مع تراكم الشقق الشاغرة في المدن الكبرى، بات يتجه وكلاء العقارات بشكل متزايد إلى “تيك توك” لجذب الشباب لاستئجار العقارات التي كانت تعتبر رائعة في معايير ما قبل الوباء.
وغالباً ما يتدفق سكان المدن، أو من يطمح للعيش في المدن، إلى مواقع عرض الشقق لاستكشاف قوائم الشقق المعروضة للإيجار. ولكن، يقول بعض المهتمين الآن إنهم يجدون الشقق على تطبيق مشاركة الفيديو “تيك توك”، حيث بات يعرض الوسطاء مقاطع فيديو أكثر شمولاً، تمكّن المستأجرين المحتملين من “التجول” في شقق متعددة في غضون دقائق قليلة فقط.
ويعد التوقيت أساسي، إذ مع مغادرة آلاف الأشخاص المدن الكبرى، انخفضت الإيجارات بشكل حاد خلال الوباء. وهنا يأتي دور “تيك توك”.
يقول كاش جوردان، وكيل عقارات في “يونيون سكوير لإدارة الممتلكات” إن مقاطع الفيديو “هي مجرد طريقة متفجرة لمساعدة الناس، حتى الأشخاص الذين يفكرون في الانتقال إلى هنا (المدن)، وجعلهم يشعرون بالراحة مع هذه العملية”.
وتتمتع منصة “تيك توك” بميزة مهمة مقارنة بمواقع العقارات، وهي ميزة التعليق، والتي تسمح ببدء محادثات حول القوائم المعروضة. وقد حصل جوردان على أكثر من 540 ألف متابع على التطبيق خلال العام الماضي، حيث قال إن الاستجابة لمقاطع الفيديو الخاصة به كانت “استثنائية”.
ويقول ألكسندر زاخارين، المدير العام في “GZB Realty”، إن شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام 2020 كان الأكثر ازدحاماً خلال 12 عاماً لسوق الإيجار في نيويورك. كما أضاف زاخارين، الذي لديه أكثر من 78 ألف متابع على “تيك توك”، أن جزءاً كبيراً من عملائه هم أشخاص في العشرينات من عمرهم يعيشون مع والديهم أثناء الوباء ويتطلعون للانتقال إلى شققهم الخاصة.
وقد جدت مادي هيات، محررة وسائل تواصل اجتماعي تبلغ من العمر 25 عاماً، شقتها بالقرب من ميدان هيرالد في نيويورك أثناء تصفح “تيك توك”. تقول هيات إن العملية ساعدتها في العثور على شقق عالية الجودة تتماشى مع ما كانت تبحث عنه.
ويوفر “تيك توك” للمستخدمين تجربة اكتشاف أكثر حيوية، حيث تقوم خوارزميات التطبيق بعرض مقاطع الفيديو المصممة وفقاً لتفضيلات المستخدم واهتماماته، بناء على تفاعل المستخدم مع المحتوى على المنصة.
ويُظهر هذا الاتجاه الجديد أن صناعة العقارات بشكل عام تستفيد من فرصة التكيف مع التغييرات التي فرضها الوباء على الصناعة، وقد تؤدي بعض هذه التغييرات إلى حدوث تحول يتعدى فترة الوباء، ما قد يجعل عملية قديمة وتقليدية للغاية أكثر سهولة.
يقول زاخرين: “لقد وصلنا أخيراً إلى جوهر مبدأ تجاري تجاهلته صناعة العقارات لعقود: الأمر يتعلق كلياً بخدمة العملاء وإيجاد طرق جديدة لتقديمها”.