شهدت عالمة الأحياء البحرية، إريكا وولسي، كيفية تضرر الشعاب المرجانية والحياة البحرية بسبب تغير المناخ، خلال رحلات غوصها في المحيطات، ما دفعها إلى مشاركة تجربتها مع الأشخاص الذين لا يستطيعون استكشاف المحيط بسهولة.
وتستخدم وولسي الواقع الافتراضي “لجلب المحيط إلى الجميع”، من خلال مؤسسة “The Hydrous” غير الربحية.
ويأخذك فريق من العلماء وصانعو الأفلام والغواصون في جولات غوص افتراضية غامرة، لخلق شعور “بالتعاطف العالمي مع المحيط” ، وزيادة الوعي بأضرار الشعاب المرجانية، والتشجيع على حماية البحار.
تدمير الشعاب المرجانية
وأدى تغير المناخ والتلوث والإفراط في صيد السمك إلى تدمير حوالي نصف الشعاب المرجانية في المياه الضحلة في العالم.
وأصبحت وولسي، البالغة من العمر 36 عاماً، أكثر وعياً بالتهديدات التي تواجه الشعاب المرجانية، بعد أن أمضت عقدين من الزمن لاستكشاف ما تحت الماء.
وتقول وولسي: “لقد رأيت هذا بنفسي.. التحول من الشعاب المرجانية النابضة بالحياة والملونة إلى ما يشبه سطح القمر”.
وأضافت: “عندما يذهب المرجان، تذهب معه الأسماك، والحيوانات الأخرى التي تعتمد على الشعاب المرجانية، والمجتمعات البشرية التي تعتمد على تلك النظم البيئية في معيشتها”.
وشرع فريق “Hydrous” في إعادة إنشاء هذه التجربة من خلال فيلمه الحائز على جائزة “Immerse”.
وينضم المشاهدون إلى وولسي في رحلة غوص افتراضية مدتها 9 دقائق، قبالة جزيرة بالاو الواقعة غرب المحيط الهادئ، ما سيسنح لهم رؤية ما يُوجد تحت الماء بزاوية 360 درجة.
ويسبح المشاهدون بجانب أسماك شيطان البحر، والسلاحف البحرية، وأسماك القرش قبل مشاهدتهم تدهور الشعاب المرجانية.
وغالباً ما تثير هذه التجربة ردود فعل قوية.
وتقول وولسي: “بمجرد ما أن ينتزع الناس سماعات الواقع الافتراضي وينظرون في عيني، تجدهم يريدون إخباري بقصة عن تجربتهم في المحيط.. الارتباط البشري بمحيطنا هو الذي سيساعد في حل مشاكل المحيط”.
وعُرض فيلم “Immerse” لأول مرة في مهرجان “Ocean Film Festival” الدولي في عام 2019، كما فاز بجوائز عديدة منها جائزة “EarthXFilm 2019 Official Selection”.
وقادت وولسي أيضاً أحداث غوص افتراضية مباشرة، بما في ذلك توجيه 450 مشاركاً في مسرح “National Geographic VR” في واشنطن، عام 2019.
الواقع الافتراضي وسط تفشي كورونا
ومنذ يونيو/ حزيران 2020، شارك حوالي مليون شخص، تتراوح أعمارهم بين 8 و90 عاماً، في تجربة الغوص الافتراضي.
وتعتبر وولسي أنه بمثابة “أداة للتنقل عن بعد”، حيث تشتد الحاجة إلى هذه التجارب في الوقت الذي ينحصر فيه الناس بمنازلهم.
وقالت: “في الوقت الحالي، نحن لا ننفصل عن محيطاتنا فحسب، بل عن بعضنا البعض أيضاً. لذلك، يعتبر الغوص أداة رائعة لربطنا أكثر ببيئاتنا الطبيعية”.
وفي النهاية، تبقى رسالة وولسي حول محيطاتنا إيجابية.
ولا تظهر تقنية الواقع الافتراضي حالة محيطاتنا فحسب، بل تعكس أيضاً كيف يمكن أن تتاح لها فرصة التعافي