مصر.. هل ستحل الاكتشافات الجديدة وعودة الحفر بحقل ظهر أزمة الغاز؟.. خبراء يجيبون

تعتزم الشركات المشغلة لحقل ظهر- أكبر حقول الغاز في البحر المتوسط والواقع في المياه المصرية شمال مدينة بورسعيد- بدء حفر آبار جديدة خلال الربع الحالي من العام، بهدف زيادة معدلات إنتاج الغاز من الحقل، والذي يمثل نسبة كبيرة من حجم إنتاج مصر.

ويأتي ذلك بعد وصول سفينة الحفر “سايبم 10000″، الثلاثاء، للتعجيل بإضافة كميات جديدة من الإنتاج.

وأكد خبراء طاقة، أهمية عودة الحفر بحقل ظهر، لزيادة معدلات الإنتاج المحلي مما يسهم في خفض فاتورة الاستيراد، ويشجع المزيد من الشركات على ضخ استثمارات جديدة، ولكن رغم ذلك لن تصل معدلات الإنتاج للاكتفاء الذاتي خلال الفترة القريبة المقبلة.

وتواجه مصر أزمة في نقص الغاز الطبيعي، نتيجة تراجع حجم الإنتاج إلى 5.7 مليار قدم مكعب يوميا- وفق تصريحات تليفزيونية لمسؤول بوزارة البترول في يوليو/ تموز الماضي، في حين يبلغ حجم الاحتياجات المحلية 6.2 مليار قدم مكعب يوميا- وفق وسائل إعلام محلية. 

وجاء هذا النقص نتيجة تقادم الحقول القائمة وعدم وجود اكتشافات جديدة مما أثر على حجم الإنتاج في حين زاد الطلب بشكل واسع مع النمو السكاني وزيادة طلب المنازل والمصانع أيضًا.

وكان السبب وراء هذا النقص في إنتاج الغاز، تراكم مستحقات الشركات الأجنبية المشاركة في اكتشاف وتنمية حقول النفط في مصر، بسبب أزمة نقص النقد الأجنبي في البلاد، مما دفع الشركات لوقف ضخ استثمارات جديدة على تنمية الحقول، وتسبب ذلك في تحول مصر من صافي مصدر للغاز إلى مستورد بداية من العام الماضي بعد توقفها منذ 2018.

ولكن مع تولي الحكومة الجديدة، في يوليو، اتخذت إجراءات لتلبية الطلب المحلي من الغاز، بدأت بتخصيص 2 مليار دولار لاستيراد احتياجات البلاد من الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء لوقف انقطاعات التيار، بالتوازي مع ذلك عملت على الانتظام في سداد مستحقات الشركات الأجنبية ووضع جدول لسداد المستحقات المتأخرة، والتي بلغت أكثر من 6 مليارات دولار بنهاية يونيو/ حزيران الماضي، وفق وسائل إعلام محلية، وذلك بهدف تشجيع الشركات على ضخ استثمارات لتنمية الحقول، كما طرحت فرصًا استثمارية للاستكشاف والإنتاج بمناطق البحر المتوسط والصحراء الشرقية والغربية.

ونتيجة لهذه الإجراءات، بدأت شركات أجنبية الإعلان عن خطط لضخ استثمارات جديدة خلال الفترة المقبلة لتنمية الحقول المتقادمة، واكتشاف حقول جديدة، أبرزها شركة إيني الإيطالية، المسؤولة عن اكتشاف حقل ظهر، والتي أعلنت عن خطط لزيادة الاحتياطيات والإنتاج من البترول والغاز، وبالفعل وصلت سفينة الحفر “سايبم 10000” لبدء حفر آبار جديدة باستخدام التكنولوجيا الحديثة في المياه العميقة بمنطقة امتياز الحقل، كما أعلنت شركة أكسون موبيل، اكتشاف غاز في حقل نفرتاري.

وخلال مؤتمر صحفي، كشف رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، عن تفاصيل لقائه مع مسؤولي شركة إيني الإيطالية، خلال منتدى دافوس 2025، والذي أكد أن الحفار الخاص بحقل “ظهر” سيعود لإعادة الحفر مرة أخرى وزيادة الطاقة الإنتاجية، متوقعا أن يزيد حجم الإنتاج من الغاز خلال العامين المقبلين، وهو ما يسمح لمصر أن يكون لديها فائض، بعد سداد مستحقات الشركات الأجنبية، والانتظام في السداد.

 

بجانب اكتشافات الغاز، أعلنت مصر، عن كشف بئر جديد في أحد الحقول المتقادمة بخليج السويس بمخزون متوقع 8 ملايين برميل من الزيت الخام، وسيتم العمل على تنمية الكشف لإضافة أكثر من 5 آلاف برميل من الزيت يوميًا، وفق بيان رسمي.

وقال نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، مدحت يوسف، إنه كان هناك مخططًا تنمية حقل ظهر للوصول إلى أقصى طاقة إنتاجية غير أن هذا المخطط لم ينفذ بسبب عدم سداد الحكومة مستحقات الشريك الأجنبي وهي شركة إيني الإيطالية، التي بدورها لم تقم بعملية تنمية الحقل، وتسبب ذلك في انخفاض إنتاج الحقل بمعدلات كبيرة جدًا، بجانب ذلك تعرضت بعض آبار الحقل البالغ عددها 17 بئرًا إلى مشاكل فنية تسببت في توقف إنتاجها.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، توقع رئيس الوزراء المصري، في تصريحات صحفية، أن يعود حقل ظهر لمستوياته من الإنتاج كما كان قبل الأزمة بحلول منتصف 2025، مما يسهم في خفض فاتورة البلاد من الاستيراد.

وأضاف يوسف، في تصريحات خاصة  أن سفينة الحفر “سايبم 10000” ستعاود الحفر في حقل ظهر مرة ثانية لزيادة معدلات الإنتاج، ولكن لن تعود مرة ثانية لنفس المعدلات السابقة، إذ يساهم الحفر في إضافة 200 مليون قدم مكعب يوميًا وفق تصريحات وزير البترول، ولكن مازالت هذه الإنتاجية أقل من المعدلات السابقة والتي وصلت إلى 6.7 مليار قدم مكعب يوميًا في حين تصل الإنتاجية حاليًا إلى 4.2 مليار قدم مكعب يوميًا، ولن تستطيع الحقول الحالية بما فيها ظهر والنرجس وكذلك تنمية الحقول المتقادمة الوصول للمعدلات السابقة.

 

وربط مدحت يوسف وصول مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، باكتشاف حقول جديدة باحتياطات ضخمة مثل ظهر مع المحافظة على تنمية الحقول القائمة بضخ استثمارات لحفر آبار جديدة، مدللًا على حديثه بأن حقل النرجس سيصل إنتاجه إلى 400 مليون قدم مكعب يوميًا بعد ربطه بالشبكة القومية، ومازالت هذه المعدلات أقل من تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال عامين.

وقال أستاذ هندسة البترول، رمضان أبوالعلا، إن إنتاجية حقل ظهر تراجعت لأكثر من النصف خلال الفترة الماضية بسبب عدم سداد مستحقات شركة إيني وكذلك لمشاكل فنية في بعض الآبار، مما أثر بالسلب على انخفاض الإنتاج، ودفع مصر لاستيراد شحنات غاز من الخارج لتلبية الطلب المحلي.

وأضاف أبوالعلا، في تصريحات خاصة ، أن عودة الحفر بحقل ظهر سيرفع حجم المنتج من الحقل، مما سينعكس على خفض فاتورة الاستيراد، وقد يصل إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي محليًا، ولكن ذلك مرتبط بالاحتياطات الموجودة بالآبار الجديدة، وكذلك عمق هذه الآبار، وفي حال وجود احتياطات ضخمة من الممكن أن يعود الحقل لمعدلات السابقة والتي بلغت 2.7 مليار قدم مكعب يوميًا.

واتفق أبوالعلا مع ما ذكره يوسف، حول أن وصول مصر إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والعودة لتصبح صافي مصدر، سيتطلب اكتشاف حقول جديدة باحتياطات ضخمة مماثلة لظهر.

عن sherin

شاهد أيضاً

الكرملين يكشف عن تطور بشأن القتلى الروس بحادث اصطدام مروحية بطائرة في أمريكا

 أعلن الكرملين، أن دبلوماسيين روس وأمريكيين ينسقون معا نقل جثث المواطنين الروس الذين لقوا حتفهم …