تشير دراسة جديدة إلى أن المرء قد يكون قادراً على الإصابة بإحدى المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا، حتى لو سبق أن أُصيب بـ”كوفيد-19″، أو خضع للتطعيم.
ورُصد المتغير لأول مرة في جنوب أفريقيا في أكتوبر/تشرين الأول، وعُثر عليه الآن في أكثر من 12 دولة.
وقالت الأستاذة المشاركة في المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا والمؤلفة الرئيسية للدراسة، بيني مور: “أظن أنه يجب علينا الشعور بالقلق”.
وقال عالم الفيروسات في المركز الطبي بجامعة “ديوك”، ديفيد مونتيفيوري: “استناداً إلى بيانات بيني، من المحتمل أن يكون اللقاح أقل فاعلية إلى حد ما، ولكن إلى أي مدى ستقل فعاليته، نحن لا نعلم”.
وأضاف مونتيفيوري أن هذه هي الدراسة الأولى التي أثارت لديه شكوكاً جدية حول ما إذا كانت العدوى السابقة أو اللقاح سيقي من المتغير الجديد، قائلاً: “هذه هي المرة الأولى التي أشعر بها بالقلق بشأن متغير يتفادى الاستجابة المناعية، ويتفادى اللقاح جزئياً”.
وأكد الخبيران أنه لا يزال يجب على الأشخاص الحصول على اللقاح، فهو فعال للغاية ضد الأشكال الأخرى للفيروس، وهم يعتقدون أنه من المحتمل أنه سيوفر مستوى معيناً من الحماية ضد المتغير الجديد أيضاً.
ولم تخضع الدراسة لمراجعة الأقران، ولم تُنشر في مجلة طبية.
وهذه الدراسة من بين التقارير الأولى التي تبحث في تأثير المتغير على فعالية الجسم المضاد.
وتدرس المختبرات في جميع أنحاء العالم المشكلة بشدة، وتتوقع تقديم تقرير بالنتائج في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.
“نتيجة مخيفة”
وفي الدراسة، قامت مور وفريقها بسحب الدم من 44 شخصاً كانت لديهم إصابة بـ”كوفيد-19″.
وأُكدت جميع الحالات تقريباً قبل سبتمبر/أيلول، أي قبل اكتشاف المتغير في جنوب أفريقيا.
وبعد ذلك، نظر الباحثون لمعرفة ما إذا كانت أجسامهم المضادة ستقاوم المتغير الجديد.
وبالنسبة لنحو نصف عدد الأشخاص، كانت أجسامهم المضادة عاجزة ضد المتغير الجديد، إذ قالت مور: “لقد رأينا ضربةً قاضية”، موضحة: “كانت النتيجة مخيفة”.
وبالنسبة للنصف الآخر، كانت استجابة الجسم المضاد أضعف، ولكن لم يتم القضاء عليها تماماً.
وأظهر التحليل أن أقوى استجابة للأجسام المضادة كانت لدى أولئك الذين عانوا من حالات أكثر خطورة من “كوفيد-19″، ما جعلهم يطورون استجابة أقوى للأجسام المضادة بعد مرضهم.
وأكدت مور أن هذه نتائج في المختبر، ويجب إجراء دراسات لمعرفة ما إذا كان الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بـ”كوفيد-19″، قد يصابوا مرة أخرى بالمتغير الجديد.
ولم تقس فحوصات الأجسام المضادة الاستجابات المناعية الأخرى، مثل استجابات الخلايا التائية الناتجة عن العدوى السابقة، واللقاحات.
ماذا يعني هذا للقاحات كورونا؟
ويقوم فريق مور الآن بجمع الدم من الأشخاص الذين لُقحوا لمعرفة ما إذا كانت أجسامهم المضادة لديها القدرة على محاربة المتغير الجديد.
وقال مونتيفيوري: “ليس لدي أي سبب للاعتقاد بأن النتائج مع الأشخاص الذين لُقحوا ستكون مختلفة عن الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى سابقاً”.
ولعدة أسباب، يعتقد مونتيفيوري أنه من المرجح أن اللقاح سيتلقى ضربة، ولكنها قد لا تكون ضربة كبيرة.
وشرح مونتيفيوري قائلاً: “علينا أن نتذكر أن نسبة فعالية لقاح فايزر و مودرنا تبلغ 95%، وهذا مستوى استثنائي من الفعالية”، مضيفاً: “إذا انخفضت الفعالية إلى 90%، و80%، و70%، يبقى ذلك جيداً جداً، ومن المحتمل أن يكون له تأثير كبير على الجائحة”.
وبينما تُظهر المراقبة في جنوب أفريقيا أن المتغير الجديد أصبح المتغير السائد في البلاد، يشير مونتفيوري إلى أنه تم العثور عليه فقط بأعداد صغيرة فقط في 13 دولة أخرى.
وقد يؤدي الحصول على اللقاح إلى استجابة أجسام مضادة أقوى من العدوى.
وأعلن باحثون في مركز “شيبا” الطبي في إسرائيل الإثنين، أن تحليل الدم من 102 من موظفي المستشفى الذين تلقوا جرعتين من لقاح “فايزر” أظهر أن متوسط مستويات الأجسام المضادة لديهم كانت أعلى من المستويات الموجودة لدى الأشخاص الذين تعافوا من مرض فيروس “كوفيد-19” الشديد.
ولم تخضع الدراسة لمراجعة الأقران، كما أنها لم تُنشر عبر الإنترنت.
وقالت مور: “هذه أخبار جيدة للغاية”.