إذا سألت معظم الأمهات حديثاً عن أكثر ما يرغبن به، فمن المرجح أن تشمل إجاباتهن المساعدة في رعاية الطفل، أو الوجبات جاهزة، أو الحصول على ليلة نوم هانئة.
وفي فندق “Kai Suites”، وهو فندق فائق الفاخامة للأمهات حديثات الولادة في سنغافورة، يمكنهن الحصول على كل ذلك، بالطبع مقابل ثمن.
ويبدأ سعر إقامة مدتها أسبوعين في الفندق، الذي يشغل موقع مستشفى للولادة سابقاً بشكل مفارق، بمبلغ 18،000 دولار سنغافوري، أي 13،650 دولار أمريكي.
ويوضح كيفن كوي، مالك الفندق ومديره، أن تجاربه الخاصة كأب جديد ألهمته فكرة افتتاح فندق “Kai Suites”.
ويقول كوي: “بصفتي أباً لأربعة أطفال، وبعد أن شاركت زوجتي خلال مراحل مختلفة من الولادة، فأنا أدرك تماماً أهمية التعليم قبل الولادة، والتعافي بعد الولادة بالإضافة إلى الرعاية اللازمة لكل من الأم والطفل خلال هذه الفترة الذهبية، ليس فقط جسدياً بل أيضاً عقلياً وعاطفياً”.
ويحجز الآباء والأمهات الحوامل غرفهم عادة بمجرد بلوغ الأم الحامل 6-8 أسابيع من تاريخ الولادة المتوقع.
وبمجرد السماح للأم وطفلها حديث الولادة بمغادرة المستشفى، سيلتقي “مسؤول علاقات الضيوف” وممرضة بالعائلة عند المخرج، ويرافقانهم إلى سيارة ليموزين ويصطحبانهم إلى الفندق ليستقروا بإحدى الأجنحة.
وتشبه العملية برمتها تسجيل الوصول إلى فندق فاخر شامل كلياً، ولكن مع المزيد من الموظفين الطبيين.
وحتى الآن، كان جميع الضيوف تقريباَ من السكان المحليين السنغافوريين، وهو أمر متوقع خلال قيود الجائحة على السفر الدولي، ولكن كوي لا يخفي أنه يأمل في جذب عملاء دوليين في المستقبل.
ويضم الفندق 18 جناحاً خاصاً، وبينما يُرحب بالعائلات الممتدة للحضور والزيارة، يتم تشجيع الشركاء والأزواج فقط على قضاء الليل، من أجل تعزيز الترابط الأسري.
وعادة ما يرغب الآباء والأمهات الجدد في مقابلة أشخاص آخرين في نفس موقفهم، لذلك أعد الفندق مشتركة حيث يمكن للضيوف الاجتماع والاختلاط ببعضهم البعض، بين جلسات التدليك وزيارات الطبيب.
وفي حين أن الفندق المخصص للآباء والأمهات الجدد يعد مفهوماً جديداً في سنغافورة، إلا أن الممارسة لها تاريخ غني في جميع أنحاء آسيا.
وفي الصين والمجتمعات الناطقة بالصينية في جميع أنحاء العالم، لا يزال مفهوم “zuo yue zi”، أو “جلوس الشهر”، يمارس على نطاق واسع.
وخلال هذا الشهر الأول بعد الولادة، غالباً ما تتم رعاية النساء اللائي وضعن مولوداً حديثاً من قبل أسرهن بطرق محددة، بحيث يحظين بأكبر قدر ممكن من الوقت والطاقة لرعاية أنفسهن وأطفالهن.
ويمكن أن يشمل ذلك شرب أنواع خاصة من الشاي، وتناول الأطعمة الصحية التي تساعد على استعادة أجسامهن واستعادة مستويات الحديد لديهن.
وفي حين أن بعض الصينيين الأكثر حداثة يعتبرون هذه الممارسات من بقايا وقت كانت فيه النساء أقل قدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية وكانت أكثر عرضة للوفاة بسبب الإنتان أو أمراض أخرى بعد الولادة، لا تزال “مراكز حبس الولادة” المعاصرة مستخدمة على نطاق واسع ويمكن أن تكلف عشرات الآلاف من الدولارات.
تجمع المراكز الأخرى، مثل “Nadora” في ولاية سيلانجور الماليزية و”Gem Care” في تايبيه، بين وسائل الراحة الفندقية الحديثة والممارسات التقليدية.
وعلى الرغم من أن الفندق افتتح فقط في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، إلا أن كوي يتطلع بالفعل إلى المستقبل ,يخطط لتوسيع العلامة التجارية من خلال إطلاق مجموعة من المواد الغذائية والطب الصيني التقليدي، ومنتجات الصحة والجمال التي تستهدف الأمهات الجدد.