أكد رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، السبت، على الحاجة إلى ضغوط دولية على إسر-ائيل لتتحرك نحو السلام، ورأى أن مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية عام 2002 تمنح إسر-ائيل ما تريده وتحقق العدالة للفلس طينيين في الحصول على دولتهم.
وقال الفيصل، في كلمة خلال مشاركته في “حوار المنامة” الذي تستضيفه العاصمة البحرينية، إنه “منذ خلق دولة إسر-ائيل عام 1948، كلما اندلعت أزمة أو ح-رب في منطقتنا، يتصاعد الحديث عن الحاجة إلى حل لمعالجة جذور الصراع، ورغم ذلك الجميع يتحدث لكن لا يسيرون في الطريق حتى نهايته”.
وأضاف: “لم يكن هناك نقص أفكار أو بيانات أو مبادرات سلام أو قرارات من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولكنها تقف أمام باب إسر-ائيل،
بسبب الدعم غير المشروط من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ولذلك كل المبادرات ذهبت بلا جدوى وبقي السلام هدف خيالي”.
وأكد الفيصل أن الصراع لم يبدأ في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قائلا: “هناك تاريخ طويل أدى إلى اليوم، أغلبه هجمات على الفلس-طينيين”. وأضاف: “العالم يشهد الفشل في وقف الهجوم الإسر-ائيلي على غ-ز-ة الذي يرقى إلى إبادة جماعية، كما يرافقه تهديد باستخدام الأسلحة النووية”.
وأدان الفيصل هجمات حماس في 7 أكتوبر، ووصفها بـ”البربرية”، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه يجب أن يدين أيضًا “الهجمات البربرية الإسر-ائيلية على المدنيين الفلس طينيين، ليس فقط في غ-ز-ة ولكن أيضًا في الضفة الغربية”.
ورأى الفيصل أن “هذه الح-رب نقطة تحول في عملية البحث الجاد عن حل عادل للقضية الفلس طينية يتعامل مع جذور هذا الصراع”.
وحذر الفيصل من أن “التهديد النووي الإسر-ائيلي يعد دعوة مفتوحة للآخرين في المنطقة للسعي نحو هذا الخيار”، وقال: “يجب إمعان النظر في هذا التهور من جانب إسر-ائيل وعدم تركه يمر دون حساب”.
وأكد الفيصل أن الح-رب “مؤشر على الفشل السياسي والدبلوماسي للمجتمع الدولي”، قائلا: “كلنا فشلنا في حل هذه المشكلة،
والمسؤولية تقع على عاتقنا جميعا للعثور على حل، واستمرار الفشل في معالجة هذه القضية لا يمكن تحمله، خاصة عندما يكون الرأي العام حول العالم أكثر دراية بعدالة القضية الفلس طينية وفظائع الاحتلال الإسر-ائيلي المستمر”.
وأضاف: “الوهم الإسر-ائيلي الأمريكي الأوروبي بأن السلام يمكن تحقيقه عبر تحسين حياة الفلس طينيين في ظل الاحتلال وتطبيع العلاقات مع الدول العربية، كل ذلك قد اكتفى منه العرب والمسلمون، وليس بديلا عما يتطلبه السلام الحقيقي وما يتطلبه تجنب اشتعال الصراع مجددا”.
وأشار الفيصل إلى أن “استمرار الصراع يضر كل الجهود في المنطقة للتحرك نحو السلام والاستقرار والتقدم والرخاء على مدار العقود السبعة الماضية”.
وأضاف: “كما قلت سابقا، لا يوجد نقص في مبادرات السلام الإقليمية والدولية، ولكن ما نحتاجه أكثر هو العمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بهذه القضية وفرض تنفيذها كما حدث في العراق ودول أخرى”.
وتابع قائلا: “أعتقد أنه عندما يأتي الأمر إلى الحاجة لمبادرة للسلام الإقليمي فقد طرحت المملكة العربية السعودية مبادرة السلام العربية عام 2002، وما زالت مطروحة على الطاولة، وما زالت المبادرة الوحيدة التي تعكس قواعد ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي والحاجة لمعالجة جذور هذا الصراع”.
وأكد أن “هذه المبادرة تمنح إسر-ائيل الاعتراف الذي ترغب به من الدول العربية والإسلامية، وتجعل تطبيع العلاقات بين الدول أمرًا طبيعيًا
وتجعل إسر-ائيل دولة مندمجة بشكل طبيعي في المنطقة، والأهم من كل شيء أنها تحقق العدالة للفلس طينيين بدولتهم الخاصة”.