تسبب نقص مليون سائح خلال العام الماضي، بالكثير من القلق في غالبية الوجهات. ولكن كان ذلك قبل عام 2020 ، وقبل أن تغير جائحة فيروس كورونا طريقة سفرنا إلى الأبد.
وفي العادة، تستقبل جزر المالديف، أرخبيل جزيرة في المحيط الهندي التي تعد مرادفاً للرومانسية، 1.7 مليون زائر سنوي، ولكنها في عام 2020، كان لديها حوالي 500،000 زائر فقط.
ورغم ذلك الانخفاض الكبير في عدد الزوار، إلا أنها تمثل واحدة من أنجح قصص السياحة وسط الجائحة.
وبينما أغلقت العديد من الوجهات الأخرى حدودها، اختارت جزر المالديف إعادة فتح أبوابها بالكامل للمسافرين من أي بلد، بغض النظر عن وضع الفيروس هناك، في يوليو/ تموز 2020.
ويتعلق جزء من القرار بالوضع الاقتصادي، إذ بحسب بيانات من جامعة ولاية ميشيغان، تساهم السياحة بنسبة 28% من الناتج المحلي الإجمالي لجزر المالديف، وهي واحدة من أعلى المعدلات في العالم.
وتتناسب جغرافيا البلاد أيضاً مع بروتوكولات فيروس كورونا، حيث توجد العديد من الفنادق والمنتجعات في جزرها الخاصة، وهناك أكثر من ألف للاختيار من بينها، حتى قبل أن تدخل الجزر الاصطناعية في المعادلة، مما يجعل العزلة والتباعد الاجتماعي مسألة من السهل تحقيقها للغاية.
وكانت البلدان في جميع أنحاء آسيا والمحيط الهادئ أكثر حذراً بشأن إعادة فتح حدودها من تلك الموجودة في أوروبا وأمريكا الشمالية، ما يعني أن السياح في المنطقة لديهم خيارات قليلة للأماكن التي يمكنهم زيارتها.
ونظراً لأن عطلات جزر آسيا والمحيط الهادئ الشهيرة الأخرى مثل تاهيتي، وبالي، وفوكيت، ظلت محظورة، استفادت جزر المالديف من حقيقة أنها كانت في حالة جيدة نسبياً مع الفيروس.
كما أن الأماكن التي أعادت فتح حدودها منذ ذلك الحين فعلت ذلك مع محاذير كبيرة، وعلى سبيل المثال، تطلب كل من تايلاند وسريلانكا الخضوع للحجر الصحي الإلزامي في الفندق لمدة أسبوعين قبل التمكن من التجول في أي مكان آخر داخل البلد.
وأعيد فتح جزر المالديف دون قيود أو شروط في يوليو/ تموز 2020. وفي سبتمبر/ أيلول 2020 طالبت جميع المسافرين بإظهار دليل على فحص “كوفيد-19” السلبي عند الوصول.
كما أثر اعتماد جزر المالديف بشكل كبير على المنتجعات الفاخرة لصالحها عندما يتعلق الأمر بالفحوصات والتباعد الاجتماعي. وعلى سبيل المثال، تجري بعض المنشآت المتطورة فحوصات “كوفيد-19” الإضافية داخل المنتجع كإجراء حماية إضافي ضد انتشار الفيروس.
ويقول ثوييب محمد، العضو المنتدب لشركة جزر المالديف للتسويق والعلاقات العامة، وهي هيئة السياحة الوطنية في البلاد، إن جزر المالديف استقبلت إجمالي عدد زوار بلغ 555،494 زائراً في عام 2020، متجاوزةً التوقعات بوصول 500 ألف وافد بحلول نهاية عام 2020.
ويوضح محمد أن الميزات الجغرافية الفريدة لجزر المالديف تعد أكبر ميزة لديهم، مضيفاً أن تنفيذ بروتوكولات النظافة الصارمة إلى جانب سهولة انتشار الأشخاص في الجزر المختلفة قد خلق مزيجاً مقنعاً للمسافرين الذين أرادوا الهروب من كل شيء.
ويضيف محمد: “قمنا بالترويج للوجهة كملاذ آمن للسياح”.
ولعبت البنية التحتية دوراً أيضاً، إذ تحتوي العديد من المنتجعات على عمليات نقل خاصة بالقوارب أو الطائرات، ما يعني أن الزوار الذين وصلوا إلى البلاد يمكنهم الوصول إلى وجهاتهم النهائية دون لقاء العديد من السياح الآخرين.
وأوضحت يان تيبالدي، المديرة العامة لفندق ومنتجع “وان آند أونلي ريثي راه”، أنه على الرغم من عدم وجود عدد أكبر من الزوار في عام 2020 مقارنة بعام 2019، إلا أن هناك زيادة هائلة في مقدار الوقت الذي يقضيه هؤلاء الزوار هناك.
وقالت تيبالدي: “ضيوفنا يسافرون بشكل أقل تواتراً، ولكن لفترة أطول وبهدف أكبر”.
وكاستجابة مباشرة للوقت المتزايد الذي يقضيه الزوار في جزر المالديف، وحقيقة أن معظم الناس يتجهون للعمل والدراسة عن بعد، ابتكر المنتجع حزمة خاصة للضيوف المقيمين لمدة شهر كامل.
ويشمل العرض لمدة 28 يوماً الوجبات، وخدمة إنترنت عالي السرعة، وأنشطة صحية واستخدام نادي مخصص للأطفال، بسعر يبدأ من 42،600 دولار لأسرة مكونة من أربعة أفراد.
وصمم منتجع أنانتارا فيلي عرضاً أبعد من ذلك، حيث بيعت حزم “كل ما يمكنك البقاء” لحجوزات غير محدودة لمدة تصل إلى عام بتكلفة 30 ألف دولار. وقام عقار فاخر آخر ، “The Nautilus Maldives”، بالترويج لحزمة “Workation” بسعر 23،250 دولاراً لمدة سبعة أيام.
ومع ذلك، لا يوجد شيء اسمه قصة سفر إيجابية تماماً عندما يتعلق الأمر بالتنقل في العالم الجديد تحت رحمة فيروس كورونا.
وأغلقت جزر المالديف حدودها في أواخر مارس/ آذار 2020، مع وجود حوالي 500 سائح عالقين في البلاد.
ووجد العديد من سكان المالديف الذين يعملون في مجال الضيافة أنفسهم “محاصرين في الجنة”، والبقاء في المنتجعات، حيث عملوا من أجل رعاية عدد قليل من الضيوف.
وفي مارس/ آذار 2020، ثبتت إصابة اثنين من الموظفين في منتجع وسبا كوريدو آيلاند بالفيروس، وكإجراء احترازي، تم إغلاق المنتجع بأكمله. وبينما أن الحجر الصحي على شاطئ استوائي جميل لم يكن أسوأ سيناريو ممكن للضيوف، إلا أنه لم يكن جيداً بالنسبة للموظفين الذين تم تكليفهم بالحفاظ على جهوزية المكان لأجل غير مسمى.
ومع ذلك، تظهر الأرقام وحدها أنه على الرغم من إعادة فتح جزر المالديف، فقد تمكنت من السيطرة على الوباء إلى حد كبير.
واعتباراً من فبراير/شباط 2021، كان في البلاد 17،828 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا و58 حالة وفاة فقط.