أطلعت الدكتورة ماندي كوهين، مديرة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض ووالوقاية منها، لجنة فرعية تابعة للكونغرس، الخميس، على حالات أمراض الجهاز التنفسي في الولايات المتحدة الناجمة عن ثلاثة فيروسات: الإنفلونزا، وفيروس كورونا، والفيروس المخلوي التنفسي أو RSV.
وقالت كوهين أمام اللجنة الفرعية للطاقة والتجارة التابعة لمجلس النواب الأمريكي والمعنية بالإشراف والتحقيقات، إنّ “موسم الفيروس المخلوي التنفسي بلغ ذروته”.
وأوضحت أنّ “موسم الإنفلونزا بدأ للتو في غالبية أنحاء البلاد، رغم انتشاره السريع، وفيما نشهد مستويات منخفضة نسبيًا من كوفيد، لا يزال الأخير يشكل السبب الرئيسي للوفيات وحالات دخول المستشفى بسبب أمراض الجهاز التنفسي الجديدة، مع تسجيل حوالي 15 ألف حالة استشفاء وقرابة ألف حالة وفاة أسبوعيًا”.
وتابعت كوهين: “كما نشهد انتشارًا كثيفًا للفيروس المخلوي التنفسي، لا سيّما في الجزء الجنوبي من البلاد، لذلك أود القول إننا اقتربنا من الذروة بالنسبة للفيروس المخلوي التنفسي”.
وأضافت: “نحن ما زلنا في بداية موسم الإنفلونزا. إننا في الواقع نواجه موسمًا نموذجيًا تقريبًا للإنفلونزا. نتوقع أن نرى المزيد من حالات الإنفلونزا خلال شهري ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني”.
ولفتت إلى أنّ كوفيد ينتشر مجددا ويمثل أكبر تهديد بين (الفيروسات) الثلاثة، مشيرة إلى أنّ “كوفيد لا يزال فيروس الجهاز التنفسي الذي يضع أكبر عدد من الأشخاص في المستشفى ويودي بحياتهم”.
وأكدت كوهين على أهمية حصول الأمريكيين على التطعيم، لا سيما أن اللقاحات المضادة لأمراض الجهاز التنفسي الثلاثة متوافرة”.
ولفتت إلى أنه من المهم في حالة مرض شخص ما إجراء الاختبار والحصول على العلاج، لأنّ غالبية الأدوية المضادة للفيروسات تكون أكثر فعالية عند تناولها في وقت مبكر من الإصابة بالعدوى.
وقد حصل أكثر من ثلث البالغين والأطفال على لقاح الإنفلونزا هذا العام، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. لكن حوالي 16% فقط من البالغين و6% من الأطفال حصلوا على لقاح “كوفيد-19” الجديد. وأشارت الوكالة إلى أنّ هذه المعدلات أدنى مما تود رؤيته. وقد حصل حوالي 15% من كبار السن الذين يبلغون من العمر 60 عامًا وما فوق على لقاح RSV الجديد.
وتشهد فيروسات الجهاز التنفسي نشاطًا مرتفعًا تحديدًا في جنوب وغرب الولايات المتحدة. وأفادت مقاطعة وارن في ولاية أوهايو الأمريكية هذا الأسبوع أنها تشهد “تفشيًا” لحالات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال، مع ارتفاع كبير بالعدد في وقت واحد. وتشمل مسببات الأمراض المعنية الفيروسات الغدية، والمكورات العقدية الرئوية والمفطورة الرئوية، وهي بكتيريا تم ربطها بعدد متزايد من التهابات الجهاز التنفسي في الصين. وتسبّب الميكوبلازما عادة التهابات خفيفة في الجهاز التنفسي، وعادة ما تنتشر في الأماكن المكتظة مثل المدارس، وقاعات السكن الجامعي، ومرافق الرعاية طويلة الأمد.
يؤثر موسم فيروسات الجهاز التنفسي بشكل خاص على الأطفال. وفي الأسبوع المنتهي بتاريخ 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، شكلت زيارات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى عيادات الأطباء أكثر من 10%، بسبب أمراض شبيهة بالإنفلونزا، أي حوالي ثلاثة أضعاف المعدل الوسطي لجميع الأعمار، وأعلى بكثير من خط الأساس الوطني، بحسب بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
بالتوازي تمتلئ أسرة مستشفيات الأطفال أيضًا، إذ تظهر البيانات الفيدرالية أن حوالي ثلاثة أرباع أسرة مستشفيات الأطفال قيد الاستخدام على مستوى البلاد، ولم تتعرض القدرة الاستيعابية لهذا الضغط منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2022.
ومنذ شهور تسجل حالات الاستشفاء جراء فيروسات الجهاز التنفسي، منها “كوفيد-19″، والإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي، ارتفاعًا كبيرًا. ورغم أن “كوفيد-19” يمثل الغالبية العظمى من حالات الاستشفاء جراء فيروسات الجهاز التنفسي عمومًا، إلا أنّ الفيروس المخلوي التنفسي هو السبب الأكثر شيوعًا بين الأطفال، مع ارتفاع معدلات الاستشفاء بنسبة 69% منذ الأسبوع الأول من أكتوبر/ تشرين الأول.