تسبب فيروس كورونا المستجد في انهيار الطلب على الرحلات الجوية، وايقاف العديد من الشركات لطائراتها، ما جعل الكثيرون من مشغلي الخطوط الجوية يقضون عدة أسابيع أو أشهر خلال جائحة فيروس كورونا بمنازلهم.
ولكن، يعترف بعضهم بصعوبة العودة إلى قمرة القيادة بعد فترة غياب. وبالتالي، يصبح التخلص من صدأ التوقف عن الطيران أصعب مما كان متوقعاً.
وفي تقرير صدر في يونيو/حزيران، أوضح أحد الطيارين سبب إغفاله أو إغفالها عن تشغيل نظام مكافحة التجمد الضروري: “كانت هذه رحلتي الأولى منذ حوالي 3 أشهر.. كنت واثقة بشدة أنني سأستعيد كل مهاراتي باعتبارها جزءاً من طبيعتي”.
ويعد التقرير التابع لتلك الرحلة، التي هبطت دون وقوع حوادث، من بين أكثر من 20 تقريراً يوثق تحديات العودة من الإجازات المرتبطة بالوباء.
ويُذكر أن التقارير متاحة من خلال نظام فيدرالي لتتبع أخطاء الطيران.
وأظهر تحليل للتقارير المتاحة للجمهور، التي سُلط الضوء عليها في تقرير صحيفة “Los Angeles Times”، أن الطيارين يعترفون بأن مهاراتهم لم تكن مثالية كالمتوقع.
وفي حال تساؤلك عن الفكرة وراء نظام الإبلاغ عن سلامة الطيران، الذي تديره “ناسا”، فالكشف عن الأخطاء يساعد في جعل الطيران أكثر أماناً.
وتم تجريد التقارير من المعلومات التعريفية، مثل أسماء شركات الطيران والمطارات المشاركة، كما نُشرت في قاعدة بيانات حكومية.
وقال محلل الطيران والمدير الإداري السابق للمجلس الوطني لسلامة النقل، بيتر جويلز، والذي يحقق أيضاً في حوادث الاصطدام، إن هذه الأخطاء التي تبدو عادية قد تؤدي حقاً إلى أحداث مروعة.
وكانت إحدى أخطر المشاكل التي وردت في التقارير تعود إلى طائرة هبطت دون إذن من مراقبي الحركة الجوية.
وكتب أحد الطيارين أن طياري تلك الرحلة قد راودهم الارتباك وعوامل تشتيت أخرى أثناء اقترابهم من المطار، وكانت النتيجة هي “نسيان الحصول على تصريح الهبوط”.
وأوضح الطيار: “منذ تفشي كوفيد-19، لم أكن أمارس الطيران كثيراً كالماضي.. أعتقد أنه تم وضع ذلك في عين الاعتبار عند ذكر الحادث”.
وتظهر الوثائق أن أحد الطيارين كان متوجهاً نحو المدرج الخطأ، وهو القرار الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى تصادم، في حال تواجد طائرة أخرى قريبة.
وبعد رحلته الأولى، التي جاءت بعد فترة توقف لأشهر، قال أحد الطيارين إنه تفاجأ بارتكاب خطأ في إدارة سرعة الطائرة.
وأبلغ العديد من الطيارين عن خطأ برمجة أجهزة الكمبيوتر أو الراديو.
وقال أحد الطيارين، الذي اتصل بالترددات الخاطئة أثناء اقترابه من المطار، إنه “لم يقد طائرة منذ شهرين”، وفي المقعد الآخر كان زميله الذي “لم يُحلّق منذ ستة أسابيع”.
وأوضح جيم توماس، الذي يقود الآن تدريبات الطيران في أمريكا، إن فريقه معتاد على الطيارين العائدين من إجازات الغياب.
في أي يوم، يشارك حوالي 400 طيار ببرامج تدريب الخطوط الجوية الأمريكية، حيث يبدأ التحضير للرحلات الوهمية من خلال أجهزة محاكاة الطيران الضخمة قبل شروق الشمس، وتتم محاكاة الهبوط النهائي بعد منتصف الليل.
ويقضي بعض الطيارين وقتاً طويلاً بعيداً عن قمرة القيادة لأسباب طبية أو شخصية، بينما يعود آخرون إلى الشركة عند استدعائهم.
وقال كورتيس جونز، الطيار الأمريكي الذي عاد مؤخراً من إجازة غياب لمدة 4 أشهر هي الأولى في حياته المهنية، منذ ثلاثة عقود، إنه استغل بعض الوقت بعيداً عن الوظيفة لمنح الطيارين الأقل رتبة فرصة لمواصلة الطيران.
وأوضح جونز أن مفتاح الرحلة الآمنة هي الطريقة المنهجية التي يتعامل بها الطيارون مع عملهم، مضيفاً أن هناك قائمة مرجعية ومنهجية لكل ما يفعلونه، بدءاً من الاختبار المبدئي إلى تشغيل المحركات والإقلاع.
وتُسيّر شركات الطيران حالياً رحلات أقل بنسبة 45% من المعتاد، وفقاً لمجموعة الخطوط الجوية الأمريكية. ولكن هناك أمل بتعافي القطاع مع تلقي مزيد من الناس للقاحات فيروس كورونا.