“إعادة احتلال غ-زة”.. اجتماع مصيري لاتخاذ القرار في إسرائيل الخميس

من المقرر أن يتخذ مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي قرارا بشأن إعادة احتلال غ-زة بالكامل، وهي الخطوة التي من شأنها أن تمثل تصعيدا كبيرا للصراع بعد ما يقرب من عامين من الحرب في القطاع.

ورغم الضغوط الدولية ومعارضة الجيش الإسرائيلي والمخاوف الداخلية من أن العملية ستُعرّض حياة الرهائن للخطر، واصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الضغط من أجل السيطرة الكاملة على القطاع المحاصر. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو قرر “السيطرة الكاملة” على غ-زة، التي تخلت إسرائيل عن السيطرة عليها قبل نحو عقدين من الزمن.

وقد يستغرق تطبيق الخطة الإسرائيلي التي ستتكون من مراحل عدة، 5 أشهر، سيُجبر خلالها مليون فلسطيني تقريبا في مدينة غ-زة ومناطق أخرى من القطاع للإخلاء إلى جنوب غ-زة، وفقا لمسؤول إسرائيلي مُطلع على الاقتراح. ومن المقرر أن يقوم الجيش الإسرائيلي بإنشاء مجمعات سكنية لإيواء الأعداد الكبيرة من النازحين الفلسطينيين.

وفي إطار الخطة، ستزيد إسرائيل والولايات المتحدة عدد مواقع توزيع المساعدات التي تديرها “مؤسسة غ-زة الإنسانية” المثيرة للجدل من أربعة مواقع حاليا إلى 16 موقعا، بحسب المسؤول.

وأشار المسؤول إلى أن العملية التي تهدف إلى زيادة الضغط على “حماس” والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المتبقين، يمكن أن تتوقف مؤقتًا إذا عادت الحركة إلى المفاوضات.

وانهارت الجولة الأخيرة من المحادثات، التي بدأت بتفاؤل ملحوظ، قبل أسبوعين بعد أن سحبت الولايات المتحدة وإسرائيل وفديهما من قطر، إذ اتهم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف حماس بالتفاوض “بسوء نية”. وقالت حماس إنها مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات، ولكن فقط عند دخول مساعدات إنسانية كافية إلى غ-زة.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء إن الأمر “يعتمد إلى حد كبير على إسرائيل” فيما يتعلق باحتلال غ-زة بالكامل، مما أعطى نتنياهو الضوء الأخضر للمضي قدما كما يريد.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر بالفعل على نحو 75% من غ-زة بعد 22 شهرًا من الحرب، التي خلّفت دمارًا واسعًا في القطاع وتسببت في أزمة إنسانية. وستؤدي العملية الموسعة إلى محاصرة إسرائيل، وربما دخولها، للمناطق القليلة المتبقية في غ-زة الخارجة عن سيطرتها المباشرة، في محاولة للقضاء على حماس. ومن شأن هذه السيناريوهات أن تجعل إسرائيل مسؤولة قانونيًا عن سلامة الفلسطينيين في غ-زة، التي تواجه أزمة مجاعة.

لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، حذر في اجتماع مع نتنياهو مساء الثلاثاء من أن الاستيلاء الكامل على غ-زة من شأنه أن يحاصر الجيش داخل القطاع ويعرض الرهائن المتبقين للخطر، حسبما ذكرت مصادر لشبكة CNNالأربعاء.

وفي اعتراف علني نادر بالخلافات بين الجيش الإسرائيلي وقيادته السياسية، قال زامير الخميس: “ثقافة النقاش جزء لا يتجزأ من تاريخ الشعب اليهودي. سنواصل التعبير عن موقفنا دون خوف – بطريقة مهنية ومستقلة وموضوعية”.

الخميس، احتفل وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غ-زة كوسيلة لإعادة بناء المستوطنات اليهودية في القطاع. وخلال زيارته لمستوطنة سانور التي أُعيد بناؤها في الضفة الغربية المحتلة، قال سموتريتش إن إسرائيل “ستعود يومًا ما إلى كل مكان أُخرجت منه”. وأضاف سموتريتش، مستخدمًا المصطلح التوراتي لشمال الضفة الغربية: “هذا ينطبق على غ-زة، وبالتأكيد على السامرة”.

وأظهرت استطلاعات الرأي مراراً وتكراراً أن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن الخمسين المتبقين في غ-زة.

وهاجمت عائلات الرهائن المتبقين في غ-زة خطة الحكومة لتوسيع نطاق الحرب.

وقال يهودا كوهين، الذي لا يزال ابنه نيمرود أسيرًا في غ-زة: “نتنياهو يعمل ضد مصلحة الرهائن”، وتابع: “نتنياهو يعمل على قتل الرهائن من خلال الذهاب والمناورة المستمرة في غ-زة، وخاصة في المناطق التي يتواجد فيها الرهائن”. 

من جانبها، قالت جمعية عائلات الرهائن والمفقودين الخميس إنها تخطط لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر انعقاد اجتماع مجلس الوزراء الأمني في القدس للتعبير عن رفضها لتوسيع محتمل للحرب.

عن

شاهد أيضاً

تحليل.. فخ بوتين هل يسقط ترامب خلال لقائهما القريب؟

أعلن دونالد ترامب عن “تقدم كبير” نحو إنهاء حرب أوكرانيا بعد إعلانه عن خطط للقاء …