كيف تحول منتجع التزلج إلى موقع أخضر؟ الجواب السهل هو الانتظار حتى الصيف. ولكن لجعله صديقًا للبيئة، قد يكون الأمر\ تعقيدًا،والمفارقة التي تواجه صناعة التزلج الآن
ينجذب عشاق الرياضات الشتوية إلى الجبال للاستمتاع بالبيئات البرية البكر، والمناظر الطبيعية، والهواء النقي، ومتعة اللعب في الثلج. لكن الطاقة اللازمة للمنتجعات الجبلية تأتي بثمن، ما يهدد فرضية التسلية المتأصلة في العالم الطبيعي ومكافآته الشتوية.
تحتاج مصاعد التزلج إلى الطاقة للاستمرار في الدوران طوال موسم الشتاء، وتحتاج مباني المنتجع إلى الطاقة، ويحتاج عمال تهذيب الجليد إلى الوقود ويحتاج الضيوف إلى السفر، ما يؤدي غالبًا إلى إحداث آثار كربونية أكبر من الرحلات الطويلة.
ومع مواجهة أزمة المناخ وارتفاع درجات الحرارة، تحتاج المنتجعات الآن إلى مدافع ثلجية لضمان ما يكفي من الثلوج لضيوفها.
وتتزايد انبعاثات الاحتباس الحراري بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم لدرجة أن خبراء في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يقدرون أننا قد نشهد عامًا آخر أكثر سخونة على الإطلاق خلال السنوات الخمس المقبلة، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2016.
قد تكون العواقب وخيمة على الكوكب، والعديد من منتجعات التزلج منخفضة المستوى تتعرض بالفعل لتهديد شديد بسبب نقص الثلوج.
لكن لحسن الحظ، تبدو المنتجعات في جميع أنحاء العالم جادة في المساعدة بمعالجة أزمة المناخ، حيث تنفق مئات الملايين من الدولارات على عدد لا يحصى من المبادرات الخضراء، من عملية التشغيلات الصغيرة داخل المنتجع إلى التغيير المنهجي طويل الأجل.
التعهدات
في فرنسا، حيث تولِد منتجعات التزلج حوالي 1.6 مليار دولار سنويًا، تعهدت الهيئة الشاملة لمشغلي المنتجع، Domaines Skiable de France، بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2037، باستثناء الانبعاثات التي تتكبدها البلديات المحلية أو الزوار.
وقد وافق أكبر أربع مشغلين أمريكيين مع 71 منتجعًا جماعيًا للتزلج في أمريكا الشمالية على التعاون في تقليل استخدام الطاقة و”السعي بقوة” لمصادر الطاقة المتجددة، وتقليل النفايات وتعزيز الدعوة.
قال أودين شيندلر، نائب الرئيس الأول لشؤون الاستدامة في شركة Aspen للتزلج: “تعتمد الصناعة تمامًا على مناخ مستقر وعالم طبيعي أصيل. وهذا ما نبيعه لذلك، من الواضح أنه يجب أن يكون لنا دور في حمايته”.
وقال شندلر إنه في حين أن عمليات التنشيط في الموقع تعد “عمل جيد”، إلا أن المناصرة، والضغط السياسي، وإنشاء الحركات البيئية هي سلاح الشركة الرئيسي في مكافحة تغير المناخ، وذلك باستخدام شهرة وتأثير المنتجع لمعالجة القضية.
وأوضح: “إذا كنت مهتمًا بهذه المشكلة، فإن التزامك لا يقتصر على تقليل استخدامك للطاقة، بل التأكد من أن مجموعاتك التجارية تحث على تنفيذ سياسات المناخ، وأن تنشر الوعي للجمهور العام والضيوف في أي فرصة”.
وأضاف: “منتجعات التزلج على الجليد لها تأثيرات كبيرة في استخدام الطاقة والنقل وعمليات التشغيل، ولكن إذا أصلحت نظام الطاقة من خلال مناصرتك، فإنك تصلح هذه المشاكل”.
ويشير شندلر إلى مشروع معقد مدته 15 عامًا لتشجيع شركة Holy Cross Energy التابعة لشركة Aspen Skiing على التحوّل من وقود الفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة، مع تعهد بالوصول إلى طاقة متجددة بنسبة 100% – من حوالي 60% الآن – بحلول عام 2030.
وفي مشروع آخر، أنفقت شركة Aspen Skiing مبلغ 5.34 مليون دولار في عام 2012 على مصنع يحول الميثان المستخرج من منجم الفحم إلى كهرباء.
ساعدت Aspen أيضًا في تطوير مخطط LEED (الريادة في الطاقة والتصميم البيئي) للمباني الخضراء في عام 1991، وتقوم الآن بتطوير المباني الكهربائية بالكامل، إلى جانب مجموعة من مشاريع الطاقة الشمسية لتكملة إمدادات الطاقة الخضراء.
وفي أوروبا، استخدم العديد من مشغلي منتجعات التزلج على الجليد الطاقة الخضراء بنسبة 100% لعدد من السنوات، بما في ذلك سانت أنطون وليخ-زورس وسيفيلد وسولدن في النمسا، وLes Trois Vallées وفال دي إيسير ولا بلاني وLes Arcs في فرنسا، وPyha وRuka في فنلندا، وLaax وSaas-Fee في سويسرا.
غالبًا ما يكون استخدام الطاقة في مدن المنتجعات، على عكس جانب العمليات، أكبر مساهم في البصمة الكربونية الإجمالية، ولكن على رأس قائمة الانبعاثات خدمة العناية بالثلج، حيث يقوم أسطول من الآلات المتخصصة بتسهيل عمليات التشغيل كل ليلة لتقديم تجربة تزلج أفضل على الجليد.
وتتخذ العديد من المنتجعات الآن نظرة شاملة لتأثيرها الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، مع وجود برامج استدامة شاملة، بداية من الضمانات المتعلقة بالتأثير على الحيوانات والنباتات في المنطقة، إلى إزالة تركيبات المصاعد القديمة.
خمسة منتجعات صديقة للبيئة
Lech-Zurs، النمسا: يوفر المنتجع أربع محطات لتدفئة الكتلة الحيوية نحو 100% من المنازل والشركات، ما يوفر حوالي ثمانية ملايين لتر من زيت التدفئة أو 24 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
كورشوفيل، فرنسا: أطلق مسابقة Montagne ، Ecology and Technology بقيمة 30 ألف يورو. وطور الفائز في عام 2021 زلاجات رائدة قابلة لإعادة التدوير بنسبة 100%، ما يوفر 150 ألف زوج من الزلاجات المستأجرة سنويًا من القمامة.
مورزين، فرنسا: خصومات متوفرة في المنتجع لمن يسافرون بالقطار لتقليل الانبعاثات.
جريندلفالد، سويسرا: تعمل مصاعد V-Cableway Eiger Express الجديدة على مزيج من الطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية المحايدة لثاني أكسيد الكربون من محطة تسخين تعمل بالحطب تحرق مخلفات المناشر ونفايات الأخشاب من المنطقة. وتضمن أحدث تقنيات الكابلات أيضًا عددًا أقل من الأبراج والحد من إزالة الغابات.
Les Arcs-Peisey Vallandry، فرنسا: يتميز المصعد الجديد الذي يتسع لـ 10 مقاعد، بألواح شمسية لتوليد الكهرباء على مدار العام، بينما يتم إعادة تدوير الحرارة من المحركات التي تشغل المصعد.