أعلن البيت الأبيض، الجمعة، إبلاغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكونغرس نيته إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب، بعد ساعات من إعلان مجلس السيادة السوداني توقيع ترامب على القرار.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن ذلك “يأتي بعد اتفاق السودان الأخير على حل بعض دعاوى ضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم”، وعقب “تحويل الحكومة الانتقالية في السودان أمس، تنفيذاً لهذه الاتفاقية، 335 مليون دولار إلى حساب ضمان لهؤلاء الضحايا وعائلاتهم”.
وحث ترامب “الكونغرس أن يعمل الآن لتمرير التشريع المطلوب لضمان أن يدرك الشعب الأمريكي بسرعة الفوائد الكاملة لهذا الاختراق السياسي”.
وأضاف البيان: “كان الرئيس ترامب قادرًا على تحقيق ما لم يستطع الرؤساء السابقون تحقيقه – حل المزاعم القديمة لضحايا تفجيرات سفارات شرق إفريقيا، والهجوم على (المدمرة الأمريكية) يو إس إس كول، وقتل موظف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جون غرانفيل”.
واعتبر البيت الأبيض ذلك “إنجازًا مهمًا للرئيس وإدارته ويجلب قدرًا من الإغلاق للعديد ممن ظل بعيدًا عن متناولهم لفترة طويلة”.
وأكد البيت الأبيض أن “اليوم خطوة مهمة إلى الأمام في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسودان ويمثل نقطة تحول محورية للسودان، مما يسمح بمستقبل جديد من التعاون والدعم لانتقاله الديمقراطي المستمر والتاريخي”.
من جانبه، شكر رئيس الحكومة السودانية، عبدالله حمدوك، الرئيس الأمريكي “لتوقيعه اليوم الأمر التنفيذي لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”، قائلا: “مستمرون في التنسيق مع الإدارة الأمريكية والكونغرس لاستكمال عملية إزالة السودان من القائمة في أقرب وقت”.
وأكد حمدوك تطلع حكومته “إلى علاقات خارجية تخدم مصالح شعبنا على أفضل وجه”.
وأدرجت واشنطن السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، ردًا على تفجير سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا في 1998، في هجمات نفذها تنظيم القاعدة، الذي أقام زعيمه أسامة بن لادن في السودان، إبان حقبة التسعينيات.
ويعول السودان على هذه الخطوة في إعطائه دفعة اقتصادية كبيرة، والحصول على تسهيلات من أجل طلب مساعدات طويلة، وإسقاط بعض الديون عليه.
ويقود السودان حاليًا مجلس السيادة خلال فترة انتقالية مدتها 39 شهرًا. وفي أغسطس آب 2019، عقد المجلس أول اجتماع له، برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بعد احتجاجات شعبية انتهت بعزل الجيش السوداني للرئيس السابق عمر البشير، في أبريل نيسان من العام نفسه.
ويتزامن ذلك مع تزايد احتمالات إعلان وشيك عن تطبيع السودان علاقاته مع إسرائيل، ليلحق بالإمارات والبحرين.
ويوم الجمعة، قالت مصادر سودانية وإسرائيلية ، إن تطبيع العلاقات ما بين إسرائيل والسودان قد يحدث “خلال الأيام القليلة المقبلة”.
وقال مسؤول سوداني رفيع ، إن “اجتماعًا رفيع المستوى عُقد في الخرطوم الأربعاء بين رئيس مجلس السيادة ومسؤولين سودانيين ووفد إسرائيلي رفيع المستوى، بحضور مسؤولين أمريكيين. وناقش الاجتماع الخطوات المقبلة نحو التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب”.
وقال المسؤول السوداني، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث علنا عن هذه القضية، “ناقش الاجتماع كل تفاصيل التطبيع بين السودان وإسرائيل، وهو الآن أقرب إلى الحدوث في ذلك الوقت عن أي وقت آخر”.
ورُغم أن الحكومة السودانية تحدثت مرارًا عن ضرورة فصل مسألتي التطبيع مع إسرائيل وشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، إلا أن المصدر أكد أن اجتماع رئيس مجلس السيادة والمسؤولين السودانيين مع الإسرائيليين والجانب الأمريكي ناقشوا “الخطوات الأخيرة لشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”، بالإضافة إلى ملف التطبيع.
وفي إسرائيل، قال مصدر بالحكومة الإسرائيلية : “لديّ أساس معقول للاعتقاد بأن الإعلان عن اتفاق بين إسرائيل والسودان سيأتي قريبًا، في غضون الأيام القليلة المقبلة”