قالت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، فارسين أغابكيان، إن إدارة قطاع غزة ستكون إدارة فلسطينية وعلى رأسها السلطة الوطنية، معربة عن تطّلع الجانب الفلسطيني إلى تبني الرؤية التي سيطرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أعمال القمة العربية الطارئة المقبلة في القاهرة، بشأن التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
وتحدثت الوزيرة أغابكيان لمنصة من عمّان، على هامش استضافتها في مؤتمر “نساء على خطوط المواجهة”، حول بعض ملامح خطة الحكومة الفلسطينية للإغاثة والتعافي والإعمار لقطاع غزة وحول الموقف الأمريكي، ومآلات التصعيد الإسرائيلي في مخيمات ومناطق الضفة الغربية التي أفضت للآن، إلى تهجير قرابة 40 ألف فلسطيني، بحسبها.
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية عن تلك الرؤية في 20 فبراير/شباط من الشهر الجاري، متضمنة 6 بنود من بينها خطة للإغاثة والتعافي والإعمار، وضرورة تحقيق هدنة شاملة طويلة المدى في غزة والضفة والقدس، والالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية ومبدأ النظام الواحد والسلاح الشرعي وحل الدولتين، وإطلاق مسار سياسي مع إجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية.
وفي السياق، أعربت أغابكيان عن تطلّع الحكومة الفلسطينية إلى تبني قمة القاهرة لهذه الرؤية “كما هي”، بما في ذلك خطة غزة، لما تمثله من “الولاية القانونية والإدارية والجغرافية والسياسية للسلطة الوطنية على القطاع”.
وأشارت إلى أن هناك أطرافا عربية ومداولات ستجري خلال القمة سيتم اعتماد ما سينتج عنها، موضحة بأن “السلطة لا تطلب أكثر مما يمنحها إياه القانون”.
وبشأن إدارة القطاع ودور حركة “ح-ما-س” بعد إيجاد مسار تهدئة مستدام وبعض الدعوات حول إبعاد الحركة عن غزة، قالت الوزيرة: “نحن سندير قطاع غزة بمن فيه.. بشكل أو بآخر الإدارة ستكون إدارة فلسطينية وعلى رأسها السلطة الوطنية الفلسطينية وما ستتوافق عليه قمة القاهرة هو ما سيقّر”.
وعن مواقف الإدارة الأمريكية حول قطاع غزة، قالت أغابكيان إنها “متغيرة”، وقالت: “تراجع ترامب ولو كان جزئيا لم يكن بسهولة، ولكن هذا يمنحنا سببا لأن يكون الموقف العربي موحدا ومؤثرا وصوته عال”.
وتشمل خطة التعافي والإعمار للقطاع بحسب رؤية الحكومة الفلسطينية التي تم التشاور فيها مع الجانب المصري، عدة مسارات متفاوتة المدد في التنفيذ ، تبدأ يحسب أغابكيان، بمرحلة “الإغاثة والمساعدات الآنية” لسكان القطاع، لتصب في خطة “طويلة الأمد نحو إعادة الإعمار”، قائلة إن هناك “خطة محكمة للإغاثة لمدة 6 أشهر” وخطة متوسطة المدى لمدة 3 سنوات للتعافي والخطة الأكبر والأعمق وهي “إعادة الإعمار”.
وقالت إن الأولوية مرحليا في القطاع، هو ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية “الآنية التي ستصب في مصلحة خطة طويلة المدى نحو إعادة الإعمار”.
كما علّقت على بعض الاقتراحات حول وجود قوات عربية في القطاع مستقبلا قائلة: “الخطة بالطبع بحاجة إلى دعم عربي وأموال من الخارج وعقول من الخارج لأن حجم الدمار هائل في غزة. نحن منفتحون على النقاش حول كل ما يمكن تقديمه من أطراف متعددة، لكن الأساس هو الإدارة الفلسطينية”.
وشددت المسؤولة الفلسطينية، على ضرورة إطلاق مسار سياسي للمرحلة المقبلة، وقالت: “إذا لم يكن هناك مسار سياسي فما حدث في غزة سيحدث في غيرها. هذا يكفي، نحن تحت الضرب منذ 75 عاما”.
وأشادت أغابكيان بالموقف الأردني في رفض “خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين” من غزة، قائلة: “الموقف الأردني ثابت منذ سنوات، والأردن بوابتنا إلى العالم لقد كان حازما وجازما بشأن التهجير وأعتقد أن الموقف الأردني والعربي كان له التأثير الكبير في وضع هذه الخطة جانبا”.
وحذرت أغابكيان من استمرار التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية ومخيماتها، قائلة: “ما يجري في الضفة الغربية هو امتداد للإجرام الذي حصل في غزة وللإجرام الذي نعيشه منذ اليوم الأول للاحتلال، لكن إسرائيل استشرست لأنها أفلتت مما فعلته في غزة”، على حد قولها.
وفرض الجيش الإسرائيلي قرابة 900 حاجز عسكري في الضفة الغربية حتى الآن، وقالت أغابكيان إن إسرائيل بدأت باقتحام المخيمات لما لها من “رمزية مهمة لقضية اللاجئين وقضية حق العودة”.
وأضافت: “الاحتلال يسعى إلى محو هذه الرمزية للبدء بإنهاء الوجود الفلسطيني بشكل أو بآخر”، داعية العالم ومنظومة حقوق الإنسان الدولية إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني.