مصر.. كيف ألقت الحرب في غ ز ة بظلالها على المشهد السياسي قبل انتخابات الرئاسة؟

 يسود  المشهد السياسي المصري حالة من الهدوء  خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها الشهر المقبل، فباستثناء لافتات للمرشحين في الميادين والطرق الرئيسية، كان للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي النصيب الأكبر منها، لم تُعقد مناظرات بين المرشحين أو مؤتمرات جماهيرية ضخمة، وأرجع سياسيون هذا الهدوء إلى أن أحداث الحرب في غزة تسيطر على الوضع العام في البلاد.

ويخوض المنافسة على انتخابات الرئاسة، 4 مرشحين، وهم عبدالفتاح السيسي، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي فريد زهران، ورئيس حزب العدل عبدالسند يمامة، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر.

وقال الأمين العام المساعد لحزب التجمع، عبد الناصر قنديل إن “هناك عوامل داخلية وخارجية أثرت على مشهد انتخابات الرئاسة، يعد أبرزها أحداث الحرب في غزة، والأزمة الاقتصادية العالمية العنيفة وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك محاولة التوصل لاتفاق مع إثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة يحفظ حقوق مصر في مياه نهر النيل”.

وأضاف قنديل، في تصريحات ، أن “هذه العوامل دفعت البعض في البداية للمطالبة بإلغاء الانتخابات الرئاسية وانسحاب المرشحين الحاليين أمام السيسي باعتباره المرشح الأقوى والأوفر حظا في الفوز، خاصة وأن قرارات السياسة المصرية في أزمة الحرب في غزة أثبتت نضج شديد انعكس في ارتفاع واضح في شعبية الرئيس وتغير أجندة المواطنين من الحديث عن الأزمات الاقتصادية باعتبار أنها المحرك الرئيسي لأصوات الناخبين إلى الحديث عن الأمن القومي وتماسك الدولة المصرية والحفاظ على سلامة أراضيها مما عزز بشكل كبير من فرص المرشح السيسي”.

وتابع أن “الفترة الحالية تشهد مطالبات بضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، والتصويت للسيسي من منطلق أن حصوله على أكبر عدد من الأصوات سيعزز من قدرته على التفاوض والضغط على ممارسة حقوق مصر السيادية، ليصبح التصويت للمرشح السيسي بمثابة تفويض له في اتخاذ القرارات التي من شأنها حماية سيادة مصر”، حسب قوله.

وكان الرئيس المصري علق، عبر حسابه على منصة “إكس”، على خطاب رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، أمام مجلس النواب، الثلاثاء، حيث أكد السيسي على “استمرار الدولة بكافة أجهزتها ومؤسساتها في تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية على كافة المستويات، رافضين بشكل قاطع أية محاولات لتصفيتها”.

ويصوت المصريين في الخارج على انتخابات الرئاسة في أول 3 أيام من شهر ديسمبر/ كانون الأول، وتجرى في الداخل خلال أيام 10، 11، 12 من الشهر ذاته.

ويرى عبد الناصر قنديل أن “أولوية الناخبين في الوقت الحالي هي وحدة وسلامة الأرض واستقلالية القرار المصري، ودعم القيادة السياسية فيما تتخذه من إجراءات لنصرة الفلسطينيين، وبالتالي هناك مطالبات شعبية بحشد المشاركة في الانتخابات الرئاسة المصرية والتصويت لصالح الرئيس الحالي”، لافتا إلى “وجود أصوات غاضبة من الأوضاع الاقتصادية، ولكن القضية الوطنية أولى للناخبين من الوضع الاقتصادي”.

وحول دعوات الحركة المدنية لمقاطعة الانتخابات، قلل قنديل، من تأثير هذه الدعوات لعدة عوامل أبرزها أن “الأحزاب المنضمة للحركة لم تستطع سوى أن تجمع أكثر من 14 ألف توكيل للمرشح المحتمل التي كانت تنوي الدفع به مما يعني أن تأثيرها لن يمثل سوى لجنتين أو ثلاثة من إجمالي 1058 لجنة، كما أنه تاريخيا لم تؤثر دعوات المقاطعة على المشاركة في الانتخابات”.

ودعت الحركة المدنية المعارضة إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة، مرجعة السبب إلى “حدوث الانتهاكات خلال مرحلة جمع التوكيلات للمرشح المحتمل أحمد الطنطاوي”، وبعدها أعلن حزبا المصري الديمقراطي الاجتماعي والعدل المشاركان في حملة دعم المرشح الرئاسي فريد زهران، إرسال خطاب داخلي للحركة المدنية أعلنوا فيه “رفضهم لهذه الدعوات وتجميد نشاطهم داخل الحركة”، وفقا لما نقلته وسائل إعلام محلية.

وفي آخر انتخابات رئاسية عقدت عام 2018، شارك 24.3 مليون ناخب من إجمالي 59.1 مليون مواطن لهم حق التصويت بنسبة مشاركة بلغت 41.05%، وتصدرت المشاركة محافظة الوادي الجديد بنسبة 58.76%.

وقال رئيس حزب العدل النائب عبدالمنعم إمام إن “الأحداث التي تشهدها القضية الفلسطينية أثرت على اهتمام الناخبين بانتخابات الرئاسة، واستحوذت بشكل كبير على اهتماماتهم، غير أن الأيام الأخيرة شهدت عودة الحديث عن انتخابات الرئاسة مرة ثانية”، مضيفا أنه “مازال هناك وقت قبل إجراء الانتخابات مطلع الشهر المقبل، ونتمنى استقرار الأوضاع قريبا، حتى يتم حشد المشاركة في الانتخابات، ليحدد الناخبين مستقبل البلاد خلال الفترة المقبلة”.

وحول تأثيرها على حشد التصويت لمرشح معين، قال إمام، في تصريحات خاصة ، إن “القضايا ذات البعد الاستراتيجي والأمن القومي تدفع المواطنين إلى التوحد خلف القيادة السياسية الموجودة، ولكن في الوقت نفسه تظل الكلمة للناخبين للتعبير عن رأيهم في استمرار السياسات الموجودة أو اختيار مرشح آخر وفقا للبرامج الانتخابية المعروضة”.

وبشأن تأثير الأوضاع الاقتصادية على البرامج الانتخابية للمرشحين، أوضح عبدالمنعم إمام، أن “الملف الاقتصادي من أهم الملفات التي تشغل المرشحين والناخبين أيضا”، مضيفا أن المرشح فريد زهران، والذي يدعمه حزب العدل في الانتخابات الرئاسية، “طرح رؤية مختلفة للملف الاقتصادي عن المطبقة في الوقت الحالي”.

عن sherin

شاهد أيضاً

من “بطل منتصر” إلى سلسلة من النتائج السيئة.. إليك كيف انحدر مانشستر سيتي

 قبل 7 أشهر، لم تظهر أي علامات على تراجع هيمنة مانشستر سيتي، فقد كان لاعبو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *