أبلغ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الديمقراطيين في الكونغرس، في رسالة الاثنين، أنه سيواصل محاولته إعادة انتخابه على الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن لياقته العقلية وجدوى حملته، بينما انتقد “نخب” الحزب قبيل أسبوع حاسم في الكونغرس.
وكتب بايدن، في الرسالة التي حصلت عليها : “أريدكم أن تعلموا أنه على الرغم من كل التكهنات في الصحافة وأماكن أخرى، فإنني ملتزم بشدة بالبقاء في هذا السباق، وخوض هذا السباق حتى النهاية، والتغلب على دونالد ترامب”.
سعى بايدن إلى وضع حد للمخاوف المتزايدة بشأن قدرته على البقاء في الرسالة شديدة اللهجة.
وقال بايدن: “لقد تم طرح مسألة كيفية المضي قدمًا بشكل جيد منذ أكثر من أسبوع. وحان وقت انتهاء الأمر. لدينا وظيفة واحدة، وذلك للتغلب على دونالد ترامب. أمامنا 42 يومًا حتى انعقاد المؤتمر الديمقراطي و119 يومًا قبل الانتخابات العامة. وخلص بايدن إلى القول إن أي ضعف في العزيمة أو عدم وضوح بشأن المهمة المقبلة لن يؤدي إلا إلى مساعدة ترامب ويضرنا. لقد حان الوقت للالتقاء والمضي قدمًا كحزب موحد وهزيمة دونالد ترامب”.
هذا أسبوع حاسم بالنسبة لمستقبل بايدن السياسي حيث يسعى إلى تخفيف التداعيات المتزايدة مع عودة مجلسي النواب والشيوخ إلى الانعقاد للمرة الأولى منذ المناظرة الرئاسية مع ترامب . وأبلغ مجموعة من كبار الديمقراطيين في مجلس النواب زعيم الأقلية حكيم جيفريز، الأحد، أن بايدن يحتاج إلى الانسحاب.
بعد وقت قصير من نشر الرسالة، اتصل بايدن ببرنامج “Morning Joe” على قناة MSNBC، وهو جزء من استراتيجية للقيام بالمزيد من الارتباطات “غير الرسمية” وغير المكتوبة لتهدئة المخاوف بشأن عمره.
لكن المظهر، رغم حيويته، ربما لم يكن له التأثير المقصود.
قدم بايدن ردًا مطولًا وأحيانًا خارج الموضوع على سؤال حول رسالته إلى الديمقراطيين في الكونغرس، داعيًا إلى الوحدة وانتقد ترامب لوجوده في ملعب الغولف بعد المناظرة. ظل ترامب إلى حد كبير تحت الرادار بينما يحارب بايدن دورة الأخبار.
وتابع: “جميع البيانات، كل البيانات تظهر أن متوسط الديمقراطيين الذين صوتوا، 14 مليونًا منهم صوتوا لصالحي، ما زالوا يريدون مني أن أكون المرشح رقم 1”.
وفي توبيخ حاد لمنتقديه، قال بايدن: “أشعر بالإحباط الشديد من النخب. الآن، أنا لا أتحدث عنكم يا رفاق، بل عن النخب في الحزب. إنهم يعرفون أكثر من ذلك بكثير. لكن إذا كان أي من هؤلاء الأشخاص لا يعتقد أنني يجب أن أترشح، فليتقدم لينافسني. أعلن… واجهني في المؤتمر” الوطني العام للحزب الديمقراطي.
أسبوع حاسم في الكونغرس
وقال مسؤول في الحملة ، إن الرئيس سيواصل تواصله مع المشرعين الديمقراطيين هذا الأسبوع. سيكون الثلاثاء يومًا مهمًا حيث من المقرر أن يعقد الأعضاء اجتماعًا حزبيًا مخططًا له مع جيفريز، وقال أحد الأعضاء إنهم يتوقعون أن يكون هذا هو اليوم الذي سينكسر فيه السد.
ويعود الكونغرس إلى واشنطن الثلاثاء للمرة الأولى منذ مناظرة 27 يونيو/حزيران التي أثارت قلقًا واسع النطاق بشأن قدرة بايدن على ضمان فوز الديمقراطيين في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني والاستمرار في منصبه لمدة أربع سنوات إضافية.
في الأسبوع التالي لأدائه الكارثي في المناظرة، تواصل بايدن شخصيًا مع ما يقرب من 20 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب، حسبما قال مسؤول في الحملة ، وتحدث مع قادة الحزب – بمن فيهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، والنواب نانسي بيلوسي وجيمس كليبيرن – بهدف طمأنتهم بأن المخاوف داخل الحزب مسموعة.
منذ ذلك الحين، أعرب شومر وكليبورن عن دعمهما لبايدن، بينما ظل جيفريز صامتًا.
وقالت بيلوسي إن الأسئلة المحيطة بأداء بايدن الكارثي في المناظرة الرئاسية كانت “مشروعة”.
وردًا على سؤال حول تعليقات بيلوسي، قال بايدن لشبكة ABC News: “لقد كانت حلقة سيئة. لا يوجد مؤشر على أي حالة خطيرة. كنت مرهقًا”.
وفي مكالمة مع كبار الديمقراطيين في مجلس النواب عقدها جيفريز، الأحد، أعرب ستة من المشرعين عن مخاوفهم الخاصة خلال محادثة وصفها أحد المساعدين بأنها “سيئة للغاية”.
يمثل هؤلاء المشرعون – الذين ذكر أنهم يضمون النواب جيري نادلر وآدم سميث ومارك تاكانو وجو موريل – كبار الديمقراطيين في لجان القضاء والقوات المسلحة وشؤون المحاربين القدامى وإدارة مجلس النواب.
ورفض مسؤول في الحملة الإفصاح عما إذا كان الرئيس قد تحدث مباشرة مع السيناتور مارك وارنر، الديمقراطي من ولاية فرجينيا، الذي نظم جهدًا متزامنًا بين أعضاء مجلس الشيوخ ذوي التفكير المماثل لاستكشاف إمكانية تقديم طلب رسمي لبايدن بالانسحاب. وقال مصدر ، إن وارنر ألغى اجتماع متابعة كان من المقرر عقده مساء الاثنين، بعد تسرب أخبار عن جهود المجموعة. وسيكون الاجتماع المقبل الثلاثاء مع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ وقيادتهم.
وقال بايدن لشبكة ABC News إن وارنر كان “رجلاً صالحًا”، ولكن لديه “منظور مختلف”.
وسلّطت حملة بايدن الضوء، الاثنين، على قائمة من التصريحات الداعمة من الديمقراطيين في الكونغرس، سعيًا إلى تضخيم الأصوات التي أعربت عن ثقتها في ترشيح الرئيس في الأيام الأخيرة.
