كبار مصنعي أغذية الأطفال باعوا منتجات بها مستويات عالية من المعادن السامة

قامت أربع شركات رائدة لأغذية الأطفال ببيع أطعمة تحتوي على مستويات عالية من المعادن الثقيلة السامة مع علمها بذلك، وفقاً لوثائق داخلية من الشركات اشتمل عليها تحقيق نشره الكونغرس الأمريكي. 

وتوجد “مستويات خطيرة من المعادن السامة مثل الزرنيخ، والرصاص، والكادميوم، والزئبق في أغذية الأطفال بمستويات تتجاوز ما يعتبره الخبراء والهيئات الإدارية مسموحاً به”، بحسب ما قاله النائب الديمقراطي، راجا كريشنامورثي من إلينوي، وهو رئيس اللجنة الفرعية المعنية بالسياسة الاقتصادية والاستهلاكية، والتي أجرت التحقيق الذي وقع عليه الأعضاء الديمقراطيون.

وقال كريشنامورثي إن جداول البيانات التي قدمها المصنعون “صادمة”، لأنها تظهر أدلة على أن بعض أغذية الأطفال تحتوي على مئات الأجزاء من المعادن الخطرة لكل مليار.

وقال كريشنامورثي : “مع ذلك، نحن نعلم أنه في الكثير من الحالات، لا ينبغي أن يكون لدينا أكثر من أجزاء تتكون من رقم واحد لكل مليار من أي من هذه المعادن في أي من أطعمتنا”.

المواد الكيميائية التي تشكل مصدر قلق 

ويُعد الزرنيخ، والرصاص، والكادميوم، والزئبق من أهم 10 مواد كيميائية تشكل مصدر قلق للرضع والأطفال، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية للرضع والأطفال.

وارتبطت كل هذه المعادن الثقيلة بالسرطان، والأمراض المزمنة، والتأثيرات السمية العصبية، ولكن الضرر المدمر الذي يمكن أن يحدث لدماغ الطفل النامي هو الذي يجعل تسمم أغذية الأطفال أمراً بالغ الأهمية.

ولم تحدد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حتى الآن المستويات الدنيا للمعادن الثقيلة في معظم أغذية الأطفال.

وحددت الوكالة معياراً يصل إلى 100 جزء في المليار من الزرنيخ غير العضوي لحبوب الأرز للأطفال، ولكن، لا يزال هذا المستوى يُعتبر مرتفعاً للغاية بالنسبة للأطفال، وفقاً للنقاد، وخاصة بما أن إدارة الغذاء والدواء قد حدّدت بالفعل معياراً بلغ أقل بكثير من 10 أجزاء لكل مليار من الزرنيخ غير العضوي للمياه المعبأة.

وأظهر الاختبار الداخلي الذي قامت به شركات “Gerber”، و”Beech-Nut Nutrition”، و”Nurture, Inc” التي تبيع منتجات “Happy Baby”، و”Hain Celestial Group, Inc” التي تبيع “Earth’s Best Organic” للأطفال مستويات من المعادن الثقيلة أعلى بكثير من الحدود التي وضعتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ووكالة حماية البيئة الأمريكية، وفقاً لما وجده محققو الكونغرس.

واحتوت مكونات أغذية الأطفال في بعض المنتجات على مستويات زرنيخ أعلى بـ91 مرة، وما يصل إلى 177 ضعفاً من مستوى الرصاص، وما يصل إلى 69 ضعفاً من مستوى الكادميوم، وما يصل إلى خمسة أضعاف مستوى الزئبق المسموح به في المياه المعبأة، وفقاً للتقرير.

ووافقت الشركات على بيع هذه المنتجات رغم ذلك.

وقالت “Gerber” إن أطعمتها مدعومة بإشراف صارم على جميع مستويات عملية النمو والإنتاج، مضيفة أنه “في حال عدم وجود معايير حكومية حالياً، نحن نقوم بتطوير معايير صارمة خاصة بنا من خلال تطبيق أحدث إرشادات سلامة الأغذية”.

وأوضحت شركة “Beech-Nut Nutrition” أنها وضعت “معايير لاختبار المعادن الثقيلة منذ 35 عاماً، ونقوم بمراجعتها وتقويتها باستمرار حيثما أمكن ذلك”.

ومن جانبها أشارت “Happy Baby”، وهي جزء من “Happy Family Organics”، إلى أن الشركة “لا تبيع أي منتجات لم يتم اختبارها بصرامة، وليست لدينا منتجات في السوق ذات نطاقات ملوثة خارج الحدود التي وضعتها إدارة الغذاء والدواء”.

وأوضحت “Happy Baby” أنه “جُمعت العديد من النتائج التي قدمناها كجزء من تقرير 2019 هذا استناداً إلى جزء صغير من ملفنا، وهي لا تمثل عموماً مجموعة كاملة من المنتجات المتوفرة لدينا اليوم”.

وبعد نشر التقرير، قالت “Hain”: “نشعر بخيبة أمل لأن تقرير اللجنة الفرعية فحصت بيانات قديمة، وهي لا تعكس ممارساتنا الحالية”.

قد تكون هناك حاجة للتشريع

وكان تقرير اللجنة الفرعية واضحاً بشأن ما ينبغي القيام به.

وبدلاً من وضع حدود لكل وجبة في كل مرة، يجب على إدارة الغذاء والدواء الأمريكية توحيد المستويات القصوى لكل معدن سام يمكن أن يتلف دماغ الطفل النامي، وتطبيق الأمر على جميع الأطعمة.

وأوصت اللجنة الفرعية بضرورة إجراء اختبار إلزامي لأي منتج غذائي للأطفال قبل وصوله إلى الرفوف.

ولا يجب السماح للمصنعين باختبار المكونات ببساطة فقط بعد الآن.

وقالت اللجنة الفرعية إنه يجب إيجاد بدائل لأي مكونات تتجاوز الحدود الموصى بها، وإذا لم يكن ذلك ممكناً، فلا ينبغي استخدام الطعام أو المكون في أغذية الأطفال.

وقال كريشنامورثي: “آمل أن تبدأ الشركات طواعيةً في اتخاذ إجراءات مثل اختبار طعامها بشكل أكثر دقة وشمولية، والتخلص التدريجي من بعض المكونات التي نعرف أنها تمثل مشكلة في الوقت الحالي”.

عن sherin

شاهد أيضاً

قبل أقل من 24 ساعة من يوم الانتخابات.. خط زمني يوضح أبرز أحداث السباق الرئاسي وما بعده

 السباق نحو يوم الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني على أشده، وقد أدلى ملايين الناخبين بأصواتهم إما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *