بابتسامة خطرة، وأسنان حادة كالإبر، وخطم مدبب، فإن أسماك القرش الممرضة الرمادية لا تُعد كائنًا يرغب غالبية الناس في مواجهته.
لكن شاليز ليسفيلد ليست كغالبية الناس، إذ لم تستطع المراهقة الأسترالية البالغة من العمر 16 عامًا التفكير في كائن أفضل لتلتقي به عند تجربتها الغوص قبالة سواحل بلدة ساوث ويست روكس، بالقرب من منزلها في بورت ماكواري، وهي بلدة ساحلية شمال مدينة سيدني الأسترالية.
وتقول: “أعلم أن هناك وصمة عار كبيرة حول مدى إثارتها للرعب، لكنني أؤكد أنها ألطف الكائنات على الإطلاق”.
وفي المجمل، لا تشكلّ أسماك القرش بطيئة الحركة تلك، والتي تحب أن تعيش بالقرب من قاع البحر في المياه الدافئة الضحلة، أي خطر على البشر.
ومع ذلك، فإن هذا النوع المعروف أيضًا باسم قرش الرمل الببري، يُعد من الأنواع المهددة بالانقراض.
وفقد هذا النوع من أسماك القرش موائله بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات والتنمية البشرية. وأدى الصيد المفرط إلى انخفاض كبير في أعداده، بحسب ما ذكره الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، الذي يدرج هذا النوع على أنه مهدّد بالانقراض بشكل خطير.
وتتمثل إحدى المناطق التي لا يزال من الممكن مشاهدة هذا النوع فيها بكهف تحت الماء يحتضن نظامًا بيئيًا نابضًا بالحياة وفريدًا من نوعه، يُعرف باسم Fish Rock، ويقع على بعد 40 ميلاً من منزل ليسفيلد.
وتشرح ليسفيلد أنّ تجربة الغوص داخل النفق الذي يبلغ طوله 410 أقدام، بين الشعاب المرجانية الوردية وحدائق الإسفنج، تحفز الأدرينالين.
ويُسمح للصيادين الهواة والمحترفين والمستأجرين بالوصول إلى مسافة 200 متر من الكهف المائي، طالما أنّهم يستخدمون طُعمًا خاصًا مشتقًا من الخضار.
وتوضح ليسفيلد أن ذلك يؤدي إلى انخفاض التنوع البيولوجي وزيادة التلوث.
وتطمح ليسفيلد إلى توسيع منطقة حظر الصيد، وإنشاء “منطقة محمية” على ارتفاع 1500 متر، لتعكس الدراسات التي تشير إلى أن أسماك القرش الممرضة الرمادية تهاجر حتى تلك النقطة.
وشهدت حملتها بالفعل ترشيح المنطقة كـ”نقطة أمل”، أي جزء من برنامج Mission Blue، الذي أطلقته عالمة المحيطات الشهيرة سيلفيا إيرل، والذي يحدّد الأماكن باعتبارها ذات أهمية بالغة لصحة المحيط.
وقد ساهم ذلك بزيادة الوعي بضعف المنطقة وأسماك القرش الممرضة الرمادية.
وراهنًا، تتعاون ليسفيلد مع السياسية كيت فيرمان، عضو البرلمان والمتحدثة باسم البحرية لحزب الخضر الأسترالي في نيو ساوث ويلز، لإضفاء الشرعية على حماية أسماك القرش، وتنفيذ بقعة محظورة للصيد في المنطقة.
وتُوضح فيرمان أن منطقة Fish Rock، تُعد أرضًا خصبة لتكاثر أسماك القرش الرمادية.
وتقول:”يجب حمايتها لضمان بقاء أسماك القرش على قيد الحياة”، مضيفًة أنها “فخورة بالعمل مع ليسفيلد”.
وتضيف: “شاليز تُعد جزءًا من جيل جديد من النشطاء الذين يتحدثون عن البيئة ومستقبلنا يبدو أكثر إشراقًا نتيجة لشغفهم وتصميمهم على إنقاذ كوكبنا والحياة البرية الثمينة”.