قال صخر دودين، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال في الحكومة الأردنية، إن أهم ما تضمنته محاولات الأمير حمزة بن الحسين في قضية ما سمي “بالفتنة”، أن فيها شيء من “التعدي على الدستور” الأردني.
وأكد دودين في مقابلة على أن “الأردن يتبع سياسية تدوير الزوايا الحادة” في التعامل مع الدول والجهات الخارجية التي تربطها بها علاقات دبلوماسية وسياسية، وبذات الوقت كانت أطرافا “فاعلة” في تلك الأزمة، رابطا الأمر “بموقف الأردن من صفقة القرن”.
ويتجنب الأردن تسمية الجهات والدول الخارجية التي شاركت في هذه الأزمة رغم ذكر بعضها في اللقاءات السياسية المغلقة.
وأضاف دودين:” نحن ندرك تماما أن صفقة القرن، شكلت للأردن جبهة خارجية لم تكن راضية عن موقفه في ذلك الوقت. والأردن بخلاف ذلك تعوّد دائما في التعامل مع جميع الأطراف، أن يكون على مسافة واحدة وأن يدوّر الزوايا الحادة في علاقاته الخارجية. نحن دولة محاطة بدول جوار وهناك قوى إقليمية محيطة ووضع الأردن حساس بينها، ومن الحصافة أن يبقى موقف الأردن كبيت شعر للمتنبي يقول، “وفي النفس حاجات وفيك فطانة، سكوتي بيان عندها وخطاب”، مضيفا بأن “المسكوت عنه مهم كما هو المتاح والمباح”.
وعن دور الأمير حمزة ، ولي العهد السابق والاخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني، الفعلي في الأزمة في وقت نفى فيه رئيس الوزراء بشر الخصاونة في لقاءاته مع مجلس الأمة أن يكون “انقلابا” على الحكم، قال دودين “جلالة الملك في لقائه الأخير مع الشخصيات العامة الذي وجه فيه للصّفح، قال بأن هذه الفتنة وئدت قبل أن يتاح لها أن تتحول إلى فعل على أرض الواقع، كان هناك تخطيط وتفكير وتدبير لشيء، و عندما يتم وأده لن يصل إلى ما يسمى محاولة انقلاب، لكنه محاولة لزعزعة الوضع القائم، وأهم ما فيه أن فيه شيء من التعدي على الدستور الأردني”.
وشدد على أن الأمير حمزة “في رعاية جلالة الملك المعظم وهذه الكلمة تكفي.. هو في بيته، يتنقل بين أهله وأسرته ووضعه طبيعي جدا. لا يوجد عليه أي قيود من هذه الناحية”.
في الأثناء، اعتبر دودين ما أسماه ب “هجوم الإعلام الغربي”، على المملكة كان جزءا من “الفتنة”، وقال إن “الهجمة الخارجية التي تعرض لها الأردن كبيرة وممنهجة وليست وليدة اللحظة، وواضح أنه خطط لها ودبر لأن تكون بهذا الحجم” على حد تعبيره.
واعتقد الوزير دودين، الذي دخل إلى حكومة الخصاونة في آذار/ مارس المنصرم إثر تعديل وزاري هو الثاني، “أن أطرافا شاركت في الفتنة من الخارج كما في الداخل، ترافق مع ضخ إعلامي كبير من “صحف بعينها أو من صحفيين بعينهم أو من ذباب الكتروني”، للتشويش على مجريات مواقع التواصل وخلق انطباعات غير حقيقية ومشككة برواية الدولة الأردنية، بحسب تعبيره.
وقال إن “حملة التشويش استمرت نحو أسبوع تخللها إطلاق هاشتاغات مثل ’أين الامير حمزة‘، حتى خفتت عند ظهوره أمام الرأي العام برفقة العاهل اﻷردني في زيارة اﻷضرحة الملكية.
وأضاف: “صحيح أننا تعرضنا لكل هذا التشويه في الصحافة الغربية، بالمقابل كان هناك دعم كبير، ولكن هذا يقتضي منا العمل على إعادة بناء جسورنا التي شعرنا بأنها قد خدشت في تلك الفترة ولابد أيضا من إعادة الوصل مع الناس لوضعهم في صورة الحقيقة الموجودة”، مشيرا إلى حجم الدعم الكبير الذي تلقاه الأردن سياسيا من زعماء العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته وزعماء الدول العربية.
وعن دور المعارضة الخارجية في الأزمة، تحفظ الوزير على تسميتها “بالمعارضة الخارجية” وقال: “لا أرى بأن هناك ما اسمه معارضة خارجية، هناك مطبّلون ناعقون سمهم ما شئت راكبون لموجات، لا أعتقد أنه من الحصافة أن نسميهم معارضة لكن للأسف، أي صوت خارجي نشاز يغرّد ضد الأردن يستغل مثل هذه المواقف “.
وأشار لما وصفه “بالحسابات” التي أنشئت في فترة الأزمة، والتي تجاوزت 120 ألف حساب، بحسب الوزير، وأضاف: “ما يدلل على أن هناك جهات فاعلة وقادرة على التواصل بالشكل الكبير الذي من شأنه أن يغيّر ذهنية الشعب والشارع الاردني”، وفقا لدودين.
وتابع: “كان المطلوب أن نشهد زعزعة للأمن الداخلي بليلة، ولكن حكمة القيادة التي تعاملت بشكل حصيف وهادئ تجلت أيضا في الصفح الملكي عن المغرر بهم، ومن ضللوا في هذا الأمر، وبقي الحكم على الآخرين الذين اعتبرتهم البيّنات الأولى من المحرّضين”، في إشارة منه إلى الموقوفين رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد.