تُعد شرم الشيخ في مصر بالنسبة للعديد من الغواصين، بمثابة “جنة” لقضاء عطلة مثالية للغوص في أعماق البحر الأحمر، حيث يقبع حطام “ثيسلجورم” الأسطورية من زمن الحرب العالمية الثانية.
ويعد حطام السفينة البريطانية الغارقة من مواقع الغوص الاستثنائية في مضيق جوبال قبالة الساحل الغربي لشبه جزيرة سيناء، فضلاً عن أنها أشهر سفن البحر الأحمر الغارقة، وفقاً لموقع غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية في مصر.
“إس إس ثيستليجورم”، هو اسم سفينة بريطانية شيدتها الترسانة البحرية “Joseph Thompson & Sons” التابعة لمدينة سندرلاند، في عام 1940، وقد كان يبلغ طولها 126 متراً ونصف، وفقاً لموقع هيئة تنشيط السياحة المصرية.
وكانت السفينة “إس إس ثيستليجورم” التي انطلقت من مدينة غلاسكو في اسكتلندا في عام 1941، في طريقها لنقل البضائع لقوات الحلفاء في مدينة الإسكندرية خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى وجهتها النهائية، بعد أن أغرقها صاروخان من طائرة حربية ألمانية، بحسب موقع هيئة تنشيط السياحة المصرية.
ولا تزال سفينة “إس إس ثيستليجورم”، التي غرقت بتاريخ 6 أكتوبر/تشرين الأول عام 1941، تحتفظ بآثارها الفريدة حتى يومنا هذا.
ومن شرم الشيخ، يمكن الانطلاق في رحلات غوص إلى موقع حطام السفينة الغارقة، من خلال الذهاب في رحلات اليوم الواحد بالمراكب، أو من خلال رحلة سفاري تمتد لمدة أسبوع.
ويتميز موقع حطام السفينة الغارقة بأنه يمتد على مساحة 30 متراً في منطقة واضحة الرؤية، مما يجعله موقعاً مثالياً للغوص والاستمتاع بمشاهدة الحطام الذي ظل صامداً في قاع البحر الأحمر طوال الـ80 عاماً الماضية.
ويوضح المصور ومدون الرحلات المصري، تيمور عثمان، أن الغوص في موقع حطام سفينة “إس إس ثيستليجورم”، أشبه بالسفر عبر الزمن والعودة إلى الماضي بالنسبة له وللغواصين.
ويصف عثمان موقع حطام السفينة البريطانية الغارقة بأنه “متحف مفتوح تحت الماء محفوظ جيداً ويحمل في طياته الكثير من التاريخ”، مشيراً إلى أن الموقع يضم عربات مدرعة، وأحذية، وشاحنات.
وركز المصور ومدون الرحلات المصري، خلال توثيقه لموقع حطام السفينة في قاع البحر الأحمر، على “الحالة المحفوظة للغرف والمناطق غير المتأثرة على متن السفينة”، مضيفاً أن الأمر يبدو كما لو أن شخصاً ما وضع السفينة هناك حتى تتسنى للأشخاص فرصة استكشافها.
ويشير عثمان إلى أنه يجد قطعاً مفقودة في كل مرة يزور فيها موقع حطام السفينة التاريخي، لذلك فهو يحذّر من أخذ “هدايا تذكارية صغيرة” من الموقع، واصفاً ذلك بأنه “سرقة للماضي”، حتى يتسنى للزوار الآخرين الاستمتاع بالآثار الفريدة من التاريخ.