداجني، غير أنه أكد أن هذه الحالات لم تكن عامة، وإنما مجرد حالات فردية لبعض المربين نتيجة نقص الأعلاف في السوق.
أضاف “السيد”، في تصريحات خاصة أن السوق المصرية تواجه نقصًا شديدًا في مستلزمات الأعلاف بنسبة تصل إلى 50%، وحدثت انفراجة جزئية بنسبة 15% خلال الساعات الماضية، ولكن مازال هناك عجز يصل إلى 35%. وأرجع أسباب هذا النقص إلى ارتفاع الأسعار عالميًا، حيث زاد سعر الذرة إلى أكثر من 11 ألف جنيه (558.89 دولارًا) للطن، وتراوح سعر الصويا بين 25 إلى 27 ألف جنيه (1270.22- 1371.84 دولارًا) للطن.
وحسب بيان رسمي، وجه رئيس الحكومة وزير الزراعة ونائب محافظ البنك المركزي، بأن يكون هناك تنسيق أسبوعي مع الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، على كمية محددة من الأعلاف يتم الإفراج عنها أسبوعيًا؛ حتى يتسنى إحداث الاستقرار المطلوب للأسواق، مع ضرورة وضع آلية لمراقبة توزيع الكميات التي سيتم الإفراج عنها أسبوعيًا.
وقال رئيس شعبة الدواجن إنه لا تأثير لإعدام بعض المربين للكتاكيت على توافر الإنتاج الداجني في الأسواق، مُشيرً إلى أنه لم يتم إعدام سوى جزء صغير جدًا مقارنة بحجم الإنتاج، الذي يصل إلى 4.2 مليون دجاجة يوميًا، وأن المشكلة الأساسية هي ضرورة سرعة الإفراج الجمركي عن الأعلاف المستخدم في مستلزمات الإنتاج، متوقعًا انفراجة في الأزمة على المدى القصير عقب توجيهات الحكومة بالإفراج الفوري عن الصويا المتوافرة بالموانئ.
ووجّه رئيس الحكومة بالعمل على التوسع في الزراعة التعاقدية، خاصة محصول فول الصويا الذي يدخل في صناعة الأعلاف، لافتا أن هناك بذور تكفي لزراعة نحو 150 ألف فدان، بحسب بيان رسمي.
وأكد رئيس شعبة الدواجن أن استقرار أسعار الدواجن في السوق المحلي خلال الفترة المقبلة، يتطلب توافر حجم المعروض من الأعلاف التي تمثل نسبة 70% من مستلزمات الإنتاج الداجني، وحال توافرها بكميات مناسبة سيتم زيادة حجم الإنتاج من المزارع والمربين، وبالتالي تلبية الاحتياجات المحلية، وتفويت الفرصة على البائعين في زيادة الأسعار، حسب قوله.
وحسب بيانات وزارة الزراعة، يتجاوز حجم الاستثمار الداجني في مصر 100 مليار جنيه (5.1 مليار دولار)، لإنتاج 1.4 مليار طائر، و14 مليار بيضة سنويا تكفي الاحتياج المحلي.
وذكر رئيس شعبة صناعة الدواجن بالغرفة التجارية بالجيزة، سامح السيد، أن بعض مربي الدواجن أعدموا كميات صغيرة من الكتاكيت خلال الأيام الماضية، وأن ذلك توقف بعد صدور قرار الإفراج الفوري عن الأعلاف المحتجزة في الموانئ المصرية بعد الاجتماع مع رئيس الحكومة.
وأرجع رئيس الوزراء المصري أسباب نقص الأعلاف إلى التداعيات السلبية للأزمة العالمية، التي طالت العديد من السلع والمنتجات الأخرى وليس فقط الأعلاف المخصصة لهذه الصناعة، حسب قوله.
وأضاف “السيد”، في تصريحات خاصة ، أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على نقص الأعلاف في العالم كله وليس مصر فقط، مؤكدًا أن السوق المصرية يشهد توافر كل المنتجات والسلع الغذائية دون نقص، وأن تأخير الإفراج عن الأعلاف لمدة 15 يومًا أثر على الكميات المتوفرة محليًا بسبب أزمة تدبير النقد الأجنبي.
وتواجه مصر فجوة في النقد الأجنبي نتيجة ارتفاع أسعار السلع عالميًا، والحرب الروسية الأوكرانية مما أدى إلى انخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار ليسجل 19.63 جنيه للشراء 19.70 جنيه للبيع في البنك المركزي.
أكد سامح السيد أنه خلال مدة 10 أيام على أقصى تقدير سيتم حل أزمة نقص الأعلاف في السوق المصرية نتيجة الإفراج عن الكميات المحتجزة بالموانئ، كما تشهد الأسعار استقرارًا في الوقت الحالي عند 33 جنيهًا لكيلو الدواجن في المزارع.