قال أحد الخبراء إن أكثر من 38 مليون أمريكي قد تلقى جرعته الأولى من لقاح كورونا حتى الآن. ولكن، لم يكن ذلك السبب الرئيسي وراء انخفاض معدل الإصابات الذي تشهده البلاد.
وأوضح الدكتور توم فريدن، المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يوم الأحد، أن السبب هو ممارسة التباعد الاجتماعي، وارتداء أقنعة الوجه، وعدم السفر أو التخالط مع أشخاص آخرين في الداخل.
وتتراجع أعداد الإصابات بفيروس كورونا ومعدلات الاستشفاء في جميع أنحاء البلاد، خاصة بعد حدوث الطفرات المدمرة التي تلت الأعياد والمناسبات.
ولكن، هذا لا يعني أن الولايات المتحدة قد تجاوزت مرحلة الخطر، حيث يستمر الإبلاغ عن عشرات الآلاف من حالات المصابين يومياً.
وبحسب “مشروع تتبع كوفيد”، لا يزال أكثر من 67 ألف شخص في المستشفى جراء الإصابة بفيروس كورونا، في جميع أنحاء البلاد.
وفي هذا الشهر فقط، أبلغت الولايات المتحدة عن أكثر من 42,500 حالة وفاة مرتبطة بالفيروس. واليوم، تهدد المتغيرات المنتشرة حدوث طفرة أخرى لـ”كوفيد-19”.
ولذلك، من المهم ألا يخفف قادة الدولة أي من القيود المتعلقة بضمان سلامة الناس من تفشي كورونا.
وقالت مديرة مركز السيطرة على الأمراض، الدكترة روشيل والينسكي، ، يوم الأحد: “إذا أردنا إعادة أطفالنا إلى المدرسة، وأعتقد أننا جميعاً نريد ذلك، يتوقف كل ذلك على مدى تفشي الفيروس بالمجتمع”.
وأضافت: “نحتاج جميعاً إلى تحمل المسؤولية لتقليل معدل الانتشار في المجتمع، بما في ذلك ارتداء أقنعة الوجه، حتى نتمكن من استعادة أطفالنا ومجتمعنا”.
رصد متغيرات كورونا بالولايات المتحدة
ويعد متغير “B.1.1.7″، الذي تم رصده في المملكة المتحدة لأول مرة، هو الأكثر إثارة للقلق في أمريكا.
وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تم الإبلاغ عن أكثر من 1,100 حالة من متغير “B.1.1.7” في 39 ولاية، كما أُبلغ عن ثلث هذه الحالات في ولاية فلوريدا.
وأبلغت أيضاً الولايات المتحدة عن 17 حالة على الأقل لمتغير شوهد في جنوب أفريقيا لأول مرة، وحالتين على الأقل من متغير آخر مرتبط بالبرازيل.
وأعلن الباحثون يوم الأحد عن تحديد طفرات مقلقة مماثلة في عينات “كوفيد-19” بأمريكا، والتي يبدو أنها تجعل الفيروس أكثر قابلية للانتشار.
ولكن قال أحد الباحثين إن هذ الطفرات تبدو “نادرة نسبياً” حتى الآن.
معاناة الولايات من إمدادات اللقاح
ويقول خبراء الصحة العامة إن الولايات المتحدة تشهد اليوم سباقاً مع الزمن لتطعيم أكبر عدد ممكن من الأمريكيين قبل استمرار المتغيرات في الانتشار والتحور أكثر.
ولكن، لا تزال تشهد الولايات بعض التحديات في ظل تكثيف عمليات التطعيم، بما في ذلك نقص الإمدادات.
وفي سان فرانسيسكو، أعلن المسؤولون أن موقعاً كبيراً للتطعيم سيتوقف لمدة أسبوع وسيعاد فتحه “بمجرد ما أن يكون الإمداد كافياً لاستئناف العمليات”.
ومن المتوقع أن يستأنف موقع آخر عمليات التطعيم يوم الجمعة، ولكن سيكون مخصصاً للجرعات الثانية فقط.
وقال مسؤولون إنه من المقرر إطلاق موقع ثالث كبير للتطعيم هذا الأسبوع، ولكن المواعيد المتاحة ستكون أقل بكثير من طاقته الاستيعابية الإجمالية.
وفي ولاية واشنطن، قال المسؤولون إن المواعيد المتاحة للجرعة الأولى ستكون “محدودة للغاية” هذا الأسبوع، حيث ستركز الولاية على إعطاء الجرعات الثانية.
وتتوقع والينسكي، مديرة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، لشبكة فوكس نيوز، يوم الأحد، أنه “بحلول نهاية الصيف، سيكون لدينا لقاح كافٍ لتطعيم جميع سكان الولايات المتحدة المؤهلين”.
خبير: تطعيم المعلمين هو أمر “أساسي” لإعادة فتح المدراس
وقالت طبيبة الطوارئ، الدكتورة لينا وين، ، يوم الأحد، إن تطعيم المعلمين هو أمر بالغ الأهمية لإعادة افتتاح المدارس.
ولم تعتبر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن تطعيم المعلمين هو استراتيجية “رئيسية” لفتح المدارس، بل ركزت على أهمية التدابير الوقائية، مثل ارتداء قناع الوجه، والتباعد الاجتماعي، وغيرها.
وقالت والينسكي : “أنا أؤيد بشدة أن يتلقى المعلمون لقاحاتهم، لكن لا نعتقد أن هذا شرط أساسي لإعادة فتح المدارس”.
ولكن، وصفت وين أن تطعيم المعلمين هو أمر “ضروري”.
وقالت: “إذا أردنا أن يعود الطلاب إلى مدراسهم، فإن أقل ما يمكننا فعله هو حماية صحة المعلمين”.
وأضافت أن المعلمين سيضطرون للعودة إلى المدارس، حيث يوجد العديد من الطلاب الذين لا يرتدون قناع الوجه بشكل دائم أو يمارسون التباعد الاجتماعي.