طلب مسؤولو الصحة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية من مقدمي الخدمات الطبية في جميع أنحاء الولاية عدم إعطاء جرعات من مجموعة واحدة من لقاح “مودرنا”، للتحقيق في ردود الفعل التحسسية الشديدة المحتملة التي حصلت الأسبوع الماضي مع عدد من متلقي اللقاحات في عيادة التطعيم المجتمعية.
ووُزعت أكثر من 330 ألف جرعة من المجموعة إلى 287 مزوداً بجميع أنحاء الولاية في الفترة ما بين 5 إلى 12 يناير/ كانون الثاني. وربما تم بالفعل إعطاء عشرات الآلاف من الجرعات، لكن عدد الجرعات غير المستخدمة ليست معروفة، وفقاً لما ذكره داريل نج، المتحدث باسم إدارة الصحة العامة في كاليفورنيا.
وقالت إدارة الصحة العامة في كاليفورنيا، يوم الأحد، إن أقل من 10 أشخاص، الذين تلقوا لقاحات كورونا من المجموعة بعيادة سان دييغو، قد احتاجوا عناية طبية على مدار 24 ساعة.
وأوضحت الولاية أنها لا تعلم بتعرض أي شخص في أي موقع من المواقع الـ286 الأخرى لردود فعل تحسسية مماثلة بعد تلقي اللقاح من المجموعة.
وبالتالي، أوصت إدارة الصحة العامة في كاليفورنيا بإيقاف الدفعة كاملة مؤقتاً، مشيرة إلى أنه لا توجد جرعات بديلة فورية، بالإضافة إلى ما تم طلبه بالفعل.
وقالت الدكتورة إيريكا بان، عالمة الأوبئة بولاية كاليفورنيا في البيان: “من منطلق الحذر الشديد والإدراك أيضاً بالإمداد المحدود للغاية من اللقاح، فإننا نوصي بأن يستخدم مقدمو اللقاحات مخزوناً آخراً من اللقاحات المتاحة”.
وقالت “مودرنا” “تتعاون الشركة بشكل كامل مع إدارة الصحة العامة في كاليفورنيا للتحقيق في هذه الأحداث المبلغ عنها. وتوافقاً مع بيان إدارة الصحة العامة في كاليفورنيا، في هذه المرحلة، لم تسمع مودرنا عن أحداث معاكسة ومماثلة من مراكز التطعيم الأخرى التي تعطي لقاحات من المجموعة نفسها”.
وقال الدكتور بول أوفيت، مدير مركز اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، إنه على الصعيد التاريخي لا يوجد شيء اسمه مجموعة لقاحات سيئة.
ولم يقدم مسؤولو الصحة بالولاية أي تفاصيل عن الأعراض المرتبطة بردود الفعل التحسسية، لكنهم قاموا بإرفاق رابطاً إلكترونياً يأخذك إلى موقع المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، ويتناول موضوع الحساسية المفرطة التي يمكن أن تحدث بعد تلقي لقاح “كوفيد-19”.
ويمكن أن تشمل أعراض الحساسية المفرطة ضيق التنفس، وانخفاض ضغط الدم، وسرعة ضربات القلب، والغثيان، والإغماء.
وتعتبر المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن ردود الفعل التحسسية للقاح كورونا قد تعتبر شديدة إذا احتاج شخص ما لعلاج نفسه بالإبينفرين أو الذهاب إلى المستشفى.
وأوضح أوفيت، أحد كبار خبراء اللقاحات في الولايات المتحدة وعضو في اللجنة الاستشارية للقاحات التابعة لإدارة الغذاء والدواء: “سيكون هناك أشخاص إما لا يحصلون على هذا اللقاح أو لا يحصلون على جرعاتهم الثانية من اللقاح، ما يعرضهم للخطر في وضع ينتشر فيه الفيروس بسرعة بالبلاد”.
وأضاف: “سيكون هناك على الأرجح حوالي 100 ألف شخص يموتون خلال الشهرين المقبلين، ومن بين هؤلاء الأشخاص قد يكونوا أولئك الذين لا يحصلون على اللقاح بسبب حذرهم الشديد”.
وسُحبت 30 ألف جرعة من المجموعة من إمدادات مقاطعة سان دييغو. وقالت مقاطعة سانتا كلارا في بيان، يوم الاثنين، إنه تم تخصيص 21,800 جرعة من المجموعة للمقاطعة، ولم يتم إعطاء أي منها.
ومن المفترض أن تراقب مواقع التطعيم الأشخاص بعد 15 دقيقة من تلقي اللقاح، في حال وقوع أي آثار جانبية. ويطلب من المواقع أيضاً أن تتوفر لديها وسائل لعلاج الشخص من ردود فعل تحسسية، إذا لزم الأمر.
وقال المسؤولون إن التحقيق الذي تجريه المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية و”مودرنا” والدولة لا يزال جارياً.