على الرغم من أنه ربما لم يكن الرمز الأكثر شيوعاً لنمط الأزياء الملكية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن خيارات الأزياء الخاصة بالأمير الراحل فيليب، دوق إدنبرة، كانت تدل على ثقته، وكانت مكرسةً لتوجيه نمط الأزياء البريطاني الكلاسيكي.
وكان دوق إدنبرة ينتقي إطلالته بعناية لكل مناسبة، وانتقل بسلاسة من الزي الرسمي البحري، والزي الأسود إلى الملابس المريحة الأكثر ملاءمة لعطلات نهاية الأسبوع العائلية في قلعة بالمورال في اسكتلندا.
وكان النهج النبيل الذي اتبعه الأمير فيليب في الموضة يعني أنه على مدى 73 عاماً من زواجه من الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، كانت خيارت الملابس الخاصة به تكمل إطلالتها ولم تطغى عليها أبداً.
وبالنسبة إلى ديلان جونز، رئيس تحرير مجلة “جي كيو” ورئيس مجلس إدارة الأزياء الرجالية لدى مجلس الأزياء البريطاني، كان دوق إدنبرة “خبيراً حقيقياً في اختيار الملابس”، وكان يرتدي دائماً “وفقاً للقواعد”.
وكتب جونز عبر البريد الإلكتروني أن الأمير فيليب “كان يتمتع بالوقار والأناقة والذوق”.
وطوال حياته، كان الأمير فيليب يستدعي خدمات العديد من محلات الخياطة القائمة والمعتمدة من القصر في شارع “سافيل رو” بلندن. وكانت البدلات المفصلة بالطبع عنصراً أساسياً في خزانة ملابسه.
وكان أقدم محل خياطه في لندن، “Ede & Ravenscroft”، الذي تأسس عام 1689، مسؤولاً عن صناعة الأرواب الخاصة بالأمير فيليب، بينما كان محل “Davies & Son” يتولى ملابسه العسكرية، وتولى محل “Gieves & Hawkes” ملابس البحرية الخاصة به.
وفي حين أن معاييره التي لا تشوبها شائبة هي التي حددت أسلوبه، تظهر الصور القديمة للأمير فيليب في شبابه أنه لم يكن خائفاً من الاستمتاع بخياراته في الملابس.
وفضل معظم الرجال البريطانيين في الأربعينيات من القرن الماضي مظهر الحلاقة النظيفة، ولكن صورة صريحة تم التقاطها خلال زيارة بحرية له إلى أستراليا في عام 1945 تكشف عن فيليب ملتحياً في منتصف العشرينات من عمره.
وبعد 6 أعوام، أثناء قيامه بجولة ملكية في كندا، رقص الدوق خلال حفل تقليدي وكان يرتدي سروال جينز أزرق وقميصاً منقوشاً ووشاحاً حول رقبته لإكمال المظهر.
ولكونه من محبي لعبة الكريكيت والبولو ومختلف الرياضات المائية، غالباً ما شوهد الأمير فيليب مرتدياً الملابس الرياضية.
وتُظهر صورة بالأبيض والأسود، التقطت في تركيا عام 1951 خلال رحلة بحرية صيفية مع البحرية الملكية، الأمير فيليب وهو يقفز من مجموعة من الزلاجات المائية على أرض جافة، وهي تعد واحدة من العديد من لقطات الحركة التي التقطت للأمير الوسيم طوال سنوات شبابه.
وكانت الألوان المفضلة للأمير فيليب صامتة في الغالب، ولكن ملابسه للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لزواجه من الملكة قدمت مجموعة نادرة من الألوان.
وأقيمت احتفالات زفافهما الفضية في عام 1972 على متن يخت بريتانيا الملكي.
وتم تصوير الملكة وهي تبتسم بشكل مشرق لزوجها الذي يرتدي قميصاً أزرق قصير الأكمام مطبوعاً بجرأة.
وبصفته رفيق الخدمة الأطول في تاريخ بريطانيا، كان الأمير فيليب مراعياً في حياته ونمط أزياءه وسيُذكر لخياراته الذكية وقدرته على استخدام الموضة لتكريم روح أي لحظة تقريباً.
وتم الاعتراف بقدرته تلك في عام 2016، عندما وصل إلى قائمة مجلة “جي كيو” لـ”أفضل 50 من الرجال الأكثر أناقة في بريطانيا” عن عمر يناهز 94 عاماً، وبحلوله في المرتبة الـ12، تفوق حتى على حفيده الأمير هاري الذي احتل المرتبة الـ38.
عندما سُئل عن العنصر الذي ضمن مكانة دوق إدنبرة في أعلى القائمة، أجاب جونز: “اهتمامه بالتفاصيل وارتدائه الملابس دائماً كرجل نبيل. كان لديه موهبة فطرية ليبدو دائماً بشكل مناسب”.