قال رئيس حكومة “الوحدة الوطنية” الليبية عبدالحميد الدبيبة، يوم الخميس، إن “ملف قضية (لوكربي) ومسؤولية الدولة الليبية قد أقفل تماما ليس بسبب الحنكة السياسية، ولكن بسبب المليارات التي دفعت من أموالكم، وتم تسليم المواطنين للمحاكمة في الخارج بعد إنكار دام 15 سنة”.
وأضاف الدبيبة، في كلمة للشعب الليبي، بحسب وكالة الأنباء الليبية: “حافظنا على السيادة الليبية، ولم نرض بانتهاكها كما حدث في السنوات الماضية”.
وذكر رئيس الوزراء الليبي، عن مثول أبو عقيلة محمد مسعود خير المريمي المشتبه به في تفجير رحلة خطوط طيران “بان أمريكان الرحلة رقم 103” في 1988 فوق بلدة لوكربي في اسكتلندا أثناء تحليقها من لندن إلى نيويورك، أمام محكمة بالعاصمة الأمريكية واشنطن، يوم الاثنين، حيث تم اتهامه رسميا فيما يتعلق بهذا الهجوم الإرهابي: “الحقيقة هي أنه متهم بتصنيع المتفجرات التي أودت بحياة أكثر من 200 روح برئية”.
وأضاف: “ضرورة أن نفرق بين ملفين، الملف الأول يتعلق بقضية لوكربي ومسؤولية الدولة الليبية قد أقفل تماما ليس بسبب الحنكة السياسية، ولكن بسبب المليارات التي دفعت من أموالكم، وتسليم المواطنين للمحاكمة في الخارج بعد إنكار دام 15 سنة، لذلك بعد كل هذا الثمن الباهظ بفتح ملف لوكربي من جديد”.
وتابع: “الملف الثاني وهو المسار الجنائي المرتبط بالإرهاب، وهو أبوعقيلة، أحد عناصر التنظيم الذي خطط لتفجير الطائرات، وهو المسؤول عن عملية صناعة المفخخات التي تستخدم في العملية الإرهابية، والتي أودت في عملية واحدة بحياة أكثر من 200 روح في مشهد لا يليق بأي إنسان أن يدافع بأي حال من الأحوال عليه”.
وقال إن “ليبيا طوال السنوات الماضية متعاونة مع السلطات الأمريكية في هذا التحقيق، وحضر ضباط مخابرات أجنبية للتحقيق في ليبيا، بسبب قضايا الإرهاب التي فرض على ليبيا التسليم في السابق وفتح كل ملفات الإرهاب”.
وأضاف: “أبوعقيلة ورد اسمه في التحقيقات قبل عامين، وقبل مجيئنا إلى الحكومة، وصدرت بحقه مذكرة قبض من الإنتربول وصار لزاما علينا التعاون في هذا الملف”، وذكر أنه “أوفد فريقا حكوميا للإطلاع عن حالة المحتجز لدى أمريكا، وتسفير عائلته للاطمئنان عليه”.
وأكد أن “السيادة هي احترام الليبي في كل مكان، ووقف الخطف، والإخفاء القسري وسجناء الرأي، وألا ينسب الليبي للإجرام مرغما ولكن للتقدم والتحضر بشكل كريم”.
وذكر الدبيبة: “ماذا نفعت في الماضي شعارات السياسة والليبيون جوعى، والسياسة ماذا نفعت شعارات التحدي والليبيون ينعتون بالإرهاب، ماذا تعني شعارات العظمة والليبيون بلا بنية تحتية، أنظروا للعالم من حولكم للدول التي تقدمت وتورطت ولم ترفع شعار لهذا أو ذاك فهل هناك أحد في العالم من يصدق أن دولة في العالم الثالث مثل ليبيا تتحدى أقوى القوى في العالم”.
يذكر أن أبوعقيلة لم يتقدم بالتماس عندما مثل، يوم الاثنين، أمام محكمة في واشنطن، مشيرا إلى الحاجة إلى توكيل محام قبل متابعة القضية، وذلك بعدما أبلغه قاضي المحكمة بالتهم الجنائية الثلاث التي وجهت إليه من قبل الحكومة الأمريكية وقرأ له حقوقه.
والتهم الموجهة تشمل “تدمير طائرة”، والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام أوالسجن المؤبد وتطبيق غرامة تصل إلى 250 ألف دولار، أو الجمع بين السجن والغرامة.
وقال المدعون إنهم لا يخططون لمطالبة بتطبيق عقوبة الإعدام في القضية لأن العقوبة لم تكن متاحة دستوريًا في العام الذي ارتكبت فيه الجريمة.
وحددت المحكمة جلسة استماع قبل المحاكمة في 27 ديسمبر/ كانون الأول لإعطاء أبو عقيلة الوقت لتوكيل محام.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في بيان، يوم الاثنين: “اليوم هو يوم مهم للعدالة، فبعد جهد دبلوماسي مكثف،أبو عقيلة محتجز في الولايات المتحدة ليحاكم لدوره المشتبه به في تفجير رحلة الطيران”.
وذكرت ستيفاني بيرنشتاين، التي قُتل زوجها خلال الحادث، إلى صحفيين خارج المحكمة: “من المناسب أن تحل الذكرى الرابعة والثلاثين للحادثة ولدينا، أخيرا الرجل المسؤول عن صنع القنبلة”.
وعندما سُئلت عما شعرت به بعد سماعها أن الحكومة لا تستطيع تنفيذ عقوبة الإعدام، قالت: “الشيء المهم هو أنه موجود هنا لمواجهة تهم قتل 270 شخصا، كان من بينهم 190 أمريكيًا هذا هو ما هو مهم حقا”.
وأضافت أنها تشعر “بقدر هائل من الارتياح، لأنه أول شخص مسؤول عن وفاة زوجي يُحاكم فعليا على الأراضي الأمريكية.”
يذكر أن المتحدث باسم مكتب التاج البريطاني والخدمة المالية للمدعي العام قال في تصريحات سابقة ، إن الولايات المتحدة وجهت إلى مسعود لائحة اتهام قبل عامين بالتورط في الحادث.
وأضاف أن “عائلات القتلى في تفجير لوكربي أُبلغوا أن المشتبه به محتجز في الولايات المتحدة”.
وتابع: “سيستمر المدعون والشرطة الاسكتلنديون، بالعمل مع حكومة المملكة المتحدة وزملائهم في الولايات المتحدة، في متابعة هذا التحقيق، بهدف وحيد هو تقديم أولئك الذين تصرفوا جنبًا إلى جنب مع (عبدالباسط) المقرحي إلى العدالة”.
ولا يزال تفجير لوكربي أخطر هجوم إرهابي وقع في المملكة المتحدة.
وفي ديسمبر 2020، وجهت الولايات المتحدة لائحة اتهام إلى أبوعقيلة بارتكاب جرائم إرهابية، مطالبة بتسليمه إليها ليحاكم على أراضيها.