رد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على الانتقادات التي وجهت لتركيا بعد إعلان تحويل آيا صوفيا إلى مسجد وسط الجدل التاريخي الكبير الذي يدور حول هذا المعلم التاريخي المدرج ضمن قائمة التراث العالمي.
وقال أردوغان: “لا نستغرب إذا ما نادى هؤلاء لاحقًا بتحويل الكعبة التي هي أقدم دار عبادة أو المسجد الأقصى إلى متحف، ونسأل الله تعالى أن يحفظ وطننا والإنسانية من هذه العقلية إلى الأبد، وألا يختبر هذه الأمة ثانية بمن يكنون العداوة لقيمها”.
وتابع أردوغان وفقا لما نقلته وكالة الأنباء التركية الرسمية: “ومن المؤكد أن نفس هذه العقلية (التي تعارض مسألة إعادة آيا صوفيا لمسجد) من الممكن أن تتقدم بمقترح لتحويل مسجد السلطان أحمد، درة مساجد إسطنبول إلى متحف، هذه العقلية في الماضي، فكرت في استخدام هذا المسجد (السلطان أحمد) كمعرض للصور، وقصر يلديز (التاريخي بإسطنبول) كدارٍ للقمار، وآيا صوفيا كنادٍ لموسيقى الجاز، حتى أنهم نفذوا بعض هذه الأمور”.
وأضاف: “ووجهة النظر هذه كعادتها في كل الفترات ما هي إلا مظهر من المفاهيم المناهضة للعصرية التي تنضوي تحت ما يسمى بالحداثة، وما الإصرار على غلق الفاتيكان وتحويله على متحف، والإبقاء على آيا صوفيا كمتحف، إلا نتاج نفس المنطق”.
وسردت الوكالة التركية أن “فتح إسطنبول وتحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد، يعتبر من بين أنصع صفحات التاريخ التركي. فبعد حصار طويل يدخل السلطان محمد الفاتح مدينة إسطنبول فاتحا في 29 مايو (أيار 1453)، ويتوجه مباشرة إلى آيا صوفيا. وعندها ساور السكان البيزنطيون الخوف والقلق بانتظار مصيرهم داخل آيا صوفيا، فيعطيهم الفاتح الأمان على حياتهم وحرياتهم.. ثم يدخل (محمد الفاتح) آيا صوفيا، ويغرس رايته كرمز للفتح في المكان الذي يوجد فيه المحراب، ويرمي سهما باتجاه القبة، ويصدح بأول أذان داخله، وهكذا يسجل فتحه، ينتقل بعدها إلى أحد زوايا المعبد فيسجد سجدة شكر ثم يصلي ركعتين، وبتصرفه هذا يكشف عن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد. السلطان محمد الفاتح عاين بدقة المعبد الذي يعد لؤلؤة إسطنبول من أرضيته إلى سقفه”.
وذكرت الوكالة أن “المؤرخين أوردوا أن السلطان محمد الفاتح تلا بيتين من الشعر عند وقوفه أمام منظر الخراب الذي حل بالصرح قال فيهما “عنكبوت ينسج ستارة في قصر قيصر.. وبومة تحرس في برج أفراسياب.. نعم، هكذا استلم السلطان محمد الفاتح مدينة إسطنبول وآيا صوفيا، حيث كانتا مدمرتين وخرابتين متداعيتين.. آيا صوفيا التي استلمها السلطان محمد الفاتح، كانت قد بنيت للمرة الثالثة على أطلال كنيستين دمرتا وحرقتا خلال فترة الاضطرابات.. ومحمد الفاتح افتتح آيا صوفيا للعبادة بعد ثلاثة أيام من فتح المدينة، من خلال جهد مضن بذله ليقيم صلاة الجمعة فيه.. ولما دخل الفاتح دخل المسجد مع جيشه ومسؤولي الدولة صدحت التكبيرات والصلوات في استقباله، وخطب الجمعة في ذلك اليوم، وصلى شيخه “آق شمس الدين” صلاة الجماعة.. وعندما فتح السلطان محمد الفاتح إسطنبول، حصل أيضا على لقب الإمبراطور الروماني، وبالتالي أصبح مالكا للعقارات المسجلة باسم الأسرة البيزنطية، ووفقا لهذا القانون، تم تسجيل آيا صوفيا باسم محمد الفاتح والوقف الذي أسسه، كما صدرت في فترة الجمهورية نسخة رسمية من سند الملكية المعد بالأحرف الجديدة (التي تكتب بها التركية الحالية)، ليسجل وضعه القانوني بشكل رسمي”.