وقد اقتربت اللحظة الحاسمة، إذ من المقرر أن تهبط المركبة على المريخ اليوم، الخميس، في الساعة 3:55 مساء بالتوقيت الشرقي.
وقد تكون المهمة شهدت أصعب مراحلها خلال المرحلة النهائية قبل إطلاقها في يوليو/ تموز أثناء تفشي جائحة كورونا. ولكن، تماماً مثل اسمها والذي يعني “المثابرة”، ثابر فريقها على تحقيق ذلك وإطلاق المركبة المتجولة بدلاً من الاستسلام لتأخير قد يكلف خسارة باهظة على الصعيد العلمي والمادي.
وتكرّم المركبة المتجولة العاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، حيث تُظهر لوحة ألومنيوم على الجانب الأيسر من هيكل المركبة، كوكب الأرض وهو مثبت على “عصا أسكليبيوس”، الرمز القديم لأفعى ملتفة حول عصا، والذي يمثل المجتمع الطبي العالمي.
كما تحمل “بيرسيفيرانس” أيضاً أسماء حوالي 11 مليون شخص محفورة على ثلاث شرائح سيليكون، إذ تقول ناسا إن المركبة هي عالمة روبوتية تستكشف المريخ بالنيابة عن البشرية، وستكون قادرة على مشاركة ما تراه وتسمعه من خلال 23 كاميرا، بما في ذلك كاميرا فيديو وميكروفونان.
وترسل وكالة “ناسا” البعثات لاستكشاف المريخ منذ العام 1965، لتشارك الصور والمعلومات المكتسبة عن جار كوكب الأرض.
ويعد كوكب المريخ أحد أكثر الأماكن التي يمكن الوصول إليها في النظام الشمسي لإرسال البعثات، ولكنه يتمتع أيضاً بتاريخ غامض، إذ من الممكن أن يكون قد تشابه مع الأرض كثيراً في وقت من الزمان، ما يجعله أحد الوجهات المثالية للبحث عن الحياة القديمة.
وتعد مهمة ناسا “بيرسيفيرانس” أحد المهمات الـ3 التي أُطلقت من الأرض في يوليو/ تموز الماضي، من بينها “مسبار الأمل” الإماراتي، ومهمة “تيانوين 1” الصينية.
وفي مطلع هذا الشهر وصل مسبار الأمل إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط، بينما تبعته مهمة “تيانوين1-” الصينية، لتصل المريخ في 10 فبراير/ شباط.
وكانت قد أطلقت جميع البعثات الـ3 في نفس الوقت تقريباً بسبب المحاذاة بين المريخ والأرض على نفس الجانب من الشمس، ما يجعل الرحلة إلى المريخ أكثر كفاءة.
وسيقوم مسبار الأمل بالدوران حول الكوكب، بينما سيدور “تيانوين 1” حول الكوكب ويهبط عليه، في حين ستهبط “بيرسيفيرينس” على المريخ.
تعرّفوا أكثر إلى تفاصيل المهمات الـ3 إلى المريخ في الإنفوغرافيك أعلاه: