استعادت واحدة من أقدم اللوحات الجدارية في بومبي، مجدها السابق بفضل تقنية الليزر.
ويُعد “House of the Ceii”، الذي تم التنقيب عنه بين عامي 1913 و1914، أحد المنازل القديمة النادرة في المدينة المعروفة باسم “دوموس”، وهي عبارة عن مساكن عائلية فردية بُنيت بالكامل مع أتريوم ورواق من الأعمدة، ويعود تاريخها إلى أواخر فترة السامنيت في القرن الثاني قبل الميلاد، وفقاً لحديقة بومبي الأثرية.
ويتزين المنزل، الذي يُعتقد أنه كان ملكاً لقاضٍ محلي، بشكل متقن على عدة مستويات.
وأوضح ماسيمو أوسانا، المدير المؤقت لحديقة بومبي الأثرية، أن هناك لوحة جدارية كبيرة “تزين الجدار الخلفي للحديقة وكانت على مرأى من يدخلون إلى هذا المنزل الفاخر”.
وأضاف أوسانا أن الصورة تعرض مشهد صيد مع حيوانات برية مرتبة على عدة مستويات من المنزل.
كما أن هناك صوراً لمعابد، وتماثيل، وحيوانات، في دلتا النيل المصرية، بحسب ما ذكره أوسانا.
وأشار أوسانا إلى أن الديكور الذي ابتكره فنانون مجهولون، “يمكن رؤيته أيضاً على جدران حدائق بومبي، من أجل خلق وهم بتوسيع أبعاد مثل هذه المساحات، واستحضار أجواء شاعرية وموحية”.
وعلى مر السنين، أصبح المنزل التاريخي في حالة سيئة، وقد أدى الافتقار إلى الصيانة المناسبة وممارسات الترميم غير المناسبة إلى تدهور تدريجي للصور وتلف اللوحات الجدارية، خاصة في الأجزاء السفلية الرطبة من المبنى.
وبمساعدة تقنية الليزر، تمكن الخبراء من تنظيف أجزاء من اللوحة، بما في ذلك الزخرفة النباتية في اللوحة الجدارية، بينما تم استعادة الأجزاء المتآكلة من الفن من خلال تنقيح تصويري دقيق.
وبدأت أعمال الترميم في المنزل، والتي ما تزال مستمرة، في سبتمبر/ أيلول العام الماضي، وفقاً لحديقة بومبي الأثرية.
ولفت أوسانا إلى أنه “في هذه الحالة، في جميع الاحتمالات، يشهد الموضوع الغريب والديني للوحات على ارتباط واهتمام محدد لدى مالك المنزل بالحضارة المصرية وبعبادة إيزيس (إلهة مصرية قديمة)، التي ظهرت في بومبي في السنوات الأخيرة من حياة المدينة”.
وتعد مدينة بومبي القديمة واحدة من أفضل مناطق الجذب السياحي في إيطاليا، وهي موقع مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ولا يزال جزء كبير من المدينة اليونانية الرومانية مغطى بالحطام، إثر ثوران جبل فيزوف البركاني وغرق المدينة بالرماد وصخر الخفاف منذ نحو 2000 عام.
ولا يزال الخبراء يكتشفون الحكايات التي تقدم أدلة على ماهية الحياة عندما كانت المدينة تنبض بالحياة.
وفي ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، اكتشف علماء الآثار متجراً للأطعمة والمشروبات الساخنة المرسوم على الجص والذي كان يقدم ما يعادل طعام الشارع القديم للمارة الرومان.