تقف وحيدة وسط صحراء مملكة البحرين، وتقاوم العطش وندرة المياه في محيطها، ما يجعل البعض يتساءلون عن كيفية صمودها لفترة طويلة من الزمن.
وبحسب ما ذكرت هيئة البحرين للثقافة والآثار، تعد “شجرة الحياة” معجزة حيّة في قلب الصحراء، حيث صمدت لأكثر من 100 عام، رغم عدم وجود أي مصدر للمياه تتغذى منه.
ولطالما لفتت الطبيعة وسحرها عدسة الكاميرا الخاصة بالمصور نيرانجان أشاريا، ما دفعه إلى رصد هذه الشجرة “الغامضة”، والتي تقدم متعة بصرية لجميع زوارها.
سبب التسمية
ويقول فاضل أحمد، وهو مرشد سياحي بحريني يعمل مع شركة “ToursByLocals”: “تعرف محلياً بشجرة الحياة بسبب وجودها في الصحراء القاحلة بعيداً عن البشر، مع عدم وجود أشجار أخرى في محيطها، فهي وحيدة، ولا توجد أي شجرة بذلك الحجم في المنطقة نفسها”.
ومن بين التفسيرات العلمية حول صمود هذه الشجرة وسط الصحراء القاحلة، أوضح المرشد السياحي أن جذور الشجرة تمتد مئات الأمتار تحت الأرض، ومن المؤكد أنه يوجد ماء، لكن في مكان عميق للغاية.
وتقول التفسيرات الأخرى، بحسب العاملين في مجال الآثار، إن هناك الكثير من البيوت الصغيرة التي تعود إلى أكثر من 400 عام، عندما كان الماء متوفراً، لكن سرعان ما هُجر المكان بسبب شح الماء.
وتُعتبر من سلالة أشجار الأكاسيا، والتي تعرف محلياً باسم شجرة العوسج، حيث يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر الميلادي.
ويزور الشجرة العديد من المواطنين والمقيمين في البحرين، والكثير من المسافرين الأوروبيين والأمريكيين وغيرهم الذين يصلون إلى البلاد عن طريق الطيران أو السفن البحرية.
ويحمل الكثيرون معهم عبوات ماء صغيرة لسكب المياه بجانب الشجرة.
وفي حديث المصور أشاريا ، يقول: “أريد للصور أن تتحدث عن نفسها! أخبرني كثيرون أن صوري سريالية وتقدم منظوراً مختلفاً للمكان”.
وأضاف: “هناك ألغاز في كل مكان حولنا، ولكن إذا كان لديك فرصة لمشاهدة لغز واحد، فمن المؤكد أن شجرة الحياة يجب أن تكون ضمن قائمتك.. وتحيط بالشجرة بقايا مستوطنات بشرية يُعتقد أن عمرها يزيد عن 500 عام. وفي عام 2009، رُشحت الشجرة لتكون ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة”.