يعد مشروع “قلب أوروبا” المقام قبالة ساحل دبي بمثابة إضافة جريئة إلى وجهاتها الفاخرة.
ويشكل “قلب أوروبا”، الذي تصل كلفته إلى 5 مليارات دولار، جزءاً من مشروع “جزر العالم”، والذي يتضمن مجموعة واسعة من الجزر الاصطناعية على شكل أطلس، وسيكون عند اكتماله موقعاً فاخراً.
وفي خضم الجائحة، قد يثبت مشروع “قلب أوروبا” أنه عمل “عبقري” في جهوده الرامية لإعادة ابتداع قارة أوروبا للسياح غير الراغبين في القيام برحلات في الوقت الراهن.
ووسط تراجع السفر العالمي الناجم عن “كوفيد-19″، سيمثل المشروع قفزة كبيرة بجاذبية دبي على المدى الطويل.
وبدأ بناء مشروع جزر العالم في عام 2003، وهو أرخبيل ضخم يتكون من 300 جزيرة اصطناعية على شكل خريطة العالم.
وبدأ ما لا يقل عن 15 فندقاً فاخراً، ومنازل لقضاء العطلات، وقصور فخمة بالظهور على القطع المائية.
ويشكل مشروع قلب أوروبا ست جزر ذات طابع خاص، حيث يستطيع المسافر الاختيار بينها، وصُممت لتحاكي السويد، وألمانيا، وسويسرا، والبندقية، وكود دازور وغيرها.
أما عن المفهوم خلفه، فيتمثل بأن يكون الضيف، بمجرد وصوله إليه، قادراً على الانتقال من درجات حرارة شديدة إلى مناخات أقل جفافاً.
كرات الثلج في الحر
وفي جزيرة السويد، يتواجد قصر كبير بكلفة 21.8 مليون دولار، بين 10 قصور تحت أسطح منازل تشبه سفن الفايكنغ المقلوبة، وتضم مطابخ، وصالة إلعاب رياضية، ومنتجع صحي، وغرفة ثلج.
ويمكن استلام رقائق الثلج الأبيض عند الطلب من آلات تعمل بأشعة الشمس ذاتها التي تدفئ حمام السباحة اللامتناهي في الطابق العلوي.
وتأتي المنازل البوتيكية ذات الـ6 طوابق، التي تحيط بها غابة مورقة، مع مصعد بالإضافة إلى شاطئ خاص.
وتشمل المفروشات الحصرية من شركة “بنتلي” لصناعة السيارات الراقية مقاعد فخمة لحفلات العشاء الفاخرة، تحيط بمائدة بطول سيارة ليموزين، وسرير دائري يطل على المحيط، وحوض استحمام رخامي ضخم.
وفي جزيرة ألمانيا، صُمم 32 مسكناً مستقبلياً مواجهاً للشاطئ أو للبحيرة، استُوحيت من أسلوب “باوهاوس” المعماري، وهي أشبه بـ “مستعمرة قمرية”، ويبلغ سعر الواحد 7.89 مليون دولار.
لا مثيل لها في العالم
ويتميز منتجع بورتوفينو في جزيرة أوروبا الرئيسية بواجهة إيطالية ملونة.
وسيتم تسجيل الوصول إلى هنا من قبل الموظفين الذين يتحدثون اللغة الإيطالية، ويعملون لساعات محددة بحسب المنطقة الزمنية الإيطالية.
وقال جوزيف كلايندينست، رئيس مجلس الإدارة النمساوي لشركة “Kleindienst”، المجموعة العقارية التي تطور مشروع “قلب أوروبا”، إنه “عندما تأتي إلى هنا، يجب أن تنسى أنك في دبي، وتشعر أنك وصلت إلى أوروبا”.
وأضاف كلايندينست: “يجب أن يكون لديك انطباع بأنك أتيت إلى إيطاليا، من ثم تمشي وتأتي إلى إسبانيا، وفرنسا، ولندن”.
ويمتد طابع بورتوفينو الملون إلى الفنادق البوتيكية في منطقة كوت دازور بجزيرة أوروبا الرئيسية.
وهنا يعد المطورون بمزيد من خصائص لا مثيل لها في العالم، بما في ذلك أكبر حوض سباحة مستدام، يتم تغذيته بمياه البحر المحلاة عبر الطاقة الشمسية والترشيح الصديق للطبيعة.
وتضم جزيرة أوروبا الرئيسية الشارع الممطر، حيث يمكن التحكم بمناخه حتى 27 درجة مئوية لمحاكاة المناخ الصيفي الأوروبي، وتتساقط الأمطار عند الطلب، بالإضافة إلى ساحة مغطاة بالثلوج.
وفي بلد نادراً ما يشهد هطول الأمطار، من المحتمل أن يستمتع ضيوف الإمارات بهذه المفاهيم الغريبة
مركز شرطة عائم
وقد أثبت مشروع قلب أوروبا بالفعل شعبيته بين مواطني المنطقة، إذ أشارت المجموعة العقارية التي تطور المشروع إلى أن معظم المستثمرين الجدد هم من الإمارات.
ومن المقرر الانتهاء من جميع مراحل المشروع الثلاثة بحلول عام 2023.
وبحلول ذلك الوقت، سيشمل المشروع منتجع “ذا فلوتينع ليدو” المستوحى من مدينة البندقية، مع فندق، وأول منتجع صحي، وصالة ألعاب رياضية تحت الماء، وغيرها.
وسيشمل المشروع المكتمل لسويسرا، 77 فيلا مستوحاة من الشاليهات الجبلية.
وسيكون هناك أيضا مركز شرطة عائم، وسيرك يضم حيوانات ثلاثية الأبعاد، كما سيكون هناك فندق مخصص للزفاف، وجزيرة لشهر عسل على شكل قلب.
وأشارت المجموعة العقارية المطورة إلى الجهود المبذولة لتحسين البيئة أو الحفاظ عليها في المشروع.
وفي معهد كورال، داخل منتجع بوتوفينو، تعرض العديد من أحواض السمك والخزانات برنامج تربية يركز على 50 نوعا محلياً من الأسماك.
كما تتوفر إمكانية استكشاف الطيور المحلية والمهاجرة عبر مساحات خضراء واسعة، وتزدهر الحدائق المعلقة على واجهات الفنادق، وأشجار الزيتون الإسبانية التي يتراوح عمرها بين 100 و1500 عام.
بيئة مزدهرة
ويقوم معهد كورال برعاية 20 نوعاً محلياً من الشعاب المرجانية الحية، والتي ستكون مرئية بشكل خاص لشاغلي فيلات “فرس البحر” العائمة “فلوتينغ سيهورس” المستقبلية، حيث من المتوقع أن يكون هناك 147 فيلا عائمة مصممة كما بقية المشروع العملاق، بتوجيهات فينع شوي “لتعزيز بيئة مزدهرة وسعيدة”، مع توفير تكنولوجيا البناء المناسبة للامتثال لسياسات بيئة صارمة.
مزيج سياحي
وأكد المطورون أن المنتجع المكتمل لن يكون بمثابة منتزه ثقافي، بل سيكون منزلاً ثانياً ووجهة لقضاء العطلات، وسيستهدف السياح الدوليين الباحثين عن تجارب ضيافة بديلة، وكذلك سكان الإمارات لتوسيع آفاق إقامتهم.
وتتوقع المجموعة المطورة للمشروع أن تتم الموازنة بين السياح الأجانب والسوق المحلية، بمعدل 50%، في ظل الجائحة، وتؤكد أن مشروع “قلب أوروبا” كان يستهدف الحركة المحلية منذ البداية، مع مفهوم “الابتعاد دون الحاجة لركوب الطائرة”.
أما عن استكمال المرحلة الأولى، فقال رئيس المجموعة العقارية جوزيف كلايندنست إنها كانت مقررة في الوقت المناسب مع معرض اكسبو دبي 2020، الذي تم تأجيله حتى أكتوبر 2021، مضيفاً: “أردنا أن نكون جاهزين في وقت مبكر، الآن نحن نلحق بالركب بشكل جيد”.