يعتبر سوق العمل في مصر متنوعاً ودائم التغيّر وفقاً للعديد من العوامل، إذ تتغير الوظائف والمهارات الأكثر طلباً بين أصحاب العمل وخبراء التوظيف من وقت لآخر، كما تشهد أساليب التوظيف تغييرات مستمرة لا سيما في ظل تفشي جائحة كورونا.
فما هي توقعات المهنيين في مصر حول مستقبل العمل؟ وما هي الأدوار الوظيفية التي سيزداد الطلب عليها في المستقبل؟ وكيف ستؤثر الأتمتة والذكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف في الدولة؟
يظهر استبيان حديث بعنوان “مستقبل سوق العمل” أنّ أغلبية المهنيين في مصر متفائلون حيال المستقبل، إذ صرح 77٪ من المجيبين في الدولة بأنّهم إما يشعرون بالثقة تجاه مستقبل سوق العمل وأنهم سيحققون النجاح، أو يشعرون بالحماس ويتطلعون إلى عالم مليء بالفرص.
كيف سيتغير الطلب على المهارات في المستقبل
أكد 46٪ من المجيبين في مصر أن المهارات التقنية والمهارات الشخصية ستكون بنفس القدر من الأهمية خلال السنوات الـ10 القادمة. من ناحية أخرى، يعتقد 44٪ أنّ المهارات التقنية ستكون أكثر أهمية من المهارات الشخصية، بينما يعتقد 10٪ أنّ المهارات الشخصية ستكون الأكثر أهمية.
ويتوقع المجيبون في الدولة بأن يزداد الطلب على هذه المهارات خلال السنوات الـ10 القادمة: مهارات الحاسوب/التكنولوجيا (96٪)، وإدارة الوقت (93٪)، ومهارات التفكير الإبداعي (92٪) تليها الرؤية الاستراتيجية (91٪)، والتفكير على مستوى عالمي (91٪)، والتواصل (89٪).
وتتغير العوامل التي تؤثر على عملية اتخاذ قرار التوظيف من حين إلى آخر تأثراً بالظروف الاقتصادية والعالمية، ومع ذلك ستبقى الخبرة الوظيفية السابقة (85٪) العامل الأكثر تأثيراً على قرارات التوظيف في المستقبل، يليها التخصص الجامعي (80٪) ومن ثم طريقة عرض السيرة الذاتية بنسبة 78٪.
مستقبل الوظائف والأدوار الوظيفية
من المتوقع أن تلجأ الشركات في مصر مستقبلاً للاعتماد على التكنولوجيا بشكل متزايد لتحقيق إنجازات كانت تعتبر من المستحيلات سابقاً. ونظراً لدور التكنولوجيا المهم في الدولة، يعتقد 75٪ من المجيبين أن الطلب على مهندسي البرمجيات سيزداد في المستقبل (79٪)، يليه الأطباء (77٪)، والممرضين (75٪) والمهندسين الكيميائيين (75٪).
ومن المفترض أن تلعب أقسام الإدارة في الشركات دوراً مهماً في تحديد مستقبل العمل وخلق ثقافة متميزة، وتبني سياسات العمل عن بُعد، بالإضافة إلى تسهيل الوصول إلى برامج التعلم المطلوبة. وعندما تم التطرق إلى موضوع الانتقال إلى وظيفة أو قسم آخر عند انخفاض الطلب على وظائفهم الحالية، صرح حوالي نصف المجيبين في مصر بأن الأمر لن يكون صعباً أو سهلاً.
وتوافقاً مع التوقعات الحالية، يعتقد 76٪ من المجيبين في مصر أنّ العوامل التكنولوجية, مثل التحول الرقمي، والأتمتة، والذكاء الاصطناعي، وما إلى ذلك, ستساهم في تغيير طبيعة العمل مستقبلاً.
تصورات خبراء التوظيف
عندما يتعلق الأمر بجذب الكفاءات المناسبة والاحتفاظ بها في العصر الرقمي، تعتبر مواقع التوظيف الإلكترونية الأكثر استخداماً من قبل خبراء التوظيف في مصر اليوم (55٪)، بالإضافة إلى المواقع الخاصة بالشركات (46٪).
كما يعتقد خبراء التوظيف (92٪) في مصر أنّ التوظيف عبر الإنترنت سيستمر في تسهيل عملية التوظيف مستقبلاً، وتوافق نسبة كبيرة من المجيبين (91٪) على أنّ مواقع التوظيف الإلكترونية والمنصات المهنية ستكون الأكثر شعبية لتوظيف الكفاءات. من ناحية أخرى، يوافق 93٪ من المجيبين على أنّ العلامة التجارية للشركة وسمعتها سيكونان من العوامل الأكثر أهمية لجذب الكفاءات.
ويعلق خبراء التوظيف آمالاً كبيرة على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في عملية التوظيف، حيث وافق 82٪ منهم على أن أنظمة تتبع طلبات المتقدمين ستساعد في تخفيض وقت الرد على المتقدمين، ويعتقد 83٪ منهم أن مستقبل التوظيف سيعتمد أكثر على الأتمتة والذكاء الاصطناعي والتحليلات.
تصورات الباحثين عن عمل
مع تزايد الحاجة إلى مصدر معلومات موثوق يسهل الاعتماد عليه، يعتقد المجيبون أنّ الشبكات الاجتماعية والمهنية (67٪) وكذلك منصات الوظائف عبر الإنترنت والمواقع المهنية (60٪) ستكون المصادر الأكثر موثوقية مستقبلاً للبحث عن الوظائف، في حين أشار 41٪ من المجيبين إلى أنّ مواقع الشركات الإلكترونية ستكون الأكثر موثوقية في المستقبل.