طبيب أردني يروي صعوبات رحلة تطوّعه المؤثرة في قطاع غ-زة

 روى الطبيب الأردني الشاب، محمد عمرو، “أهوال” رحلة تطوّعه الإنسانية في قطاع غ-زة  على مدار نحو أسبوعين، برفقة فريق طبي من مختلف أنحاء العالم ضم نحو 21 طبيبا وطبيبة من مختلف التخصصات بينهم 6 من الأطباء الأردنيين، أجروا خلالها عشرات العمليات الجراحية بأدوات ومستلزمات طبية بسيطة.

وقال عمرو الذي التقته بعد بضعة أيام من عودته إلى عمّان، إن الفريق ترك وراءه منظومة “طبية متهالكة” في جنوب غ-زة و”خطر موت محدق” بآلاف المصابين الفلسطينيين خاصة فاقدي الأطراف، جراء العملية العسكرية الإسرائيلية على غ-زة وشح دخول المساعدات الطبية الأساسية إلى القطاع.

وأكد عمرو في حديثه على أن مستشفى غ-زة الأوروبي الذي تطوّع فيه، قد تحوّل إلى مقر لنزوح نحو 20 ألف من النازحين توزعوا بين ممرات المستشفى و أروقته، قائلا إن ضغط العمل على الأطباء هناك “يفوق العقل”، مقدّرا عدد العمليات الجراحية التي شارك بها كاختصاصي تخدير، يوميا بين 50-60 عملية يوميا. 

 

ووصل الطبيب عمرو إلى معبر رفح مع الفريق الطبي، بالتنسيق مع منظمة Rahma Worldwide ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية،  في 23 من شهر يناير/كانون الثاني المنصرم، وغادرها في السادس من فبراير/شباط الجاري، حيث توزع الفريق الطبي بين مستشفى غ-زة الأوروبي الذي أقام فيه، وبين مستشفى “شهداء الأقصى” جنوبي قطاع غ-زة.

 

وجاء التحاق الأطباء الأردنيين بالبعثة الدولية، بعد محاولات متكررة من نقابة الأطباء الأردنيين لإرسال فرق تطوعية إلى غ-زة لم تنجح للآن، بسبب تعقيدات الحصول على الموافقات الرسمية، رغم تسجيل نحو ألف طبيب أردني للتطوع على قوائم الانتظار.

وحاول الفريق الطبي، إدخال مجموعة من المستلزمات الطبية للعمليات الجراحية خاصة جراحة العظام دون أن يسمح لهم بذلك، لكنهم استطاعوا إدخال كميات من حليب الأطفال والأدوية ومواد التخدير خاصة دواء “ماركين MARCAINE  والاسم العلمي له “بيوبفاكايين”،  أحد بدائل المواد المستخدمة في التخدير الموضعي والنصفي، وفقا للدكتور عمرو، اشتروا غالبيتها من القاهرة.

طبيب أردني يروي لـCNN بالعربية صعوبات رحلة تطوّعه المؤثرة في قطاع غزة

 

وانتقل الفريق الطبي الأردني من الأردن عبر مطار الملكة علياء الدولي إلى مطار القاهرة الدولي، ومن ثم إلى رفح، حيث استغرقهم دخول القطاع أكثر من يوم بسبب الأوضاع القائمة.

ولم يخف الطبيب عمرو تأثره بما شاهده من معاناة المرضى والجرحى والمصابين، وجسامة الوضع الإنساني لأهل القطاع والحاجة الملحة للرعاية الطبية الطارئة التي يهدد تضرر المنظومة الصحية للقطاع، أرواح الآلاف، وقال إن العمليات الجراحية، تجرى في ظروف معقدة، طالما استدعت أحيانا إجراء عمليات دون تخدير، أو منح أولوية لبعض المصابين عن غيرهم في إعطاء المخدر المتوفر، نظرا لصعوبة الحالات، في قرارات مصيرية كان يجبر الفريق الطبي على اتخاذها، بسبب الوضع القائم.

وبين أن المرور من معبر رفح إلى مستشفى غ-زة الأوروبي، قد استغرق أكثر من ساعة لمسافة لا تزيد عن 9 كيلو متر بسبب اكتظاظ رفح بالخيم وبالنازحين الذين يعيشون أوضاعا مأساوية، ويعانون من مختلف الأمراض.

ووصف عمرو حجم الضغط الهائل على المستشفى بسبب النزوح والمصابين، قائلا إنه في الأيام الأربعة الأخيرة تم إجراء عمليات جراحية باستخدام مسكنات ضعيفة جدا، وأن المرضى كانوا يخرجون من العمليات وهم في “قمة الألم”، كما أن الكثير من الإصابات لم يكن بالإمكان إزالة الشظايا من أجسامهم أو كانوا يضطرون إلى إزالة أجزاء كبيرة من الأمعاء. 

وتحدث عمرو عن إنهاك الكوادر الطبية العاملة في غ-زة، واستمرار عملها لأكثر من 120 يوما متواصلة دون التواصل مع عائلاتهم النازحة ودون رواتب، وحاجتهم إلى الدعم المعنوي والنفسي والطبي بمختلف أشكاله. وقال إنهم كانوا بحاجة لمن يجلسوا معه ويستمع لهم، وقال: “الاستماع لهم ومساندتهم عاطفيا كان بالنسبة لهم مسألة فارقة”.

ولم يحبس الطبيب عمرو دموعه عندما تم سؤاله عن قصص أهل غ-زة التي قال إنها أصعب بكثير من الجراح الجسدية، وأكد استعداده للتطوع مجددا دون تردد.

عن sherin

شاهد أيضاً

مصدر سعودي: الرياض حذرت ألمانيا 3 مرات من المشتبه به في هجوم الدهس وبرلين رفضت طلبا لتسليمه

قال مصدر سعودي مطلع على الاتصالات ، السبت، إن السلطات السعودية حذرت نظيراتها الألمانية من المشتبه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *