هل يمكنك تخطي الحجر الصحي إذا أصبت بفيروس كورونا بعد تلقي اللقاح؟
ويمكن للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل الآن تخطي الحجر الصحي حتى لو تعرضوا لفيروس كورونا، وفقًا لإرشادات جديدة صادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ولكن في الوقت نفسه، تقر الوكالة أيضًا أن هناك الكثير من الباحثين لا يعرفون كيف تؤثر اللقاحات على انتقال العدوى.
وتنطبق الإرشادات الجديدة فقط إذا كان قد مرّ أسبوعان على الأقل منذ الجرعة النهائية، وليس أكثر من ثلاثة أشهر من تلقي تلك الجرعة، وشرط ألا تظهر على الأشخاص أي أعراض.
وقالت كريستين نوردلوند، المتحدثة باسم المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عبر البريد الإلكتروني، إنه من المهم أن نلاحظ أن مراكز السيطرة على الأمراض لا تشير إلى أن شخصًا ما تم تطعيمه لا يمكنه نشر فيروس كورونا، خلال أول 90 يومًا من تلقيحه بالكامل، كما أننا لا نقترح أن الحماية المتوقعة من لقاحات فيروس كورونا، تتلاشى بعد 90 يومًا.
هل تشعر أنك مشوش؟ لا تقلق، فأنت لست الوحيد.
وقالت نوردلوند إن هناك حاليًا معلومات محدودة حول مقدار تخفيف لقاحات فيروس كورونا من انتقال العدوى أو المدة التي تستغرقها الحماية. وأضافت: “مع ذلك نحن نعلم أن الحجر الصحي يمكن أن يكون مدمرًا للغاية للفرد وكذلك المجتمع”، موضحة أنه من المحتمل أن تفوق فوائد تجنب الحجر الصحي غير الضروري، وتحديداً لأولئك الذين تم تطعيمهم بشكل كامل، المخاطر غير المعروفة لانتقال العدوى من شخص تم تطعيمه.
لكن هذا لا يعني أنه يمكن للأشخاص التوقف عن وضع القناع، والابتعاد عن الآخرين، واتباع الإرشادات الأخرى للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. والأشخاص أيضًا ليسوا معفيين من متطلبات الاختبار لأولئك العائدين من الخارج.
وبينما تشير الإرشادات إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم هم أقل عرضة لنقل الفيروس، توضح مراكز السيطرة على الأمراض أن تجارب اللقاح ركزت بشكل كبير على منع حالات أعراض فيروس كورونا. وهذا لا يعني أن الناس لا يمكن أن يصابوا بالفيروس وينشرونه بدون أعراض. لكن الخبراء يقولون إن قياس هذا الأمر أكثر صعوبة.
قياس الانتقال بشكل غير مباشر
ويعد القياس المباشر لانتقال فيروس كورونا أمرًا صعبًا، لذلك يستخدم الباحثون بدلاء لتقدير مدى احتمالية نقل الشخص للفيروس.
وأحد البدائل المحتملة هو الحمل الفيروسي، أي مقدار الفيروس الذي ينتشر في أجسامهم. وأظهرت الأبحاث أن الأشخاص من ذوي الأحمال الفيروسية المنخفضة، هم أقل عرضة لنقل الفيروس.
ووجدت دراسة حديثة في إسرائيل أن الأشخاص الذين أصيبوا بعد 12 إلى 28 يومًا من جرعتهم الأولى من لقاح “فايزر” لديهم حمولات فيروسية أقل بأربع أضعاف، مما لو أصيبوا خلال أول 12 يومًا، في حين أن الدراسة لم تخضع لمراجعة الأقران، ولا تتضمن بيانات بعد الجرعة الثانية.
كما أشارت دراسة أخرى عن لقاح “أسترازينيكا” إلى أنه يمكن أن يؤثر على انتقال العدوى، لكنها فعلت ذلك باستخدام مقياس مختلف. وجمع الباحثون مسحات أنف من المشاركين في التجربة في المملكة المتحدة كل أسبوع، ووجدوا أن معدل الاختبارات الإيجابية انخفض بمقدار النصف بعد جرعتين من اللقاح.
ولم تقم أي من هاتين الدراستين بقياس انتقال العدوى بشكل مباشر – على سبيل المثال، عن طريق تتبع المخالطين لمتطوعي الدراسة لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بالعدوى. لكنها تعطي علامة إيجابية لما اشتبه الخبراء به لبعض الوقت، بناءً على تجارب لقاحات لأمراض أخرى.
بيانات محدودة، توصيات محدودة
وقالت الدكتورة ميغان راني، أستاذة مساعدة في طب الطوارئ في جامعة براون إن المزيد من الدراسات التي تختبر الأشخاص الذين تم تطعيمهم بانتظام لفيروس كورونا، ستمنح الأطباء فهمًا أفضل لكيفية تأثير اللقاحات على قابلية الانتقال ومدة ذلك.
وهذا جزئيًا هو سبب تطبيق التوصية لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر فقط، لأن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها وصانعي اللقاحات ليس لديهم الكثير من البيانات التي يتم نشرها لفترة أطول من ذلك بعد تلقيح الأشخاص.