وجدت دراسة عالمية حديثة أجرتها شركة Ipsos في 30 دولة أن 45% من الأشخاص يقولون إنهم يحاولون حاليًا إنقاص الوزن. ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، فإن الأشخاص الذين يفقدون الوزن تدريجيًا وبشكل ثابت هم أكثر نجاحًا في الحفاظ على الوزن الجديد. ويمكن أن يساعد استخدام أحد تطبيقات فقدان الوزن على الهاتف أو الكمبيوتر، ما يمنح الشخص طريقة مريحة وموثوقة لتتبع التقدم البطيء، لكن الثابت.
وتقول جايمي كوفي مارتينيز، اختصاصية تغذية مسجلة ومالكة ومؤسسة شركة Nutrition CPR LLC، وهو مركز للصحة والعافية: “يمكن أن تكون تطبيقات فقدان الوزن طريقة رائعة لمساعدة البالغين على إدراك عاداتهم الغذائية ونمط حياتهم”.
تتمتع مارتينيز بخبرة تزيد عن 20 عامًا في مجالات العلاج بالتغذية الطبية، وفقدان الوزن، والطب الوظيفي، والتغذية الرياضية، والصحة واللياقة البدنية للشركات، والتدريب على التغذية الخاصة والمستحضرات الصيدلانية. وتتابع قائلة: “بالإضافة إلى تتبع كمية الطعام التي تتناولها، تقدم العديد من التطبيقات منتديات دعم، ووصفات غذائية، وقدرة على المزامنة مع تطبيقات أخرى مثل أجهزة تتبع اللياقة البدنية، والموازين الذكية. وهذه كلها أدوات مفيدة في رحلة إنقاص الوزن للفرد“.
بهدف العثور على أفضل تطبيق لإنقاص الوزن، قمنا باختبار خمسة مرشحين على مدار خمسة أسابيع. في قائمتنا كانت الإصدارات المميزة (المدفوعة) من LoseIt! Premium و MyFitnessPal Premium و MyNetDiary Premium و Noom و WeightWatchers. وقد اختبرنا كلا منها لسهولة الإعداد، والتصميم، والميزات، والتكلفة.
وكنتيجة لهذا الاختبار نستخلص أمرين مهمين:
- أولاً، يمكن لجميع التطبيقات المساعدة على تتبع تناول الطعام ومستويات النشاط.
- وثانيًا، بعض التطبيقات أسهل في الاستخدام والتحديث.
بعد اكتمال الاختبار، تم اختيار تطبيق LoseIt! ليكون الأفضل بسبب بساطته وتفاصيله البديهية وكلفته الخفيفة.
في تقرير حديث صادر عن مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها، وجد أنّ القليل من الأمريكيين يتناولون ما يقارب الكمية الموصى بها يومياً من الفاكهة والخضار. إحدى الطرق التي يمكن من خلالها التأكد من أن الشخص يتناول ما يكفي من الفاكهة والخضار هي تتبع تناوله في تطبيق فقدان الوزن. رغم وجود اختلافات في نهجهم، إلا أن جميع تطبيقات فقدان الوزن التي اختبرناها تعتمد على تتبع كمية الطعام التي يتم تناولها بدقة وتسجيلها في التطبيق.
يقول الدكتور إيفان فورمان، أستاذ علم النفس ومدير مركز الوزن والأكل وعلوم نمط الحياة في جامعة دريكسيل: “إن السمات الرئيسية لمعظم التطبيقات هي التتبع وتحديد الأهداف”.
“على سبيل المثال، يتطلب الأمر الكثير من الجهد لتتبع كل ما يتناوله الشخص، والمزيد من الجهد للقيام بذلك بدقة. لذلك، سيحتاج معظم الناس إلى المساعدة على التحفيز، سواء على شكل مهارات سلوكية معرفية أو من خلال أشخاص يخضعون للمساءلة أمامهم. وقد يحتاجون أيضًا إلى مدرب خبير يمكنه مراجعة سجلاتهم الغذائية للتأكد من دقتها وتقديم الاقتراحات”.
كيفية اختيار أفضل تطبيق لفقدان الوزن
عندما يتعلق الأمر باختيار تطبيق فقدان الوزن المناسب لك، يقدم كل من مارتينيز والدكتور فورمان بعض النصائح التي يمكن اتباعها. فيشير مارتينيز إلى ضرورة التأكد من أن التطبيق يتضمن القدرة على التزامن مع التطبيقات والأجهزة الأخرى لتتبع النشاط البدني، إذ تعتبر تطبيقات فقدان الوزن أدوات مفيدة بشكل خاص لأنّها توفّر للمستخدم الحس بالمسؤولية والتحفيز والأساس لمساعدة المستخدم على تحقيق أهداف اللياقة البدنية العامة وأسلوب الحياة الصحي.
وتوضح مارتينيز: “لا تسمح التطبيقات بتتبع السعرات الحرارية فحسب، بل الأهم من ذلك، أرصدة المغذيات الكبيرة (الكربوهيدرات والبروتينات والدهون)، والعادات الغذائية مثل توقيت وجبات الطعام، والوجبات الخفيفة“.
وتتابع قائلة: “بالإضافة إلى ذلك، تتبع العديد من التطبيقات أيضًا كمية الألياف والسكر والماء وعناصر مغذية محددة، التي قد تكون مفيدة في اتباع نهج مستهدف للتغذية السليمة بناءً على الأهداف والتاريخ الطبي. إن القدرة على تتبع عادات نمط الحياة والمزامنة مع التطبيقات والأجهزة الصحية الأخرى تعالج نهجًا متعدد الأوجه لفقدان الوزن”.
ويشير الدكتور فورمان إلى أنّ تتبع كل ما يتناوله الشخص يعتبر عملا شاقا، لذا فهو بحاجة إلى تطبيق يجعل هذا الأمر سهلاً قدر الإمكان. ويقول: “على سبيل المثال، يجب اختيار تطبيق يحتوي على الأطعمة التي تتناولها في قاعدة بياناته. ويحتاج الشخص إلى تطبيق يسهل إنشاء قائمة الأطعمة والوصفات والوجبات وحفظها بهدف توفير الوقت بشكل حقيقي.”
وينصح أيضًا بالتأكد من أن التطبيق المختار يتضمن طرقًا سهلة لمزامنة الوزن والنشاط البدني، إذا كان الشخص يتابعهما باستخدام أجهزة لاسلكية مثل الميزان اللاسلكي، أو حزام النشاط، أو الساعة.
ويضيف: “إلى ذلك، قد يستفيد الكثير من الأشخاص من التطبيقات التي تساعد على تطوير مهارات واستراتيجيات سلوكية معرفية مهمة”.
وفقًا للدكتور فورمان، يجب اختيار التطبيقات التي يمكن من خلالها استشارة مدربين لأنهم “يساعدون على تحقيق النجاح من حيث التوجيه ومن حيث المساءلة”.
ومن المهم أن يظل كل من يستخدم هذه التطبيقات واقعياً بشأن ما تفعله تطبيقات فقدان الوزن، إذ أنها لا تساعد دومًا على تحقيق خسارة كبيرة في الوزن لكل من يستخدمها.
ويشير الدكتور فورمان، إلى أن فقدان الوزن والحفاظ عليه أمر صعب للغاية وقد يحتاج الشخص إلى مساعدة متخصّصة.