بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تعرض الضابط السابق للمخابرات الأمريكية، مارك بوليمروبولوس، لهجوم غامض في موسكو غير حياته إلى الأبد، حصل أخيرًا على تشخيص “إصابة دماغية مؤلمة وأرق أثناء النوم وقلق”.
يأتي تصميم مركز والتر ريد الطبي هذا الشهر بعد أن أمضى سنوات من أجل الحصول على علاج طبي متخصص، في ظل التشكيك في طبيعة مرضه.
وقال بوليمروبولوس : “عندما زودوني بقطعة من الورق مع التشخيص الذي قال إنني مصاب بإصابة دماغية، كما تعلم، كان لدي دموع في عيني. لقد اتصلت على الفور، في الواقع، بضابط وكالة آخر تأثر بهذا، وكل ما يمكنني قوله هو، كما تعلمون، أنهم لم يصدقوني من قبل. وانظر إلى هذا الآن”.
وبوليمروبولوس واحد من حوالي 40 مسؤولًا حكوميًا أمريكيًا عبر العديد من الوكالات الذين وقعوا ضحايا لهجمات غير مرئية منهكة في روسيا وكوبا والصين وأماكن أخرى حول العالم. في العام الماضي فقط، تم تنفيذ المزيد من هذه الاعتداءات ضد ضباط وكالة الاستخبارات المركزية، وفقًا لمصدر مطلع على القضايا.
وعلمت أن وكالة الاستخبارات المركزية قد أنشأت أول فرقة عمل على الإطلاق للتركيز على هجمات الميكروويف المشتبه بها على ضباط المخابرات الأمريكية. ستعتمد الجهود على مجموعة واسعة من الموارد في الوكالة وتضمن وجود فريق وعملية للتصدي لأي حوادث مستقبلية، وفقًا لمسؤول حكومي أمريكي.
وفي وقت يتم تشكيل فريق العمل الجديد، تشير وكالات متعددة إلى أنها ستعيد فحص الهجمات الغامضة وإعطاء الأولوية للتحقيق.
ويأتي هذا الزخم الجديد في أعقاب التقارير التي رُفعت عنها السرية مؤخرًا، وتشير إلى أن التحقيق الأولي ربما يكون فاشلاً منذ البداية.
وتؤكد قصة بوليمروبولوس التحدي المعقد الذي تواجهه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مواجهة روسيا.
وتستعد إدارة بايدن لفرض عقوبات على روسيا في الأسابيع المقبلة، بسبب تسميم وسجن زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني واختراق سولار ويندز.
ووقع هجوم بوليمروبولوس في ديسمبر/كانون الأول 2017، عندما كان في مهمة في موسكو، حيث أجرى عمليات سرية ضد روسيا بعد تدخلهم في الانتخابات الأمريكية لعام 2016.
وقال: “استيقظت في منتصف الليل وأنا أعاني من حالة دوار لا تصدق، كانت الغرفة تدور. أردت التقيؤ. لقد كنت في أماكن مثل – العراق وأفغانستان، لقد تم إطلاق النار علي. ولكن هذه إلى حد بعيد أكثر تجربة مرعبة في حياتي”.
ولم تحدد الحكومة الأمريكية منفذ الهجوم، حيث لا تزال تحقق في الحوادث، لكن العديد من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين يعتقدون أن روسيا هي المسؤولة. ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن على طلب للتعليق.
وذكرت دراسة مولتها الحكومة الأمريكية، أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم أواخر العام الماضي، أن إشعاع الميكروويف “الموجه” كان السبب الأكثر ترجيحًا للأعراض التي لوحظت في موظفي الحكومة الأمريكية المتضررين.
ودرست الاستخبارات الأمريكية هجمات الميكروويف لعقود، وفقًا لوثائق حصلت عليها من مجموعة شخصية لضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية. وكان مجتمع الاستخبارات الأمريكية على دراية أيضًا بأن روسيا كانت تجري أبحاثًا عن أسلحة الميكروويف منذ سبعينيات القرن الماضي، التي قرروا أنها قد تكون مفيدة في “تعطيل أنماط سلوك الأفراد العسكريين أو الدبلوماسيين”، وفقًا لوثائق وكالة الأمن القومي.