– يعد معبد أبو سمبل الكبير، الواقع في النوبة بالقرب من الحدود الجنوبية لمصر، من بين المعالم الأثرية المذهلة. ويشتهر المعبد بتماثيله الأربعة الضخمة والتي تزين واجهته، وقد انهار أحدها نتيجة زلزال قديم.
وأطلقت وزارة السياحة والآثار المصرية، عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، جولة افتراضية داخل معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل، وذلك بعد الحدث الفريد لتعامد الشمس على قدس الأقداس الذي شهده المعبد، بتاريخ 22 فبراير/شباط 2021.
ويعتقد أن بناء معبد أبو سمبل والذي شُيد حوالي عام 1264 قبل الميلاد، قد استغرق 20 عاماً، وفقاً لموقع وزارة السياحة والآثار المصرية.
وقد حصل المعبد على اسمه، “أبو سمبل”، من الرحالة السويسري يوهان لودفيج بوركهارت، المعروف باسم إبراهيم بوركهارت، الذي اكتشف الموقع عام 1813، حين اصطحبه إليه صبي يدعى “أبو سمبل”، بحسب موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.
وتعود أهمية معبد أبو سمبل الكبير إلى ارتباطه بظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الفرعون رمسيس الثاني في قدس أقداس المعبد مرتين سنوياً، وتوافق الأولى ذكرى ميلاده في 22 أكتوبر/ تشرين الأول، والثانية ذكرى تتويجه في 22 فبراير/شباط.
ويعتقد أن الغرض من هذا الحدث الفريد هو تقوية مكانة الملك بين المعبودات باعتبار أشعة الشمس رمزاً للمعبود رع.
وقد خصص المعبد الرئيسي لعبادة كل من المعبودات “آمون رع” و”رع حور آختي” و”بتاح” و”رمسيس الثاني” باعتباره معبوداً. أما المعبد الأصغر الواقع إلى الشمال فقد كان مكرساً لكل من المعبودة “حتحور” والملكة “نفرتاري”.
ويتصدر مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني، وهي من أشهر تماثيل الملك، ويلي المدخل الصالة الرئيسية المؤدية إلى قدس الأقداس، ويصطف على جانبيها تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني على شكل المعبود أوزير.
وقد صمم المعبد بدقة عالية، بحيث تدخل أشعة الشمس في المعبد يومين من كل عام، وتعبر الصالة الرئيسية، لتضيء التماثيل الموجودة في أعمق جزء من المعبد، أي قدس الأقداس، حيث تجلس أربعة معبودات، آمون رع، ورع حورآختي، وبتاح، ورمسيس الثاني باعتباره معبوداً.
ويتميز المعبد بتصميم معماري فريد، إذ نقرت واجهته في الصخر، وزينت بأربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني يصل ارتفاعها إلى حوالي 20 متر، ويلي الواجهة ممر يؤدي إلى داخل المعبد الذي نقر في الصخر بعمق 48 متراً.
وتزين جدران المعبد مناظر تسجل انتصارات الملك رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشر وفتوحاته، ومنها معركة قادش التي انتصر فيها على الحيثيين، بالإضافة إلى المناظر الدينية التي تصور الملك في علاقاته مع المعبودات المصرية.
ويقع إلى الشمال، معبد آخر من الصخور معروف باسم المعبد الصغير، مكرس للإلهة حتحور والزوجة الملكية العظمى لرمسيس الثاني، الملكة نفرتاري، وعلى واجهة المعبد الصغير، تقف تماثيلها الضخمة بذات حجم تماثيل زوجها.
وفي عام 1968، نُقل المعبد بالكامل من موقعه الأصلي بعد بناء السد العالي في أسوان، حيث هدد بإغراق المعبد، وتم الانتهاء من عملية النقل من خلال جهود دولية بقيادة منظمة اليونسكو، وفي عام 1979، تم وضع المعبد ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.