لطالما حظيت التكنولوجيا بدور مهم في أماكن عملنا، سواءً بظل جائحة فيروس كورونا أو قبلها. ومن المرجح أنها ستظل ركيزة مهمة بالنسبة للموظفين في المستقبل أيضاً.
وتغيرت أماكن العمل بشكل كبير في ظل جائحة “كوفيد-19”.
ورغم أن الكثير من الأشخاص حول العالم تمكنوا من العودة إلى مكاتبهم، في ظل الالتزام بسعة محددة، وإجراءات وقائية، إلا أن البعض لم يذهب إلى مكان عمله منذ أشهر، وهو أمر لم يكن ممكناً بدون توظيف التكنولوجيا.
التكنولوجيا تتمتع بأهمية كبيرة عند استخدامها بشكل صحيح
وتوفر أماكن العمل الهجينة، والتي يمكن للموظفين فيها اختيار العمل عن بُعد، أو التواجد في المكتب أيضاً، بشكل يناسب جدولهم الزمني قدراً كبيراً من المرونة. ولا يخفى على الجميع دور التكنولوجيا المهم في أماكن العمل الهجينة والحديثة.
ويرى مدرب استراتيجيات الأعمال، والمؤسس المشارك لمجموعة “Kaizen” الاستشارية في دبي، مرتضى مانجي، أن التكنولوجيا مهمة لنجاح الشركات”ستستمر التكنولوجيا في النمو، وسنقدرها دائماً بشكل أكبر في الأوقات الشبيهة بالتي نمر بها الآن بظل كوفيد-19 على سبيل المثال، حيث أنها أنقذت حياتنا حرفياً”.
وتُعد التكنولوجيا المفيدة الجسر الذي يربط بين الشركات الناجحة التي تتمتع بأنظمة رائعة، والموظفين المستعدين لمواجهة التحديات والتغيير.
ومع ذلك، لن تتمكن أماكن العمل من الاستفادة من التكنولوجيا بأقصى درجة ما لم يتواجد هناك ثقافة عمل تتميز بقدرتها على التكيف، واستعدادها للتغيير.
وفي حال استخدام التكنولوجيا بالطريقة الصحيحة، يمكن لذلك أن يكون عاملاً مساهماً في ازدهار الموظفين والشركة على حد سواء.
وتتمثل إحدى الفوائد الرئيسية للتكنولوجيا بتسريع للمهام، وتقصير الوقت المطلوب لإنجاز العمل.
وتساهم التكنولوجيا أيضاً في “كسر الحواجز”، وتسهيل عملية التواصل بين الأقسام المختلفة للشركات، وفقاً لمانجي.
فرصة لإعادة تخيل طريقة عملنا
وتستمر التكنولوجيا المتغيرة باستمرار في منحنا القدرة على إعادة تخيل الطريقة التي تعمل بها الشركات.
ويعتقد رائد الأعمال التكنولوجي، منيب مشتاق، أن هذا الجيل هو “الأكثر حظاً” لوصول التقدم التكنولوجي، لمستويات مذهلة بالفعل بسبب جائحة فيروس كورونا
ومشتاق الذي ساهم في تأسيس ثلاث شركات تكنولوجية، ليس غريباً عن التغيرات التي طرأت في أماكن العمل بظل الجائحة.
ولدى شركة “Airzai” الناشئة التي ساهم مشتاق في تأسيسها مكاتب موزعة عبر الولايات المتحدة، وكندا، واضطر موظفوها للعمل عن بعد في ظل تفشي فيروس كورونا.
وتمكنّ التكنولوجيا الموظفين من العمل بشكل أكثر ذكاءً وفعالية بلا شك.
وقال مشتاق، ومقره في دبي حالياً: “تعد التكنولوجيا من أهم الأدوات لتحسين أداء الموظفين في أي مؤسسة، سواءً كانت تقليدية أو ناشئة”.
وفي بيئة العمل الهجينة، تتيح التكنولوجيا لأصحاب الأعمال بدعم مسارات العمل الجديدة لتمكين الموظفين، وبناء ثقافات عمل تسمح بالاستثمار في مهارات الموظفين الحاليين، والموظفين المستقبليين، وإدارة المواهب، وتزويد الفرق بالأدوات الصحيحة.
المكاتب التقليدية قد تكون شيئاً من الماضي
ومع طرح لقاحات “كوفيد-19” حول العالم، بدأت البلدان تخرج ببطء من الجائحة.
ومع ذلك، فإن المكاتب التقليدية كما نعرفها قد تكون شيئاً من الماضي، وقد نشهد إقبالاً في صناعة المكاتب المشتركة.
ويعود السبب وراء ذلك إلى انتقال الأشخاص من المناطق الحضرية إلى الضواحي بعد اعتمادهم على العمل عن بعد.
وبسبب هذا التحول، وعدم اليقين حول ما إذا كان الأشخاص سيعودون إلى المناطق الحضرية، قد يكون من الأسهل على الشركات التخلص من مساحاتها المكتبية الكبيرة، والحصول على عضوية عند الشركات الخاصة بالمساحات المكتبية المشتركة.
ويمنح ذلك الموظفين خيار استخدام مساحة مكتبية أقرب إلى منازلهم، بحسب ما قاله مشتاق.
وفي المستقبل، قد يكون هناك إقبال أقل على المكاتب المادية، وهو أمر نشهده كثيراً في أجزاء مختلفة من العالم.
وأكد مانجي على ذلك عبر مثال في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ أعلنت البلاد عن تصريح إقامة جديد يسمح للموظفين في أي مكان بالعالم الإقامة في الدولة لممارسة عملهم عن بعد، واصفاً الأمر بأنه بمثابة “تحول كبير”.