في أول إحاطة إعلامية بصفتها المتحدثة باسم البيت الأبيض، تطرقت جين ساكي إلى الأوامر التنفيذية التي وقعها الرئيس جو بايدن في وقت سابق الأربعاء، بعد وقت قصير من توليه منصبه رسميًا. بجانب أبرز الملفات التي سيعطيها اهتمامه، لا سيما مواجهة وباء فيروس كورونا والملف النووي الإيراني، إضافة إلى موقفه من إجراءات عزل سلفه دونالد ترامب.
وفي بداية المؤتمر الصحفي، تعهدت جين ساكي بإعادة “الحقيقة والشفافية إلى غرفة الإحاطة”، مٌضيفة أنه “ستكون هناك أوقات نرى فيها الأشياء بشكل مختلف في هذه الغرفة، أعني بيننا جميعًا. هذا جزء من ديمقراطيتنا وإعادة بناء الثقة مع الشعب الأمريكي سيكون محوريًا لتركيزنا في المكتب الصحفي وفي البيت الأبيض”.
ومضت مُتحدثة البيت الأبيض في عرض الأوامر التنفيذية لبايدن، التي وعد بها خلال حملته الانتخابية أثناء ترشحه لمنصب الرئيس.
وكان من بينها أوامر بشأن جائحة كورونا هدفها حمل المزيد من الأمريكيين على ارتداء الأقنعة، قائلة إن “الرئيس أطلق تحدي الـ 100 يوم في ارتداء الأقنعة”.
ولم تكن ساكي نفسها ترتدي قناعًا أثناء حديثها، لكنها كانت تقف على مسافة من المراسلين. وكانت ترتدي قناعًا عندما دخلت غرفة الإحاطة، لكنها خلعته بمجرد وصولها إلى المنصة.
وأشارت ساكي إلى أمر بايدن بالتراجع عن انسحاب إدارة ترامب من منظمة الصحة العالمية، لافتة أن الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الصحة في أمريكا، “سيشارك عن بعد في اجتماع منظمة الصحة العالمية، كرئيس لوفد الولايات المتحدة”.
إضافة إلى “التحرك الفوري لمواجهة الأزمة” بشأن القدرة على تحمل تكاليف السكن، وإيقاف مدفوعات قروض الطلاب مؤقتًا.
كما وقع بايدن على أوامر بشأن تغير المناخ، وعاد إلى اتفاق باريس للمناخ، فضلا عن أوامره بشأن المساواة العرقية “لاستئصال العنصرية النظامية من البرامج والمؤسسات الفيدرالية”، و”إنهاء سياسة حظر المسلمين المتجذرة في العداء الديني وكراهية الأجانب”، و”وقف المزيد الإنفاق على بناء جدار على الحدود الجنوبية” مع المكسيك.
ورداً على سؤال بشأن المحاكمة الوشيكة لعزل دونالد ترامب في مجلس الشيوخ، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، إنه بينما يركز بايدن على “أهمية الوحدة وتوحيد البلاد”، فإننا “نحن نحن واثقون، على الرغم من ذلك، أنه… يمكن لمجلس الشيوخ أيضًا القيام بمهام متعددة ويمكنه أداء واجبه الدستوري مع الاستمرار في إدارة أعمال الشعب الأمريكي”.
وأضافت أن وجهة نظر بايدن بشأن أفضل طريقة “لتوحيد البلاد هي معالجة المشكلات التي نواجهها”، مؤكدة أنه “سيترك التوقيت والتفاصيل الخاصة بكيفية تحرك الكونغرس قدمًا في توجيه الاتهام”.
وقالت ساكي إن بايدن لم يشر إلى “ترامب” خلال خطاب التنصيب، لأنه كان من المفترض أن يكون استشرافيًا، موضحة أنه “لم يكن من المفترض أن ننظر إلى الوراء في الماضي”.
وذكرت أن خطاب بايدن لم يكن مقصودًا أن يكون عن أي فرد، وأن “النية كانت إلقاء الخطاب ليس عن أي فرد، أو مسؤول منتخب، أو أي رئيس حالي – رئيس سابق، ولكن التحدث عن الشعب الأمريكي”.
ورغم ذلك، أشارت مُتحدثة البيت الأبيض إلى أن بايدن قاد حملته الانتخابية لأنه يعتقد أن ترمب “غير مناسب” لأن يكون في منصب حكومي.
وأكدت المتحدثة دعم التحقيقات الجارية في أحداث اقتحام مبنى الكونغرس من قبل مؤيدي ترامب في 6 يناير كانون الثاني.
وردا على سؤال حول “الخطوات التالية” لإدارة بايدن مع إيران وما إذا كان لديه أي خطط للانضمام إلى الاتفاق النووي مجدداً، قالت جين ساكي إن الإدارة الأمريكية “تتوقع بالتأكيد أن يكون هذا جزءًا من المناقشة مع نظرائه أو القادة الأجانب من شركاء وحلفاء”.
وتابعت: “الرئيس أوضح أنه يعتقد أنه من خلال دبلوماسية المتابعة، ينبغي على الولايات المتحدة أن تسعى إلى إطالة القيود النووية على إيران وتعزيزها ومعالجة القضايا الأخرى ذات الأهمية”، وأنه يجب أن تستأنف إيران الامتثال للقيود النووية الكبيرة بموجب الاتفاق من أجل المضي قدمًا.
كان الرئيس الإيراني حسن روحاني دعا بايدن إلى العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، ورفع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على طهران.
وكان بايدن جزءًا من إدارة أوباما عندما تم التفاوض في الأصل على خطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، لكن ترامب أعلن انسحاب واشنطن منه في مايو أيار 2018.
وبشأن الهجمات الروسية الإلكترونية التي تعرضت لها مؤسسات حكومية وشركات أمريكية كبرى، قالت ساكي “نحتفظ بحق الرد على أي اعتداء إلكتروني”.
بينما توقعت أن يكون “هناك اتصالا مبكراً بين بايدن وبوتين وبقية الحلفاء والأصدقاء”.