قال أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذي عانى من رد فعل تحسسي بعد تلقي لقاح “كوفيد-19″ الخاص بـ”مودرنا” في مركز بوسطن الطبي عشية عيد الميلاد، إن لديه تاريخاً من الحساسية.
وهذه هي أول حالة معروفة لرد فعل تحسسي من لقاح فيروس كورونا لـ”مودرنا”، وذلك رغم وجود ست حالات مماثلة على الأقل مرتبطة بلقاح “فايزر-بيونتيك” أُبلغ عنها في الولايات المتحدة.
وأوضح الدكتور حسين صدرزاده “بعد أن حصلت على اللقاح، شعرت بتسارع في ضربات القلب، ولكنني شعرت أنه ربما كان قلقاً على الأرجح لأنني كنت خائفاً بعد أن علمت بردود الفعل تجاه فايزر في الولايات المتحدة، خاصة مع الأشخاص الذين يعانون من حساسية من المحار مثلي”.
وبعد فحص مؤشراته الحيوية، أدرك صدرزاده أن معدل ضربات قلبه قد ارتفع، وبعد حوالي 7 دقائق من حقن اللقاح، شعر صدرزاده بوجود وخز وتخدر في لسانه وحلقه، وهو رد الفعل ذاته الذي عانى منه من قبل نتيجة حساسيته من المحار.
وقال صدرزاده إن ضغط دمه انخفض إلى درجة أنه لم يكن من الممكن رصده بواسطة شاشة المراقبة.
وعندها، قرر صدرزاده استخدام حقنة الإبينفرين الخاصة به، ثم نقله الموظفون إلى غرفة الطوارئ، والتي كانت على بعد عدة دقائق فقط من الغرفة التي كان فيها بعد تلقي لقاح “كوفيد-19”.
وخضع صدرزاده للمراقبة لمدة أربع ساعات أخرى بعد رد فعله التحسسي، وتمكن من القيادة إلى إلى المنزل بعد ذلك.
وأكد شهرزاده أن طاقم المركز الطبي “استجاب بشكل استثنائي”. ولم يتمكن مركز بوسطن الطبي من تقديم أي تفاصيل إضافية، ولكنه أكد أن الحادث تعلق بصدرزاده.
وقال المتحدث باسم شركة التكنولوجيا الحيوية، راي جوردان، “لا تستطيع مودرنا تأكيد الحادث، ولكنها أبلغت عن الحدث الضار المحتمل من خلال نظام الإبلاغ الداخلي الخاص بالسلامة، وتجري مودرنا المزيد من التحقيق في الحادث”.
ولا يزال المكون الموجود في لقاحات فيروس كورونا، الذي قد يسبب الحساسية الشديدة لدى بعض الأشخاص، غير معروف. وقال الدكتور بيتر ماركس، والذي يترأس مركز تقييم وبحوث البيولوجيا التابع لإدارة الغذاء والدواء “FDA”، في إيجاز الأسبوع الماضي إن الوكالة تحقق في مركب يعرف باسم البولي إيثيلين جليكول (PEG)، بالإضافة إلى أربعة مكونات أخرى محتملة في التركيبة.
وقال ماركس: “من المعروف أن إحدى المكونات الموجودة في كلا اللقاحين، أي البولي إيثيلين جلايكول، يمكن أن ترتبط بشكل نادر مع ردود الفعل التحسسية”.
والبولي إيثيلين جلايكول عبارة عن مركب يظهر في عدد من المواد الصيدلانية، بما في ذلك بعض المستحضرات الخاصة بالأمعاء والملينات.
وذكر ماركس: “يمكن أن يكون هذا هو الجاني هنا. ولهذا السبب، سنراقب عن كثب بينما نشهد طرح لقاح مودرنا”.
وقال كبير المستشارين العلميين لعملية “راب سبيد”، منصف السلاوي، الأربعاء، إن هناك مناقشات بين صانعي اللقاحات والمعاهد الوطنية للصحة للنظر في إجراء تجارب سريرية للقاحات “كوفيد-19” بين السكان الذين يعانون من حساسية شديدة، مثل أولئك الذين يتعين عليهم حمل حقنة الأدرينالين معهم طوال الوقت.
ويمكن أن تساعد هذه التجارب في فهم معدل ردود الفعل التحسسية، وما الذي يثيرها، وفقاً لما ذكره السلاوي.
وسابقاً، أكد السلاوي ل جيك تابر، أن المفتاح يكمن في إدراك أن ردود الفعل التحسسية يمكن أن تحدث، فقال: “إذا استعدت، فهذه هي نوعية الأحداث التي يمكن التعامل معها”.